الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أرادوا أن يظهروا مدح الحسن فجرى على ألسنتهم ما في قلوبهم من ذمه وبغضه فذموه بتطلع زوجته إلى يزيد أو إلى ماله وهل تتطلع إلى يزيد من كانت عند الحسن وهل تتطلع إلى مال يزيد من كانت عند أكرم أهل عصره، وأوسعهم عطاء رضي الله عنه وأرضاه فهذا من العجائب. والله المستعان.
وقد رد العلماء من أهل السنة على هذا الكلام ومن ذلك ما يلي:
1 - قال ابن خلدون:
وما ينقل من أن معاوية دس إليه السم مع زوجه جعدة بنت الأشعث فهو من أحاديث الشيعة وحاشا لمعاوية من ذلك (1).
2 - وقال ابن كثير رحمه الله:
روى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سُمِّي الحسن وأنا أتزوجك بعده ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إليه فقال: إنا والله لم نرضك للحسن، أفنرضاك لأنفسنا؟ وعندي أن هذا ليس بصحيح، وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى والأحرى. (2)
= والإسناد الثاني: فيه أحمد بن عبيد بن عمار من رؤس الشيعة وعيسى بن عمران رافضي كذاب.
وللحديث طريق آخر أخرجها ابن أبي شيبة (8/ 631)، وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 193)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 38)، وابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين (132)، وابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 113، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 231)، وابن الجوزي في المنتظم (2/ 152) كلهم من طريق ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: دخلت أنا ورجل على الحسن بن علي نعوده فجعل يقول لذلك الرجل سلني قبل أن لا تسألني، قال: ما أريد أن أسألك شيئًا يعافيك الله، قال: فقام فدخل الكنيف ثم خرج إلينا ثم قال: ما خرجت إليكم حتى لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود ولقد سقيت السم مرارًا ما شيء أشد من هذه المرة، قال: فغدونا عليه من الغد فإذا هو في السوق، قال: وجاء الحسين فجلس عند رأسه فقال يا أخي من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم، قال: لئن كان الذي أظن لله أشد نقمة، وإن كان بريئًا فها أحب أن يقتل بريء.
قلت وإسناده ضعيف. فيه عمير بن إسحاق ضعيف يكتب حديثه ولا يحتج به ولم يرو عنه غير بن عون وقال ابن حجر: مقبول. التقريب ت (5179) ولو صح لما كان فيه إدانة ولا اتهام لمعاوية لأن الحسن نفسه لم يخبر بذلك لعدم تأكده، فأنَّى لغيره أن يتأكد من هذا الأمر ثم يتهم به معاوية رضي الله عنه وعليه فهذا النص بهذا الإسناد حجة في براءة معاوية رضي الله عنه لا في إدانته.
(1)
تاريخ ابن خلدون (2/ 187).
(2)
البداية والنهاية (8/ 47).