الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأول: أن يكون حُجرًا يعتقد أن عليًّا هو الذي قتل عثمان، وهذا باطل.
الثاني: أن يكون حُجر يعتقد أن عثمان أولى باللعن، والذم من الخوارج الذين قتلوه وهذا أيضًا باطل.
ومنها: اعتراض حجر على المغيرة في المسجد مما يخالف أصول النصيحة في الإسلام.
ومنها: تصريح حجر وأصحابه بلعن معاوية.
ومنها: أن زيادًا لما جاء، وصعد المنبر لم يصرح بسب علي رضي الله عنه وإنما أثنى على عثمان رضي الله عنه ومنها: أن سلوك حجر في النهاية أدى إلى سفك الدماء، وإزهاق الأرواح ولو سكت عليه الخليفة لأدى إلى الخروج، وإحداث الفتنة التي تُضعِفُ الدولة.
ومنها: وأهم ما في هذا السياق أن معاوية لم يقتله إلا بشهادة الشهود الذين هم من أهل بلده.
ومنها: أن قول عائشة في حجر كان بحسب علمها فيه، ولم تكن من الكوفة، ولم تعلم ما قام به من الفتن والانقلابات.
ومنها: التعارض في كثير من فقرات القصة في سلوك حجر وأصحابه؛ مما يدل على اضطراب الرواية وعدم اتفاق رواتها على موقف واحد لحجر.
وهكذا وبالنظر في هذه القصة ترى في متنها من التعارض والتناقض ما ينطق بكذبها وتلفيقها، وأقل ما يقال في التعليق على سياق هذه القصة لو صح: لو كان حجر كذلك فعلًا لكان يجب أن يقتل، ولكان قتله منقبة للأمير الذي قتله، ولكننا لا نقول بهذا في حجر رضي الله عنه؛ لأن هذا السياق لا يصح.
الوجه الثالث: أن ما يمكن قبوله من هذه الروايات لا يوجد فيه شيء من هذا التفصيل المزري بصحابة النبي صلى الله عليه وسلم
-: ولكن الذي صح من هذا كله هو أن زيادًا كتب إلى معاوية في حجر وأصحابه فلما قدموا عليه قتلهم. (1)
1 -
عن ابن سيرين قال: أمر معاوية بقتل حجر بن عدي الكندي، فقال حجر: لا تحلوا عني قيدًا -أو قال: حديدًا- وكفنوني بدمي، وثيابي. (2)
(1) بمعناه من الاستيعاب ترجمة حجر بن عدي.
(2)
رجاله ثقات. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 273)، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين به.
وأخرجه أيضًا: الحاكم (3/ 523) من طريق محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا إبراهيم الحربي، ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري به.
2 -
وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حجر بن عدي الكندي يكنى أبا عبد الرحمن كان قد وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد القادسية، وشهد الجمل وصفين مع علي رضي الله عنه، قتله معاوية بن أبي سفيان بمرج عذراء وكان له ابنان عبد الله وعبد الرحمن قتلهما مصعب بن الزبير صبرًا وقُتِل حجر سنة ثلاث وخمسين. (1)
3 -
وعن أبي إسحاق قال: رأيت حجر بن عدي حين أخذه معاوية وهو يقول: هذه بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها سماع الله والناس. (2)
4 -
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (3): وأما حجر بن عدي فقتله معاوية صبرًا بعث به إليه زياد بن أبي سفيان.
فإن قيل لماذا ققله معاولة وهو صحابي جليل، وهل أذنب لما امتنع من سب علي على المنابر؟
فالجواب من وجوه:
الوجه الأول: ما سبق بيانه من أن معاوية لم يقتل حجرًا لأنه امتنع عن سب عليّ، فهذا لا يصح ولا يعول عليه بحال، وأولى ما ذكر في سبب مقتل حجر بن عدي هو أن زيادًا أمير الكوفة من قبل معاوية قد خطب خطبة أطال فيها فنادى حجر بن عدي الصلاة فمضى زياد في الخطبة فما كان من حجر إلا أن حصبه هو وأصحابه فكتب زياد إلى معاوية ما كان من حجر وعدّ ذلك من الفساد في الأرض وقد كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولّى الكوفة قبل زياد، فأمر أن يسرح إليه فلما جيء به إليه أمر بقتله، وسبب تشدد معاوية في قتل حجر هو محاولة حجر البغي على الجماعة وشق عصا المسلمين واعتبره من السعي
(1) مستدرك الحاكم (3/ 531) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه، عن إبراهيم الحربي، عنه. ومصعب من الطبقة العاشرة وهذا قوله لم يسنده.
(2)
إسناده حسن. أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 34: 3569) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني، ثنا معاوية بن هشام، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق به. وإسناده حسن فيه معاوية بن هشام صدوق له أوهام وقال أحمد بن حنبل: هو كثير الخطأ. اهـ تهذيب التهذيب (10/ 196).
(3)
الاستذكار (5/ 121).