الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصحابي أتى أمتي ما يُوعَدُون". (1)
3 -
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا أصحابي، لا تَسُبُّوا أصحابي: فو الذي نفسي بيدِه! لو أنَّ أَحَدَكمْ أَنْفَقَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا، ما أَدركَ مُدَّ أَحَدِهِم، ولا نَصِيَفهُ". (2)
فهذه نصوصٌ عامةٌ في فضائلِ الصحابةِ رضي الله عنهم ويدخلُ فيها معاويةُ رضي الله عنه.
ثانيا: كتابته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق ذلك حديثان:
الأول: عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنه قال: كنتُ ألعبُ مع الصبيانِ فجاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فتَوَارَيْتُ خلفَ بابٍ، قال: فجاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً (3)، وقال: اذهبْ وادعُ لي معاويةَ. قال: فجئتُ، فقلتُ: هو يأكلُ. قال: ثم قال لي: اذهبْ فادعُ لي معاويةَ. قال: فجئتُ فقلتُ: هو يأكلُ. فقالَ: لا أَشْبَعَ اللهُ بطنَه (4).
وعندَ أبي داودَ الطيالسيِّ: "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعثَ إلى معاويةَ ليكتبَ له .. "(5).
وعندَ أحمدَ: قال: "اذهبْ فادعُ لي معاويةً، وكان كاتبَه
…
" (6)
وموضعُ الدِّلالةِ من الحديثِ على فضيلةِ معاويةَ رضي الله عنه في هذا الحديثِ من وجهين:
الوجه الأول: دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
-: وبيانُ ذلك فيما ترجمَ به النوويُّ -رحمهُ اللهُ تعالى- حيث قال:
بابُ مَن لَعَنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أو سَبَّه أو دَعَا عليه، وليس هو أهلًا لذلك، كان له زكاةً وأجرًا ورحمةً.
وهذا الحكم استدلالًا بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: دخَل علي رسولا الله صلى الله عليه وسلم رجلانِ فكلَّمَهما بشيءٍ لا أدري ما هو، فأَغْضَبَاه فلَعَنَهما، وسَبَّهما، فلما خَرَجَا قلتُ: يَا رسولَ اللهِ،
(1) مسلم (2531).
(2)
البخاري (3470)، ومسلم (2540).
(3)
قال النووي: أما حَطَأَني فبحاءٍ ثم طاءٍ مهملتين وبعدها همزةٌ، وقولُه: حَطْأَة بفتحِ الحاءِ وإسكانِ الطاءِ بعدها همزةٌ، وهو الضربُ باليدِ مبسوطةً بين الكتفين، وإنما فعل هذا بابنِ عباس ملاطفةً وتأنيسًا. اهـ من شرح مسلم للنووي (16/ 156).
(4)
مسلم (2604).
(5)
مسند الطيالسي (2746)، وصححه الألباني في الصحيحة 1/ 81.
(6)
مسند أحمد (1/ 291).