الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حقّ الزوجة على زوجها
(1)
1 - حُسن المعاشرة:
قال الله -تعالى-: {وعاشروهنّ بالمعروف فإِنْ كرهتموهنّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعلَ الله فيه خيراً كثيراً} (2).
قال ابن كثير رحمه الله بتصرُّف: "أي: طيّبوا أقوالكم لهنّ، وحسِّنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، كما تحبّ ذلك منها، فافعل أنت بها مِثله، كما قال -تعالى-: {ولهنّ مِثل الذي عليهنّ بالمعروف} (3) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" (4).
وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البِشر، يُداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه، حتى إِنه كان يسابق عائشة أمّ المؤمنين يتودّد إِليها بذلك: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كُنْتُ مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر، فسابقْتُه فسبَقْته على رِجْلَيَّ، فلمّا حَملتُ اللحم؛ سابقْتُه فسبقَني، فقال: هذه بتلك السّبْقة"(5).
(1) وقد تكرّر عدد من أحاديث هذا الباب في (وصايا الإِمام الألباني رحمه الله).
(2)
النساء: 19.
(3)
البقرة: 228.
(4)
أخرجه الترمذي "صحيح سنن الترمذي"(3057)، والدارمي، وابن حبان، وانظر "الصحيحة"(285).
(5)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(2248)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(1610)، وانظر "الإِرواء"(1502)، و"الصحيحة"(131)، و"المشكاة"(3251).
وقوله -تعالى-: {فإِنْ كرهتموهنّ فعسى أن تكرهوا شيئاً ويَجْعَلَ الله فيه خيراً كثيراً} ، أي: فعسى أن يكون صبركم -مع إِمساككم لهنّ وكراهتهن- فيه خير كثير لكم في الدنيا والآخرة، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية: هو أن يعطف عليها، فيرزق منها ولداً، ويكون في ذلك الولد خير كثير. وفي الحديث الصحيح:"لا يَفْرَك (1) مؤمن مؤمنة، إِن كره منها خلقاً رضي منها آخر"(2). انتهى.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنت أشرب وأنا حائض، ثمّ أناوله النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيَّ، فيشرب، وأتعرّقُ العَرْق (3) وأنا حائض، ثمّ أناوله النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيّ"(4).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء، فإِنّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلَع أعلاه، فإِنْ ذهبتَ تقيمه كسرته، وإنْ تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء"(6).
(1) يَفْرَك: لا يُبغِض.
(2)
أخرجه مسلم: 1469.
(3)
العَرق: واحد العراق، وهي العظام التي يُؤخذ منها هبر اللحم، وتقدّم مفصّلاً في كتابي هذا "الموسوعة"(1/ 37).
(4)
أخرجه مسلم: 300.
(6)
أخرجه البخاري: 3331، ومسلم:1468.