الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
117 - باب في الصُّفُوفِ
2663 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن سِنانٍ، حَدَّثَنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرَيُّ حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن سُلَيْمانَ بْنِ الغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ اصْطَفَفْنا يَوْمَ بَدْرٍ: "إِذا أَكْثَبُوكُمْ -يَعْنَي: إِذا غَشُوكُمْ- فارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ واسْتَبْقُوا نَبْلَكُمْ"(1).
* * *
باب في الصفوف
[2663]
(حدثنا أحمد بن سنان) القطان (حدثنا أبو أحمد) محمد بن عبد الله (الزبيري) بضم الزاي (حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل) أي: غسلته الملائكة حين استشهد جنبًا، غسيل الملائكة واسمه حنظلة (عن حمزة بن أبي أُسَيد) مصغر، واسمه مالك بن ربيعة (عن أبيه) أبي أسيد مالك بن ربيعة بن البدن بفتح الباء والدال، ثم نون، الساعدي.
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اصطففنا) للقتال (يوم بدر) فيه دليل على استحباب التصاف في القتال صفًّا واحدًا إن أمكن، وضم بعضهم إلى بعض، فإن الله يحب من ثبت في القتال ويلزم مكانه كثبوت البناء المرصوص، وقد تقدم في الصلاة حديث أنس (2):"رصوا صفوفكم وقاربوا بينها، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف" بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة، وهي غنم صغار، فشبه الشياطين الداخلة في خلل الصفوف بالغنم الصغار،
(1) رواه البخاري (2900).
(2)
رقم (667).
فيدخل في عموم هذا الحديث الاصطفاف في الصلاة وفي القتال، وقيل:
المراد بالاصطفاف استواء الثبات في الحرب حتى يكونوا في اجتماع
الكلمة وموالاة بعضهم كالبناء كما قال صلى الله عليه وسلم: "أمتي كالبنيان يشد بعضه
بعضًا" (1). ذكر أبو عبيد الهروي في حديث آخر: "كثبوكم"، وقال: فلعلهما لغتان (إذا أكثبوكم) أي: كاثروكم كرواية البخاري وأبي (2) داود، وهذا التفسير ليس معروفًا في اللغة، والمعروف: قاربوكم من الكثب بفتح المثلثة وهو القرب، يقال: رماه من كثب. أي: قرب، والهمزة في أكثبوكم لتعدية كثب، فكذلك عداها إلى ضميرهم، لكن فسرها أبو داود بقوله:(يعني غشوكم) بضم الشين (فارموهم بالنبل) وهي السهام العربية، وهي لطاف ليست بطوال كسهام النشاب، والخشبان أصغر من النبل، وهي التي يرمى بها عن القسي الكبار في مجاري من خشب، واحدها خشبانة يريد إذا دنوا منكم بحيث يصلهم نبلكم فارموهم، ولا ترموهم على بعد، وهو معنى قوله:(واستبقوا نبْلكم) بسكون الموحدة، فإنه إذا رمى عن البعد سقط على الأرض أو في البحر فذهب سهام الرامي، ولم يحصل بها نكاية في العدو، وإذا صانها عن ذلك استبقاها لوقت الحاجة إليها عند القرب، وعلى هذا فقوله: ارموهم بالنبل ثلاث ببعض النبل، واستبقوا البعض للحاجة إليها عند القرب.
(1) رواه البخاري (481)، ومسلم (2585) من حديث أبي موسى الأشعري بلفظ: "المؤمن للمؤمن كالبنيان
…
".
(2)
في (ل)، (ر): وأبو. والمثبت هو الصواب.