الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالمصر، وأخرج عامل أمير المؤمنين، وأظهر عذر أبي تراب والترحم عليه، والبراءة من عدوه، وأهل حربه، وأن هؤلاء الذين معه رؤوس أصحابه، وعلى مثل رأيه.
فنظر زياد في الشهادة فقال: ما أظن هذه شهادة قاطعة، وأحب أن يكون الشهود أكثر من أربعة.
فكتب أبو بردة بن أبي موسى:
(بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله رب العالمين، شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة، وفارق الجماعة، ولعن الخليفة، ودعا إلى الحرب والفتنة، وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة، وخلع أمير المؤمنين معاوية، وكفر بالله كفرة صلعاء).
فقال زياد: على مثل هذه الشهادة فاشهدوا، والله لأجهدن في قطع عنق الخائن الأحمق، فشهد رؤوس الأرباع الثلاثة الاخرون على مثل ذلك، ثم دعا الناس، فقال: اشهدوا على مثل ما شهد عليه رؤوس الأرباع. فقام عثمان بن شرحبيل التيمي أول الناس، فقال: اكتبوا اسمي. فقال زياد: ابدءوا بقريش، ثم اكتبوا اسم من نعرفه، ويعرفه أمير المؤمنين بالصحة والاستقامة. فشهد إسحاق، وموسى، وإسماعيل بنو طلحة بن عبيد الله، والمنذر بن الزبير، وعمارة بن عقبة، وعبد الرحمن بن هبار، وعمر بن سعد بن أبي وقاص، وشهد عنان، ووائل بن حجر الحضرمي، وضرار بن هبيرة، وشداد بن المنذر أخو الحضين بن المنذر، وكان يدعى ابن بزيعة. فكتب شداد بن بزيعة، فقال: أما لهذا أب ينسب إليه، ألغوا هذا من الشهود. فقيل له: إنه أخو الحضين بن المنذر، فقال: انسبوه إلى أبيه، فنسب، فبلغ ذلك شدادًا، فقال: والهفاه على ابن الزانية؟ أو ليست أمه أعرف من أبيه؛ فوالله ما ينسب إلا إلى أمه سمية. وشهد حجار بن أبجر العجلي، وعمرو بن الحجاج، ولبيد بن عطارد، ومحمد بن عمير بن عطارد، وأسماء بن خارجة، وشمر بن ذي الجوشن، وزحر بن قيس الجعفي، وشبث بن ربعي، وسماك بن مخرمة الأسدي صاحب مسجد سماك، ودعا المختار بن أبي عبيد، وعروة بن المغيرة بن شعبة إلى الشهادة فراغا، وشهد سبعون رجلًا ودفع ذلك إلى وائل بن حجر وكثير بن شهاب يذهبان إلى معاوية بكتاب
زياد ومعهما جماعة من أصحاب حجر ودفع ذلك إلى وائل بن حجر، وكثير بن شهاب، وبعثهما عليهما وأمرهما أن يخرجوهم.
وكتب في الشهود شريح بن الحارث، وشريح بن هانىء. فأما شريح بن الحارث فقال: سألني عنه فقلت: أما إنه كان صوامًا قوامًا. وأما شريح بن هانىء فقال: بلغني أن شهادتي كتبت فأكذبته، ولمته.
وجاء وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأخرجا القوم عشية، وسار معهم أصحاب الشرط حتى أخرجوهم، فلما انتهوا إلى جبانة عرزم نظر قبيصة بن ضبيعة العبسي إلى داره في جبانة عرزم، فإذا بناته مشرفات، فقال لوائل وكثير: أدنياني أوص أهلي، فأدنياه. فلما دنا منهن بكين، فسكت عنهن ساعة، ثم قال: اسكتن، فسكتن، فقال: اتقين الله واصبرن، فإني أرجو من ربي في وجهي هذا خيرًا: إحدى الحسنيين؛ إما الشهادة فنعم سعادة، وإما الانصراف إليكن في عافية؛ فإن الذي كان يرزقكن ويكفيني مؤنتكن هو الله تبارك وتعالى وهو حي لا يموت، وأرجو ألا يضيعكن، وأن يحفظني فيكن. ثم انصرف، فجعل قومه يدعون له بالعافية.
وجاء شريح بن هانىء بكتاب، فقال: بلغوا هذا عني أمير المؤمنين، فتحمله وائل بن حجر، ومضوا بهم حتى انتهوا إلى مرج عذراء، فحبسوا به وهم على أميال من دمشق، وهم: حجر بن عدي الكندي، والأرقم بن عبد الله الكندي، وشريك بن شداد الحضرمي، وصيفي بن فسيل الشيباني، وقبيصة بن ضبيعة العبسي، وكريم بن عفيف الخثعمي، وعاصم بن عوف البجلي، وورقاء بن سمي البجلي، وكدام بن حيان، وعبد الرحمن بن حسان العنزيان، ومحرز بن شهاب المنقري، وعبد الله بن جؤية التميمي، وأتبعهم زياد برجلين، وهما عتبة بن الأخنس السعدي، وسعيد بن نمران الهمداني الناعطي، فكانوا أربعة عشر. فبعث معاوية إلى وائل بن حجر، وكثير، فأدخلهما، وفض كتابهما، وقرأه على أهل الشام: (بسم الله الرحمن الرحيم. لعبد الله معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين، من زياد بن أبي سفيان: أما بعد، فإن الله قد أحسن عند أمير المؤمنين البلاء فأداله من عدوه، وكفاه مؤونة من بغى عليه، إن طواغيت الترابية السابة رأسهم حجر بن عدي،