الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النِّكاح
تعريفه -في اللغة-: الضمّ والتداخُل (1).
وفي الشرع: التزويج وربُّما عُبِّر به عن الغِشْيان نفسه (2).
التَّرغيب في النكاح
(3):
لقد رغَّب الإِسلام في الزواج بصورٍ مُتعدِّدة للترغيب: فتارة يذكر أنَّه من سُنن الأنبياء، وهَدْي المرسلين، وأنّهم القادة الذين يجب علينا أن نقتدي بهُداهم:{ولقد أَرْسَلنا رُسُلاً من قَبْلِك وجَعَلنا لهم أزواجاً وذُرِّيَّة} (4).
وتارةً يذكره في معرض الامتنان: {واللهُ جَعَلَ لكُم مِنْ أَنْفُسكُم أزواجاً وجَعَلَ لكم من أزواجكم بَنِينَ وحَفَدَةً وَرَزَقَكم من الطيِّبات} (5).
وأحياناً يتحدّث عن كونه آيةً من آيات الله: {ومن آياته أن خَلَقَ لَكُم من أَنْفُسِكم أزواجاً لِتَسْكُنُوا إِليها وجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً ورَحْمَة إِنَّ في ذلك
(1)"فتح"(9/ 103).
(2)
"حلية الفقهاء"(ص 165).
(3)
عن "فقه السُّنّة"(2/ 326) بتصرّف.
(تنبيه): من هذا العنوان حتى آخر كتابي "الموسوعة الفقهية"؛ سأعتمد -إِن شاء الله تعالى- في عَزْوِي إلى "فقه السنة" -طبعة "الفتح للإِعلام العربي"- مصر.
(4)
الرعد: 38.
(5)
النحل: 72.
لآياتٍ لقوم يتفكرون} (1).
وقد يتردّد المرء في قَبول الزواج، فيُحْجِمُ عنه؛ خوفاً من الاضطلاع بتكاليفه، وهروباً من احتمال أعبائه، فَيَلْفِتُ الإِسلام نظره إِلى أنّ الله سيجعل الزواج سبيلاً إِلى الغنى، ويمده بالقوة، التي تجعله قادراً على التغلُّب على أسباب الفقر:{وأَنْكِحُوا الأَيَامَى (2) مِنْكُمْ والصَّالِحين من عِبَادكُمْ (3) وإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه (4) واللهُ واسعٌ عليم} (5).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة حقٌّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتَب (6) الذي يريد الأداء، والناكح الذي
(1) الروم: 21.
(2)
الأيامى: جمع أيّم، ويقال ذلك للمرأة التي لا زوج لها، وللرجل الذي لا زوجة له، وسواء كان قد تزوج ثمّ فارق، أو لم يتزوج واحد منهما. حكاه الجوهرى عن أهل اللغة، يقال: رجل أيّم، وامرأة أيّم أيضاً. "تفسير ابن كثير".
(3)
أي: عبيدكم.
(4)
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: رغبهم الله في التزويج، وأمر به الأحرار والعبيد، ووعَدهم عليه الغنى، فقال:{إِنْ يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله} . "تفسير ابن كثير".
(5)
النور: 32.
(6)
المكاتَب: من الكتابة: وهي أن يكاتِب الرجل عبده على مال يؤدّيه إِليه مُنجْماً، فإِذا أدّاه صار حرّاً، وسُمّيت كتابة لمصدر كَتَب، كأنه يكْتُب على نفسه لمولاه ثمنه، ويكتب مولاه له عليه العِتق، وقد كاتبه مُكاتبة، والعبد مكاتَب. وانظر "النهاية".
يريد العفاف" (1).
وجاء في "سنن النسائي": (باب معونَةِ اللهِ الناكحَ الذي يُريد العفاف (2)) وذكر الحديث السابق.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة"(3).
وعن ثوبان قال: لمّا نزلت: {والذين يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والفِضَّةَ} (4)، قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال بعض الصحابة: أُنزلت في الذهب والفضة، لو عَلِمنا أيُّ المال خيرٌ فَنتَّخِذَهُ؟ فقال:"أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إِيمانه"(5).
ْوعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِن سعادة ابن آدم ثلاثة، ومِن شِقْوَةِ ابن آدم ثلاثة. مِن سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح. ومِن شِقْوة ابن آدم: المرأة السوء،
(1) أخرجه الترمذي "صحيح سنن الترمذي"(1352)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(2041)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(3017)، وانظر "غاية المرام"(210).
(2)
انظر "صحيح سنن النسائي"(2/ 677).
(3)
أخرجه مسلم: 1467.
(4)
التوبة: 34.
(5)
أخرجه الترمذي "صحيح سنن الترمذي"(2470)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(1505)، وانظر "صحيح الترغيب والترهيب"(1913).
والمسكن السوء، والمركب السوء" (1).
وعنه رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من السَّعادة: المرأة تراها تعجبك، وتغيب عنها فتأمنها على نفْسها ومالك، والدابّة تكون وَطِيئةً، فتُلحِقُك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق.
وثلاث من الشقاء: المرأة ترأها فتسوؤك، وتحمل لسانها عليك، وإنْ غِبت لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابّة تكون قَطُوفاً (2)، فإِن ضربتها أتعبتك، وإِن تركتها لم تُلْحِقْك بأصحابك، والدار تكون ضيّقة قليلة المرافق" (3).
وعن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي"(4).
وفي رواية: "إِذا تزوّج العبد؛ فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي"(5).
(1) أخرجه أحمد بإِسناد صحيح، والطبراني وغيرهما، وانظر "صحيح الترغيب والترهيب"(1914)، و"الصحيحة"(1047).
(2)
القَطُوف من الدواب: التي تُسيء السير وتُبطئ، وقد يوصف بها الإنسان فيقال: هذا غلام قطوف. "الوسيط".
(3)
أخرجه الحاكم وغيره، وحسنه شيخنا رحمه الله في "صحيح الترغيب والترهيب"(1915)، وانظر "الصحيحة"(1047).
(4)
أخرجه الطبراني في "الأوسط" وغيره، وحسنه لغيره شيخنا رحمه الله في "صحيح الترغيب والترهيب"(1916)، وانظر "الصحيحة" تحت الحديث (625).
(5)
أخرجه البيهقي، وحسنه لغيره شيخنا رحمه الله في "صحيح الترغيب =