الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقدر أبو حيان العامل حالاً محذوفة في قوله تعالى: {والنجم إذا هوى} النهر 7: 155 وفي هذا التقدير وقوع الزمان حالاً من الجنة وهو ما منعه أبو حيان وغيره. وجاء الزركشي في البرهان 4: 191 - 193، فذكر استشكالات أبي حيان ثم قال:«والتحقيق - وبه يرتفع الإشكال في هذه المسألة - أن يدعى أن (إذا) كما تجرد عن الشرطية كذلك تجرد عن الظرفية، فهي في هذه الآية الشريفة لمجرد الوقت من دون تعلق بالشيء تعلق الظرفية الصناعية، وهي مجرورة المحل هنا، لكونها بدلا من الليل كما جرت بحتي في قوله: {حتى إذا جاءوها} التقدير: أقسم بالليل وقت غشيانه. وهذا واضح» .
وهذا الذي ذكره الزركشي سبقه إله الرضي واعترضه. قال في شرح الكافية 2: 105: «وقيل: (إذا) بدل من المقسم به مخرج عن الظرفية، أي وقت غشيان الليل. وفيه نظر من وجهين:
أحدهما: من حيث إن إخراج (إذا) عن الظرفية قليل.
والثاني: أن المعنى: بحق القمر متسقًا، لا بحق وقت اتساق القمر».
(إذا) بعد (حتى)
جاءت (إذا) بعد (حتى) في ثلاثة وأربعين موضعًا صرح فيها بجواب (إذا) الشرطية، إلا في أربعة مواضع حذف فيها الجواب، وهي:
1 -
{حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر} [3: 152].
2 -
{حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت} [9: 118].
3 -
{حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون} [21: 96].
4 -
{حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} [39: 73].
والجمهور يرى أن (حتى) هنا ابتدائية وتفيد الغاية، وأن (إذا) شرطية، والغاية تؤخذ من جواب الشرط كما ذكره أبو حيان في قوله تعالى:{وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا} 6: 25.
في البحر 4: 98 - 99: «مجيء الحملة بإذا بعد (حتى) كثير جدًا في القرآن، وأول ما وقعت فيه قوله:{وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} 4: 6 [قبلها: {حتى إذا فشلتم} 3: 152].
وهي حرف ابتداء، وليست هنا جارة لإذا، ولا جملة الشرط وجملة الجزاء في موضع جر، وليس من شرط (حتى) التي هي حرف ابتداء أن يكون بعدها المبتدأ، بل تصلح أن يقع بعدها المبتدأ، ألا ترى أنهم يقولون في نحو: ضربت القوم حتى زيدا ضربته: إن (حتى) فيه حرف ابتداء، وإن كان ما بعدها منصوبًا.
و (حتى) إذا وقعت بعدها (إذا) يحتمل أن تكون بمعنى الفاء، ويحتمل أن يتكون بمعنى إلى، فيكون التقدير: فإذا جاءوك يجادلونك يقول، أو يكون التقدير: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا، أي منعناهم من فهم القرآن وتدبره إلى أن يقولوا: إن هذا إلا أساطير الأولين في وقت مجيئهم مجادليك؛ لأن الغاية لا تؤخذ إلا من جواب الشرط، لا من الشرط، وعلى هذين المعنيين يتخرج جميع ما جاء في القرآن من قوله تعالى:{حتى إذا} .
وتركيب {حتى إذا} لابد أن يتقدمه كلام ظاهر، نحو هذه الآية، ونحو قوله:{فانطلقا حتى إذا لقيا غلامًا فقتله قال أقتلت} 18: 74. أو كلام مقدر يدل عليه سياق الكلام، نحو قوله تعالى: {أتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انخفوا حتى إذا جعله نارًا} 18: 96. التقدير: فأتوه بها ووضعها بين الصدفين حتى إذا ساوى بينهما قال انفخوا فنفخوا حتى إذا جعله نارًا بأمره وإذنه قال: {أتوني أفرغ} ، ولهذا قال الفراء:{حتى إذا} لابد أن يتقدمها كلام لفظًا أو تقديرًا».
وفي «شرح الكافية» 2: 105: «إذا جاء (إذا) بعد (حتى) كقوله تعالى: {حتى إذا هلك قلتم} 40: 34 فهو باق على ما كان عليه من طلب الجملتين منتصب بأخراهما
…
و (حتى) تكون معها حرف ابتداء، إذ ليس معنى