الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجمال" (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالأبكار؛ فإِنهنّ أعذبُ أفواهاً، وأنتقُ أرحاماً، وأرضى باليسير"(2).
التقارُب في السِّنِّ:
عن بريدة قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة رضي الله عنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنها صغيرة. فخطبها عليّ، فزوّجها منه"(3).
ولكن؛ لا نجعل هذا التقارُب عائقاً إِن لم يتيسّر؛ فالموازنة في المصالح أمرٌ لا بُدّ منه.
وهذا لا يمنع من تزويج الصغيرة من الكبير! واقرأ العنوان الآتي:
تزويج الصغار من الكبار
(4):
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "تزوّجني النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنا بنتُ ستِّ سنين، فقدمنا المدينة، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج، فوُعِكتُ، فتمزّق شعري (5)، فوَفَى جُمَيْمَةً (6)، فأتتني أمّي أمُّ رومان -وإني لفي أرجوحة ومعي
(1) أخرجه مسلم: 91.
(2)
أخرجه ابن ماجه وغيره، وانظر "الصحيحة"(623).
(3)
أخرجه النسائي "صحيح سنن النسائي"(3020)، وغيره.
(4)
هذا العنوان من "صحيح البخاري".
(5)
فتمزّق شعري؛ أي: تقطع. "فتح".
(6)
فوفى جُمَيْمَةً؛ أي: كثر. وجُمَيْمَة: مجتمع شعر الناصية، ويقال للشعر إذا سقط على المنكبين: جُمّة. "فتح".
صواحب لي -فصرخَت بي، فأتيتها- لا أدري ما تريد بي؟ -، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنْهَجُ، حتى سكن بعض نَفَسِي، ثمّ أخذت شيئاً من ماء، فمسحت به وجهي ورأسي، ثمّ أدخلتني الدار، فإِذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة، وعلى خير طائرٍ، فأسلمتني إليهنّ، فأصلحن من شأني، فلم يرُعني إِلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضُحىً، فأسلمتني إِليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين" (1).
وعنها رضي الله عنها أيضاً: "أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين، وأُدخلت عليه وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعاً"(2).
وفي لفظ عند مسلم (3): "ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة".
وهذا فيه حكمة بالغة، فليس هناك من اضطرار للصغيرة لانعدام الكبيرات مثلاً، ولكن ليكون حكماً شرعيّاً يُفِيُد منه المسلمون، فتدبّر.
واستدلّ البخاري رحمه الله على نكاح الصغار بقوله -تعالى-: {وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ} (4)، وقال:"فجعَل عدتها ثلاثة أشهر قبل البلوغ"(5).
قال الحافظ في "الفتح"(9/ 190): "فدلّ على أنّ نكاحها قبل البلوغ
(1) أخرجه البخاري: 3894، ومسلم:1422.
(2)
أخرجه البخاري: 5133.
(3)
برقم: 1422.
(4)
الطلاق: 4.
(5)
انظر "صحيح البخاري"(كتاب النكاح)"باب - 38".