الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة. (1)
الوجه الرابع: إخبار عائشة عن زينب أنها تسارع في الخير
.
فعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فاستأذنته عائشة فأذن لها، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبني لها. قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى انصرف إلى بنائه فبصر بالأبنية فقال: "ما هذا؟ "، قالوا: بناء عائشة، وحفصة، وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"آلبر أردن بهذا؟ ما أنا بمعتكف"، فرجع فلما أفطر، اعتكف عشرًا من شوال (2).
ومحل الشاهد أن عائشة رضي الله عنها: تخبر عن زينب أنها تحب العمل الصالح وتنافس عليه.
الوجه الخامس: براءة زينب من الوقوع في عرض السيدة عائشة في قصة الإفك وثناء عائشة عليها بذلك
.
كما قالت عائشة رضي الله عنها: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب بنت جحش عن أمري، فقال:"يا زينب، ما علمت ما رأيت؟ " فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري؛ والله ما علمت عليها إلا خيرًا. قالت: وهي التي كانت تساميني فعصمها الله بالورع. (3)
فانظر إلى قول عائشة في زينب: فعصمها الله بالورع وهو شدة المحافظة على الدين.
الوجه السادس: إخبار عائشة رضي الله عنها أن زينب كانت تكرم النبي صلى الله عليه وسلم في نوبة غيرها وتسقيه عسلًا
.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؛ إني أجد منك ريح مغافير. قال: "لا، ولكني كنت أشرب عسلًا عند زينب بنت جحش فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدًا". (4)
(1) مسلم (2442).
(2)
البخاري (1940).
(3)
البخاري (2518).
(4)
البخاري (4628).