المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌لمحات عن دراسة[أن] و [أن]في القرآن الكريم - دراسات لأسلوب القرآن الكريم - جـ ١

[محمد عبد الخالق عضيمة]

فهرس الكتاب

- ‌هل كان للنحويين استقراء للقرآن في جميع رواياته

- ‌تلحين القراء

- ‌علام اعتمد النحويون في تحلين القراء

- ‌الردّ على النحويين وغيرهم

- ‌القراء السبعةونصيب كل منهم في تلحين قراءته

- ‌ابن عامر (ت 118)

- ‌ابن كثير (ت 120)

- ‌أبو عمرو بن العلاء (ت 154)

- ‌نافع (ت 169)

- ‌عاصم (ت 127)

- ‌الكسائي (ت 180)

- ‌حمزة (ت 150)

- ‌الطوائف التي لحنت القراءات

- ‌أ - من الصحابة والتابعين:

- ‌عبد الله بن عباس

- ‌السيدة عائشة

- ‌شرح القاضي

- ‌ب- ومن النحويين القراء:

- ‌أبو عمرو بن العلاء

- ‌الكسائي

- ‌ج- ومن النحويين:

- ‌سيبويه

- ‌أبو الحسن الأخفش

- ‌الفراء

- ‌أبو عثمان المازني

- ‌أبو العباس المبرد

- ‌أبو إسحاق الزجاج

- ‌أبو جعفر النحاس

- ‌أبو علي الفارسي

- ‌أبو الفتح بن جنى

- ‌الزمخشري

- ‌كمال الدين الأنباري

- ‌أبو البقاء العكبري

- ‌(د) ومن اللغويين:

- ‌الأصمعي

- ‌أبو عبيد القاسم بن سلام

- ‌أبو حاتم السجستاني

- ‌ابن قتيبة

- ‌ابن خالويه

- ‌الجوهري، صاحب الصحاح

- ‌(هـ) ومن المفسرين:

- ‌ابن جرير الطبري

- ‌ابن عطية

- ‌(و) ومن مصنفي القراءات والقراء:

- ‌أبو بكر بن مجاهد

- ‌عاصم الجحدري

- ‌هارون

- ‌كتب حروف المعاني

- ‌رصف المباني في حروف المعانيلأبي جعفر المالقي المتوفي سنة 702

- ‌الجني الداني في حروف المعاني

- ‌مغني اللبيب عن كتب الأعاريبلابن هشام

- ‌كتاب جواهر الأدب في معرفة كلام العرب

- ‌لمحات عن دراسة(إذ)في القرآن الكريم

- ‌دراسة(إذ)في القرآن الكريم

- ‌(وإذ)

- ‌ فاذ

- ‌(إذ) بدل من المفعول به

- ‌(إذ) بدل من المجرور

- ‌(إذ) بدل من (إذ)

- ‌(إذ) بدل من (يوم)

- ‌ما تتعلق به (إذ)

- ‌تعلق (إذ) بما فيه معنى الفعل

- ‌تعلق (إذ) بنبأ

- ‌تعلق (إذ) بحديث

- ‌عمل (كان) الناقصة في الظرف

- ‌عمل (كان) في (إذ)

- ‌عمل الفعل الجامد في (إذ)

- ‌العامل في (إذ)

- ‌تعلق (إذ) بالمصدر

- ‌متى يبطل عمل المصدر في (إذ)

- ‌عمل الوصف في الظرف

- ‌عمل اسم التفضيل في (إذ)

- ‌التنازع في (إذ)

- ‌العامل في (إذ)

- ‌مواقع (إذ) في الإعراب

- ‌الإضافة إلى (إذ)

- ‌بناء يومئذ وإعرابه

- ‌التنوين اللاحق لإذ

- ‌(إذ) للاستقبال

- ‌آيات المضارع فيها بمعنى الماضي

- ‌مطلب في استعمال (إذ) مكان (إذا) وبالعكس

- ‌(إذ) بعد (لو)

- ‌إفادة (إذ) التعليل

- ‌آيات (إذ) للتعليل

- ‌هل تأتي (إذ) بمعنى (أن)؟ وهل تفيد التعليل

- ‌هل تزاد (إذ)

- ‌لمحات عن دراسة(إذن)في القرآن الكريم

- ‌دراسة(إذن)في القرآن الكريم(إذن) المسبوقة بالفاء أو الواو

- ‌(إذن) المهملة

- ‌اللام في جواب (إذن)

- ‌استعمال (إذن) مع (لو) و (إن)

- ‌(إذن) جواب وجزاء

- ‌رأي الزمخشري

- ‌رأي أبي حيان

- ‌لمحات عن دراسة(إذا) الشرطيةفي القرآن الكريم

- ‌دراسة(إذا) الشرطيةفي القرآن الكريم

- ‌الأصل في استعمال (إذا)

- ‌استعمال (إذا) في الماضي

- ‌إفادة (إذا) الاستمرار

- ‌اختصاص (إذا) بالجملة الفعلية

- ‌(إذا) ظرف لا يتصرف عند جمهور النحويين

- ‌اقتران جواب (إذا) بالفاء

- ‌التأويلات

- ‌اقتران جواب (إذا) الشرطية بإذا الفجائية

- ‌(إذا) الظرفية

- ‌(إذا) بعد القسم

- ‌(إذا) بعد (حتى)

- ‌ناصب (إذا)

- ‌هل تدخل اللام في جواب (إذا)

- ‌وقوع أدوات الشرط بعد (إذا)

- ‌(إذا ما)

- ‌(فإذا)

- ‌مواضع آيات (فإذا)

- ‌(وإذا)

- ‌مواضع آيات (وإذا)

- ‌لمحات عن دراسة (إذا) الفجائية في القرآن الكريم

- ‌دراسة (إذا) الفجائية في القرآن الكريم

- ‌الخبر المفرد

- ‌(إذا) الفجائية في جواب (لمَّا)

- ‌آيات (إذا) الشرطية

- ‌لمحات عن دراسة (ألا) الاستفتاحية في القرآن الكريم

- ‌(ألا) أداة عرض وتحضيض

- ‌(أفلا)

- ‌آيات (أفلا)

- ‌لمحات عن دراسة (إلا) الاستثنائية في القرآن الكريم

- ‌دراسة (إلا) الاستثنائية في القرآن الكريم

- ‌الاستثناء التام الموجب

- ‌وقوع (إلا) نعتا

- ‌آيات (إلا) نعتا

- ‌الاستثناء التام المنفي

- ‌الإبدال على الموضع

- ‌كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)

- ‌آيات كلمة التوحيد

- ‌الاستثناء التام المنفي مع الاستفهام

- ‌الاستثناء المفرغ

- ‌رأي أبي حيان في آيات الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب

- ‌ما قاله المعربون والمفسرون في آيات الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب

- ‌وقوع الماضي بعد (إلا) في الاستثناء المفرغ

- ‌الآيات

- ‌مواقع الاستثناء المفرغ من الإعراب في القرآن الكريم

- ‌وقوع (أن) المصدرية الناصبة للمضارع بعد (إلا)

- ‌إعراب الزمخشري للمصدر المؤول

- ‌إعراب العكبري للمصدر المؤول

- ‌أعاريب أبي حيان للمصدر المؤول

- ‌من أعاريب المستثنى المفرغما يحتمل المفعول به والمفعول لأجله

- ‌مفعول ثان أو مفعول لأجله

- ‌مفعول به أو صفة لمصدر محذوف

- ‌حال أو صفة لمصدر محذوف

- ‌التفريغ في الصفات

- ‌الآيات

- ‌(ما) المصدرية الظرفية بعد (إلا)

- ‌الاستثناء من الاستثناء

- ‌الاستثناء من العدد

- ‌استثناء النصف فأكثر

- ‌الآيات

- ‌الاستثناء المتعقب جملا متعاطفة

- ‌الآيات

- ‌الاستثناء المتعقب مفردات

- ‌الآيات

- ‌لا يعمل ما بعد (ألا) فيما قبلها

- ‌عمل ما قبل (إلا) فيما بعدها

- ‌رأي أبي حيان

- ‌ما يحتمل التمام والتفريغ

- ‌هل جاء تقديم المستثنى على المستثنى منه في القرآن الكريم

- ‌الاستثناء المنقطع

- ‌شرح الاستثناء المنقطع

- ‌إعراب المستثنى المنقطع

- ‌آيات أجازوا أن يكون المستثنى فيها جملة

- ‌آيات الاستثناء المنقطع

- ‌ما جاء على لغة تميم في الاستثناء المنقطع

- ‌الاستثناء الراجح الاتصال

- ‌الاستثناء الذي يترجح فيه الانقطاع

- ‌الاستثناء المحتمل للاتصال والانقطاع

- ‌استثناء المشيئة

- ‌الآيات

- ‌آيات {إلا ما شاء الله}

- ‌المستثنى لا يكون مبهما

- ‌وقوع [إذا] بعد [إلا]

- ‌الاستثناء يراد به التأييد

- ‌الاتصال والانقطاع يكونان في الاستثناءالمفرغ أيضا

- ‌هل تأتي [إلا] بمعنى الواو

- ‌الآيات

- ‌هل تكون [إلا] زائدة

- ‌الى:

- ‌هل تكون إلى بمعنى [في]

- ‌هل تأتي [إلى] بمعنى [مع]

- ‌[إلى] متعلقة بمحذوف حال

- ‌[إلى] تتعلق بمحذوف صفة

- ‌[إلى] للتبيين

- ‌هل تأتي [إلى] اسما

- ‌إلى واللام

- ‌[إلى] يتعلق بمحذوف

- ‌هل تأتي [إلى] زائدة

- ‌لمحات عن دراسة[أم]في القرآن الكريم

- ‌دراسة[أم] المتصلةفي القرآن الكريم

- ‌ضوابط [أم] المتصلة والمنقطعة

- ‌دراسة[أم] المنقطعةفي القرآن الكريم

- ‌تقدير [أم] المنقطعة ببل والهمزة

- ‌احتمال [أم] للاتصال وللانقطاع

- ‌تحويل [أم] المنقطعة إلى [أم] المتصلة

- ‌[الآيات]

- ‌قراءات [أم]

- ‌لمحات عن دراسة[أما]في القرآن الكريم

- ‌دراسة[أما]في القرآن الكريم

- ‌معنى [أما]

- ‌معنى الجزاء في [أما]

- ‌حذف الفاء

- ‌عمل ما بعد الفاء فيما قبلها

- ‌تكرير [أما]

- ‌[الآيات]

- ‌الفصل بين [أما] والفاء

- ‌دراسة[إما]في القرآن الكريم

- ‌آيات [إما]

- ‌لمحات عن دراسة[أن] الثنائيةفي القرآن الكريم

- ‌دراسة[أن] الثنائيةفي القرآن الكريم

- ‌مواقع المصدر المؤول من [أن والفعل]في الإعراب

- ‌حذف حرف الجر مع [أن]

- ‌[أن] التفسيرية

- ‌الآيات التي اقتصر فيه الزمخشريعلى التفسيرية

- ‌آيات ذكر فيها الزمخشري احتمال [أن]للمصدرية وللتفسيرية

- ‌آيات ذكر فيها الزمخشري احتمال [أن]للتفسيرية وللمخفف

- ‌هل تكون [أن] مفسرةبعد صريح القول

- ‌هل يحذف ما هو بمعنى القول

- ‌[أن] المخففة من الثقيلة

- ‌[أن] ناصبة أو مخففة

- ‌قراءات بتخفيف [أن] وتشديدها

- ‌مواقع المصدر المؤول من [أن] ومعموليهامن الإعراب

- ‌[أن] الزائدة

- ‌[أن] المحتملة للمصدرية والتفسيرية

- ‌[أن] محتملة للمفسرة وللمخففة

- ‌أشرت إليه أن لا تفعل

- ‌آيات [أن لا]

- ‌آيات لم يذكر المعربون احتمالها للمخففةوإنما اقتصروا على المصدرية والمفسرة

- ‌هل تأتي [أن] شرطية

- ‌الآيات التي قيل فيها عن [أن] إنها شرطية

- ‌قراءات بفتح همزة [أن] وكسرهافي الشواذ

- ‌قراءات إهمال [أن] الناصبة للمضارع

- ‌قراءات حذف [أن] ونصب الفعل

- ‌قراءات حذف [أن] ورفع الفعل

- ‌وقوع [أن] الناصبة للمضارع بعد العلم

- ‌هل تتجرد [أن] عن إفادة الاستقبال

- ‌لمحات عن دراسة[أن] و [أن]في القرآن الكريم

- ‌القول بمعنى الظن

- ‌تخفيف [إن]

- ‌دراسة[إن] و [أن]في القرآن الكريم

- ‌وقوع الجملة الطلبية خبرا لإن

- ‌الإخبار عن النكرة في باب [إن]

- ‌حذف الخبر

- ‌حذف الاسم

- ‌زيادة الباء في خبر [أن]

- ‌تعدد الخبر

- ‌ما يحتمل تعدد الخبر

- ‌ما يحتمل تعدد الخبر في [أن]

- ‌إني، أني، لكني

- ‌إنا، أنا، لكنا

- ‌مواقع المصدر المؤول من الإعراب

- ‌[أن] بعد [لو]

- ‌ما يحتمل أن يكون خبرا

- ‌ما يحتمل حذف اللام

- ‌هل يكون المصدر المؤول مفعولا معه

- ‌احتمال البدلية

- ‌كسر همزة [إن] في الابتداء

- ‌كسر همزة [إن] بعد القول

- ‌فأذن

- ‌استجاب

- ‌دعا

- ‌قضى

- ‌كتب

- ‌تكلمهم

- ‌نادى

- ‌أوحي

- ‌إضمار القول

- ‌القول بمعنى [الظن]

- ‌كسر همزة [إن] بعد القسم

- ‌لام الابتداء

- ‌كسر همزة [إن] في صدر الجملة الحالية

- ‌[أن] بعد [لا جرم]

- ‌نحو: هذا وإني

- ‌الكسر وفتح بعد فاء الجزاء

- ‌الفاء جواب للأمر وتفيد معنى التعليل

- ‌الكلام فيه معنى الشرط

- ‌تعليل لما دل عليه الاستثناء

- ‌[فإن] بعد القول

- ‌[إن] في مقام التعليل

- ‌تكرير [إن] و [أن]

- ‌الآيات

- ‌تكرير [أن] المفتوحة

- ‌[أن] بمعنى [لعل]

- ‌العطف على اسم [إن] و [أن]

- ‌العطف بالرفع قبل الاستكمال

- ‌هل يراعي المحل مع النعت

- ‌مراعاة المحل في التوكيد

- ‌[إنما. أنما]

- ‌احتمالات [ما] من [إنما]

- ‌[ما] كافة، أو اسم موصول

- ‌‌‌[ما] موصولة أو مصدرية

- ‌[ما] موصولة أو مصدرية

- ‌[ما] كافة، أو مصدرية، أو موصولة

- ‌ إنما

- ‌[ما] اسم موصول

- ‌[ما] كافة أو اسم موصول

- ‌[ما] مصدرية أو موصولة

- ‌[ما] اسم موصول أو شرطية

- ‌[ما] كافة أو مصدرية أو موصولة

- ‌إفادة [إنما] و [أنما] للحصر

- ‌[إن] المخففة

- ‌خبر [إن] مفرد

- ‌خبر [إن] جملة فعلية فعلها ماض

- ‌خبر [إن] جملة فعلية فعلها مضارع

- ‌خبر [إن] جملة اسمية

- ‌ضمير الفصل في خبر [إن]

- ‌الخبر جار ومجرور

- ‌الخبر ظرف

- ‌تقديم الخبر

- ‌تقديم معمول الخبر

- ‌الخبر جملة شرطية

- ‌دخول الفاء في خبر ‌‌[إن]

- ‌[إن]

- ‌خبر [أن] جملة فعلية

- ‌الخبر جملة فعلية فعلها مضارع

- ‌خبر [إن] جملة اسمية

- ‌ضمير الفصل مع [أن]

- ‌الخبر جار ومجرور

- ‌الخبر ظرف

- ‌تقديم الخبر

- ‌تقديم معمول الخبر

- ‌الخبر جملة شرطية

- ‌لمحات عن دراسة[إن] الشرطيةفي القرآن الكريم

- ‌استعمالات {أرأيت} في القرآن

- ‌استعمال [إن]

- ‌دراسة[إن] الشرطيةفي القرآن الكريم[فإن]

- ‌[أرأيتك]معناها. استعمالاتها

- ‌استعمالات [أرأيت] في القرآن

- ‌استعمال [إن]

- ‌الآيات

- ‌دراسة[إن] النافيةفي القرآن الكريم

- ‌دراسة[أني]في القرآن الكريم

- ‌لمحات عن دراسة[أو]في القرآن الكريم

- ‌دراسة[أو]في القرآن الكريم

- ‌[أو] لأحد الأمرين

- ‌دخول النفي والنهي على الإباحة والتخيير

- ‌[أو] بعد الاستفهام

- ‌[أو] بعد العرض

- ‌[أو] بعد النهي

- ‌[أو] بعد الترجي

- ‌[أو] بعد الأمر

- ‌[أو] بمعنى الواو

- ‌[أو] للإضراب

- ‌من معاني [أو]

- ‌[أو] تعطف الجملة والمفرد

- ‌عطف مضارع مجزوم على مضارع مجزوم

- ‌عطف مضارع منصوب على مضارع منصوب

- ‌عطف الجمل

- ‌حكم الضمير مع [أو]

- ‌الآيات

- ‌[أو] التي ينصب بعدها المضارع

- ‌الرفع جائز بعد [أو]

- ‌الآيات

- ‌دراسة[أي]

- ‌دراسة[أين]

- ‌الآيات

- ‌دراسة[أيان]

- ‌أينما الشرطية

- ‌دراسة[أي]

- ‌تأنيث [أي]

- ‌[أي] وصلة لنداء ما فيه [أل]

الفصل: ‌لمحات عن دراسة[أن] و [أن]في القرآن الكريم

‌لمحات عن دراسة

[أن] و [أن]

في القرآن الكريم

1 -

بين النحويين خلاف في وقوع الجملة الطلبية خبرا لإن، وأخواتها: قال ابن عصفور: على المنع نصوص شيوخنا، وكذلك نقل عن النحويين ابن هشام، وقالا في قول الشاعر:

إن الذين قتلتم أمس سيدهم

لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما

إنه على إضمار القول.

واضطرب كلام ابن عصفور في هذا البيت؛ صحح جوازه في شرحه الصغير للجمل، وتأول ذلك في شرحه الكبير.

وجوز الرضي أن تقع الجملة الطلبية خبرا لإن، ولكن، وإن كان قليلا.

وقال الدسوقي 2: 218: «الصحيح أن المبتدأ يجوز أن يخبر عنه بالجملة الخبرية والإنشائية، لكن لا يجوز أن يدخل عليه ناسخ كإن وأخواتها، وكان وأخواتها، إلا إذا كان خبره جملة خبرية» .

لم يحتكم أحد من النحويين في هذا النزاع إلى أسلوب القرآن الكريم وقد وجدت في القرآن خبر [أن] جملة طلبية، متعينة لذلك لا تحتمل غير الخبرية وذلك قوله تعالى:{إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} 3: 21.

عرض الزمخشري، والعكبري، وأبو حيان لدخول الفاء في خبر [أن] وكذلك الأنباري، ولم يتحدث واحد منهم عن وقوع الطلبية خبرا لإن.

الكشاف 1: 181، البيان 1: 196، العكبري 1: 73، البحر 2:413.

ص: 497

وأجاز ابن عطية أن يكون خبر [أن] الجملة الطلبية في قوله تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم} 24: 11.

قال: الخبر قوله: {لا تحسبوه} و {عصبة} بدل من ضمير {جاءوا} .. ثم قال: وهذا أنسق في المعنى وأكثر فائدة من أن يكون {عصبة} خبر [أن]. البحر المحيط 6: 436.

وأجاز أبو حيان أن يكون خبر [أن] الجملة الإنشائية في قوله تعالى: {وأن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى} 8: 40.

قال: الأعرق في الفصاحة أن يكون {مولاكم} خبر [أن] ويجوز أن يكون عطف بيان، والجملة بعده خبر [أن] والمخصوص بالمدح محذوف، أي الله. البحر 4:495.

2 -

يجوز في نواسخ الابتداء أن تكون أسماؤها نكرات محضة؛ كما يجوز فيها الإخبار بالمعرفة عن النكرة، ذكر ذلك سيبويه وغيره.

جاء في القرآن الإخبار بمعرفة عن نكرة مع [إن} في قوله تعالى:

1 -

{إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة} [3: 96].

2 -

{فإن حسبك الله} [8: 62].

3 -

{إن ولي الله الذي نزل الكتاب} [7: 196].

في قراءة أبي عمرو {ولي} ذكرها الجزري في النشر وصاحب الإتحاف، وحذف منها التنوين، وخرجها أبو علي على حذف لام الكلمة وبقاء ياء الإضافة.

3 -

تكلم سيبويه 1: 284 على حذف خبر [إن] وأخواتها، وفي أمثلته كان الاسم نكرة ومعرفة مع التكرير، وكان معرفة من غير تكرير، والخبر المحذوف ظرف.

وذكر المبرد في المقتضب أن المعرفة والنكرة سواء، ولم يشترط إلا علم المخاطب 4: 130 - 131.

ص: 498

وفي أمالي الشجري: 1: 322، وشرح الكافية للرضي 2: 337، وابن يعيش 1: 104، شواهد نثرية لحذف الخبر، والاسم فيها معرفة، والخبر غير ظرف.

ولا يرى الكوفيون حذف الخبر إلا مع النكرة ويشترط الفراء التكرار.

وجاء الخبر محذوفا في قوله تعالى:

1 -

{إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء للعاكف فيه والباد} [22: 25].

الكشاف 3: 30، العكبري 2: 75، البيان 2: 173، البحر 6: 362، القرطبي 5: 4423، الرضي 2: 337، المغني 1: 168، الخزانة 2: 441، 4:382.

وجعل الكوفيون الخبر [ويصدون] والواو زائدة. معاني القرآن 2: 221.

2 -

{إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز} [41: 41].

الخبر محذوف. وقيل الخبر [أولئك ينادون] ورد بكثرة الفصل. واختار أبو حيان أن يكون الخبر قوله: {لا يأتيه الباطل} وحذف الرابط. [البحر 7: 500، الكشاف 3: 393، العكبري 2: 116، المغني 2: 29، 168، الهمع 1: 136، القرطبي 7: 5811].

واحتمل الخبر أن يكون محذوفا في هذه القراءات:

1 -

{قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب} [5: 109].

قرئ في الشواذ، [علام]، بالنصب، فحذف الخبر للعلم به. ابن خالويه ص 36، البحر 4:49.

ويرى الزمخشري أن الكلام تم عند {إنك أنت} ، أي الموصوف بأوصافك المعروفة من العلم وغيره. الكشاف 1:371.

2 -

{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله} [33: 40].

قرئ {ولكن رسول الله} فالخبر محذوف، أي من عرفتموه، أو هو محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. الكشاف 3: 239، البحر 7:236.

ص: 499

وأجاز بعضهم أن يكون الخبر محذوفا في قوله تعالى:

1 -

{قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار} [14: 30].

أجاز الحوفي أن يكون {إلى النار} متعلقا بمصيركم، فعلى هذا يكون الخبر محذوفا. البحر 5:425.

2 -

{وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [34: 24].

قيل: الخبر محذوف: خبر الأول أو خبر الثاني. العكبري 2: 102، البحر 7: 280، البيان 2:280.

3 -

{فإنكم وما تعبدون} [37: 161].

في البيضاوي ص 434: «ويجوز أن يكون {وما تعبدون} لما فيه من معنى المقارنة سادا مسد الخبر، أي إنكم وآلهتكم قرناء» .

وفي الجمل 3: 551 «وعلى هذا فيحسن السكوت على {تعبدون} كما يحسن في قولك: إن كل رجل وصنيعته» .

في التسهيل ص 26: «وإذا علم الخبر جاز حذفه مطلقا، خلافا لمن اشترط تنكير الاسم» .

4 -

حكى سيبويه عن الخليل أن ناسا من العرب يقولون: إن بك زيد مأخوذ على حذف ضمير الشأن. وأجاز ابن مالك حذف أسماء هذه الحروف في الاختيار قال في التسهيل ص 62 «ولا يخص حذف الاسم المفهوم معناه بالشعر، وقلما يكون إلا ضمير الشأن» .

لم يجيء حذف اسم هذه الحروف في القراءات السبعية أو العشرية وإنما جاء في الشواذ:

1 -

{وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يهبط من خشية الله} [2: 74].

قرأ طلحة بن مصرف [إن] بالتشديد و [لما] بالتشديد في الموضعين وتخريجها على حذف اسم [إن] البحر 1: 264 - 265.

2 -

{وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمن به قبل موته} [4: 159].

ص: 500

قرأ العباس بن غزوان [وإن] بتشديد النون. قال أبو حيان: وهي قراءة عسرة التخريج. البحر 3: 393.

3 -

{إن هذان لساحران} [20: 63].

خرجت قراءة [إن] بالتشديد على حذف ضمير الشأن، وفيها وجوه أخرى.

البحر 6: 255.

5 -

زيدت الباء في خبر [أن] في قوله تعالى: {أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحي الموتى} 46: 33.

لاشتمال النفي في أول الآية على [أن] وما في حيزها. الكشاف 3: 451، العكبري 2: 124، البحر 8: 68، المغني 2:188.

6 -

في جواز تعدد خبر هذه الأحرف خلاف. قال أبو حيان: والذي يلوح من مذهب سيبويه المنع.

وفي القرآن آيات كثيرة تحتمل تعدد الخبر عند من يجيزه، ويخرجها على وجه آخر المانعون للتعدد.

7 -

في القرآن آيات طال بها الفصل بين اسم [إن] وخبرها هي:

1 -

{إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون * والذين هم بآيات ربهم يؤمنون * والذين هم بربهم لا يشركون * والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون * أولئك يسارعون في الخيرات} [23: 57 - 61].

خبر [إن]، أولئك يسارعون. البيان 2: 186 - 187. الجمل 3: 397.

2 -

{إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة} [33: 35].

البيان 2: 269.

3 -

{إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون

ص: 501

نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا * أولئك هم الكافرون حقا} [4: 150 - 151].

4 -

{إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} [2: 164].

8 -

إني، إني، لكني: في المحذوف قولان: نون الوقاية، أو نون إن ولكن.

أمالي الشجري 2: 3، الأشباه والنظائر 1:34.

1 -

لم يجيء في القرآن أنني من غير حذف، وإنما جاء بالحذف أني.

2 -

لم يجيء [لكنني] بالإتمام، وإنما جاء [ولكني] بالحذف.

3 -

جاء {إني} و {إنني} والأكثر بالحذف.

9 -

إنا، إننا، أنا، أننا، لكنا.

الصحيح أن المحذوف نون الحرف، وليس نون الضمير، لأنها اسم.

[البحر 1: 451، 5: 238، الأشباه 1: 35].

1 -

جاء في القرآن: إنا، إننا وبالحذف أكثر.

ب- جاء أنا، أننا، والحذف أكثر.

ج- لم يجيء في القرآن [لكننا] بالإتمام وإنما جاء بالحذف.

10 -

وقع المصدر المؤول من [أن] ومعموليها فاعلا في آيات.

11 -

ذهب المبرد والكوفيين أن المصدر المؤول من [أن] ومعموليها الواقعة بعد [لو] فاعل لفعل محذوف، لأن [لو] الشرطية مختصة بالفعل وذهب سيبويه إلى أن المصدر مبتدأ محذوف الخبر.

ويرى الزمخشري أنه يجب أن يكون خبر [أن] الواقعة بعد [لو] فعلا. قال في المفصل جـ 2 ص 216: «ولطلبهما الفعل وجب في [أن] الواقعة بعد [لو]

ص: 502

أن يكون خبرها فعلا، كقولك: لو أن زيدا جاءني لأكرمته. وقال الله تعالى: {ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به} ولو قلت: لو أن زيدا حاضري لأكرمته لم يجز». وانظر ابن يعيش 9: 11.

وقال ابن الحاجب: يجب أن يكون الخبر فعلا، إن كان الخبر مشتقا، وإن لم يكن الخبر مشتقا جاز أن يقع الخبر جامدا، كما في قوله تعالى:{ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} 31: 27. وقال عن قوله تعالى: {وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب] 33: 20 في نظم كافيته:

لو أنهم بادون في الأعراب

لو للتمني ليس من ذا الباب

وقال ابن هشام في المغني 1: 214: «وقد وجدت آية في التنزيل وقع لخبر فيها اسما مشتقا ولم يتنبه لها الزمخشري، كما لم يتنبه لآية لقمان، ولا ابن الحاجب وإلا لما منع من ذلك. ولا ابن مالك وإلا لما استدل بالشعر، وهي قوله:{يودوا لو أنهم بادون في الأعراب} .

ووجدت آية الخبر فيها ظرف، وهي:{لو أن عندنا ذكرا} 37: 168.

وذكر ابن هشام أيضا هذا في شرحه لبانت سعاد 28 - 29.

وكلام ابن هشام: وجدت آية في التنزيل وقع الخبر فيها ظرفا

قد يوهم أنه ليس في القرآن غير هذه الآية وفي القرآن غيرها:

1 -

{قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر} [6: 58].

2 -

{وإن كانوا ليقولون * لو أن عندنا ذكرا من الأولين} [37: 167 - 168].

كما جاء الخبر جارا ومجرورا في قوله تعالى:

1 -

{إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه} [5: 36].

2 -

{ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به} [10: 54].

3 -

{قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} [11: 80].

4 -

{لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به} [13: 18].

ص: 503

5 -

{ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به} [39: 47].

وفي التسهيل ص 240: «وإن وليها [أن] لم يلزم كون خبرها فعلا، خلافا لزاعم ذلك.

11 -

تصرف المصدر المؤول في مواقع كثيرة من الإعراب في القرآن: وقع مبتدأ، وخبرا، واسما لكان وليس، ومنصوبا على نزع الخافض، ومفعولا به، وسادا مسد المفعولين ومجرورا بالحرف، وبالإضافة، وبدلا، واحتمل أن يكون مفعولا معه في قوله تعالى:

1 -

{هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون} [5: 59].

الواو بمعنى مع، أو معطوف على {أن آمنا} أو على المجرور، أو تعليل لمحذوف. الكشاف 1:348.

2 -

{ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار} [8: 14].

الواو بمعنى مع أو عطف على {ذلكم} . الكشاف 2: 118، العكبري 2: 3، البحر 4:472.

12 -

جاء كسر همزة [إن] في ابتداء الكلام حقيقة في آيات كثيرة جدا، كما جاء كسرها في ابتداء جملتها؛ كالواقعة بعد النداء، وبعد {بلى} وفي صدر جملة الصلة، وبعد [ألا] الاستفتاحية، وبعد [كلا].

13 -

إذا وقعت [إن] بعد القول وقصد به الحكاية كسرت همزتها، وإذا القول ماضيا، ومضارعا، وأمرا كما كان مصدرا.

وقد أجرت أفعال كثيرة في القرآن مجرى القول، فكسرت همزة [إن] بعدها.

الكوفيون يقولون: إن هذه الأفعال أجريت مجرى القول لما تضمنت معناه، والبصريون يضمرون القول بعد هذه الأفعال.

ص: 504