الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن عمرو بن الأحوص: "أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، وذكَّر ووعظ، ثمّ قال: استوصوا بالنّساء خيراً، فإِنّهنّ عندكم عوانٍ، ليس تملكون منهنّ شيئاً غير ذلك، إِلا أنْ يأتين بفاحشة مبينة، فإِنْ فعلن فاهجروهنّ في المضاجع، وإضربوهنّ ضرباً غير مُبرّح، فإِد أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً، إِنّ لكم من نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً. فأمّا حقُّكم على نسائكم: فلا يوطئن فُرشكم من تكرهون، ولا يَأذَنَّ في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقّهُنَّ عليكم: أن تُحسنوا إِليهن في كسوتهنّ وطعامهنّ"(1).
فينبغي في ضوء ما تقدّم ألا يتعامل الرجل مع زوجه على أنها كاملة معصومة، بل خطّاءة خُلقت من ضِلَع أعوج، فإِذا جاء التصرّف الأعوج تذكّر أصْل خلقتها، فصبَر عليها، وتذكّر ما لها من محاسن السلوك والأخلاق، والأقوال والأفعال، فازداد صبراً، ولم يبْدُ منه ما يعكّر صفو حياته الزوجيّة.
2 - صيانتها
(2):
ويجب على الزوج أن يصون زوجتَه، ويحفظها من كل ما يخدش شرفَها، ويثلم عرضها، ويمتهن كرامتها، ويُعرّض سمعتها لقالة السوء، وهذا من الغيرة التي يحبها الله؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنّ الله يغار، وإِنّ المؤمن يغار، وغيرةُ الله أن يأتي المؤمن ما حَرّم عليه"(3).
(1) أخرجه ابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(1501)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي"(929) وغيرهما، وحسّنه شيخنا رحمه الله في "الإِرواء"(2030).
(2)
من "فقه السُّنّة"(2/ 509) بتصرّف.
(3)
أخرجه البخاري: 5223، ومسلم:2761.
وعن المغيرة قال: "قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربتُه بالسيف غيرَ مُصْفَح (1). فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تعجبون من غيرة سعد، واللهِ لأنا أغيرُ منه، واللهُ أغيرُ منّي، ومِن أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحدَ أحبُّ إِليه العُذْرُ من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذِرين، ولا أحدَ أحبُّ إِليه المِدحةُ من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة"(2).
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إِليهم يوم القيامة: العاقُّ لوالديه، والمرأة المترجّلة (3)، والديّوث (4) "(5).
وعن عمّار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنّة أبداً: الديّوث، والرَّجُلة من النساء، ومدمن الخمر. قالوا: يا رسول الله! أما مُدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديُّوث؟ قال: الذي لا يبالي مَن دخل على أهله. قلنا: فما الرَّجُلَة من النساء؟ قال: التي تَشَبَّهُ بالرجال"(6).
وكما يجب على الرجل أن يغار على زوجته، فإِنه يُطلَبُ منه أن يعتدل في
(1) قال في "النهاية": "يقال: أصْفَحه بالسيف: إِذا ضربه بعُرْضه دون حدّه، فهو مُصْفِح، والسيف مُصفَح".
(2)
أخرجه البخاري: 7416، ومسلم:2760.
(3)
التي تتشبّه بالرّجال في زيّهم وهيأتهم، وانظر "النهاية".
(4)
الدَّيوث: هو الذى لا يغار على أهله. "النهاية".
(5)
أخرجه النسائي "صحيح سنن النسائي"(2402)، وأحمد وغيرهما، وانظر "الصحيحة"(674).
(6)
أخرجه الطبراني، وصححه لغيره شيخنا رحمه الله كما في "صحيح الترغيب =