الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
29 - باب في النَّورِ يُرى عِنْدَ قبْرِ الشَّهيدِ
2523 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن عَمْرٍو الرّازيُّ، حَدَّثَنا سَلَمَة -يَعْني ابن الفَضْلِ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحاقَ، حَدَّثَني يَزِيدُ بْن رُومانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: لَمّا ماتَ النَّجاشيُّ كُنّا نَتَحَدَّث أنَّهُ لا يَزال يُرى عَلَى قَبْرِهِ نُورٌ (1).
2524 -
حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنا شعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ ميْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُبيِّعَةَ، عَنْ عُبيْدِ بْنِ خالِدٍ السُّلَميِّ، قالَ: آخَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم بيْنَ رَجُليْنِ فَقُتِلَ أَحَدُهُما وَماتَ الآخَرُ بَعْدَة بِجُمُعَةٍ أَوْ نَحْوِها، فَصَلّيْنا عَليْهِ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ما قُلْتُمْ". فَقُلْنا: دَعَوْنا لَهُ وَقُلْنا: اللَّهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَأَلِحْقْهُ بِصاحِبِهِ. فَقالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَأيْنَ صَلاتُهُ بَعْدَ صَلاتِهِ وَصَوْمُهُ بَعْدَ صَوْمِهِ؟ "-شَكَّ شُعْبَة في صَوْمِهِ- "وَعَمَلُهُ بَعْدَ عَمَلِهِ إِنَّ بيْنَهُما كَما بيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ "(2).
* * *
باب النور يرى عند قبر الشهيد
[2523]
(حدثنا محمد بن عمرو الرازي)[عرف بزنيج](3)(حدثنا سلمة بن الفضل) الأبرش، ضعيف (4) وثقه ابن معين (5).
(1) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/ 411 - 412.
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(435).
(2)
رواه النسائي 4/ 74، وأحمد 3/ 505، 4/ 219.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2278).
(3)
ساقطة من (ر).
(4)
ضعفه النسائي (241)، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 84: عنده مناكير.
(5)
"الجرح والتعديل" 4/ 169.
(عن محمد بن إسحاق) صاحب المغازي (حدثني يزيد بن رومان، عن عروة) بن الزبير (عن عائشة: لما مات النجاشي) وهو أسم لكل من ملك الحبشة، واسمه أصحمة بفتح الهمزة وفتح الحاء المهملة، ومات بأرض الحبشة.
(كنا نُتَحدَّث) بضم النون في أوله وفتح الدال، من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدث بموت النجاشي وهو في الحبشة في اليوم الذي مات فيه، فلعله صلى الله عليه وسلم هو المحدث عنه، ولهذا ذكره أبو داود واستدل به على هذِه المنقبة؛ لأنه كان يكتم إسلامه من جيشه (أنه لا يزال) ليلًا ونهارًا (يرى) بضم المثناة تحت (على قبره نور) لما وقر في قلبه من نور الإيمان ورسخ من (1) التصديق بالإسلام، فلما أن مات أظهره الله على قبره شاهدًا له بالإيمان، وقيل: إنه مات شهيدًا بالطاعون.
وكلام المصنف في تبويبه يشعر بأن الشهادة سبب للنور الذي على قبره.
[2524]
(حدثنا محمد بن كثير) العبدي (حدثثا شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن رُبيِّعة) بضم الراء وتشديد ياء التصغير السلمي، قال شعبة: وجد له صحبة. صرح النسائي بصحبته (2).
- ([عن عبيد الله بن خالد السلمي] (3) قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم)
(1) ساقطة من (ر).
(2)
انظر: "أسد الغابة" 1/ 606، "الإصابة في تمييز الصحابة" 4/ 80.
(3)
ليست في (ر)، وغير واضحة في (ل) ومستدرك من المطبوع.
المؤاخاة في الإسلام مستحبة؛ لأنها تؤدي إلى موافقة القلوب ويحصل بها التناصر في الدين. وفي "صحيح مسلم"(1) عن أنس: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار في داره (2) بالمدينة (بين رجلين) خرج النساء الخلص والرجال والنساء (فقتل أحدهما) أي: أحد الرجلين الذين تواخيا في سبيل الله (ومات الآخر) في غير الجهاد (بعده بجمعة) بضم الميم على الأفصح (أو نحوها) يعني: فوقها بقليل أو دونها بقريب.
(فصلينا عليه) أي: على الثاني دون الأول المقتول؛ لأنه شهيد (فقال رسول الله: ما قلتم؟ ) أي: عند موت الثاني (فقلنا (3): دعونا له) فيه استحباب الدعاء للميت، ومن دعائه صلى الله عليه وسلم للميت (4):" اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين "(5).
(وقلنا: اللهم اغفر له وألحقه) بفتح الهمزة (بصاحبه) في درجاته في الجنة؛ لأنه لم تحصل له الشهادة ولم يبلغ منزلتها (فقال رسول الله: فأين) يعني: ذهبت (صلاته) أي: صلواته الفرائض والسنن والنوافل، و (أين) استفهام إنكار معناه النفي. أي: لم تذهب صلاته بل هي باقية يرفعه الله بها درجات في الجنة (بعد صلاته) التي انقطعت بموته (و) أين (صومه) الذي صامه (بعد صومه) الذي انقطع (شك شعبة) فيما سمعه
(1)(2529).
(2)
في (ل)، (ر): داري، والمثبت من "صحيح مسلم".
(3)
ورد بعدها في (ر): نسخة: فقالوا.
(4)
زيادة من (ل).
(5)
رواه مسلم (920) من حديث أم سلمة رضي الله عنها.
من عمرو بن مرة، هل سمع منه فأين صومه في صومه) أو سمع منه (و) أين (عمله بعد عمله) والعمل أعم من الصوم، فإنه يشمل الصلاة والصوم والاعتكاف وصلة الرحم وغير ذلك من أفعال البر.
ويوضح هذا الحديث ما رواه أحمد بن حنبل (1) بإسنادٍ حسن، عن أبي هريرة قال: كان رجلان من بني مرة -حي من قضاعة- أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشهد أحدهما، وأخر الآخر سنة، قال طلحة بن عبيد: فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد، فتعجبت لذلك، فأصبحت، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو ذكر ذلك لرسول الله- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أليس قد صام بعده رمضان وصلى ستة آلاف ركعة، أو كذا وكذا (2) ركعة صلاة سنة" وفي رواية (3): فرأيت الميت على فراشه أولهم، ورأيت الذي استشهد أُخِّر يليه، فذكرت ذلك للنبي فقال:"ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يسبحه ويكبره ويهلله ". وزاد ابن حبان (4) وابن ماجه (5) في آخره: " فما (6) بينهما أبعد مما بين السماء والأرض ".
(فإن بينهما) أي: بين الرجلين (7) في الفضل (كما بين السماء
(1)"مسند أحمد" 2/ 333.
(2)
زيادة من (ل).
(3)
"مسند أحمد" 1/ 163.
(4)
"صحيح ابن حبان"(2982).
(5)
"سنن ابن ماجه"(3925).
(6)
في (ل)، (ر): فيما. والمثبت من "سنن ابن ماجه".
(7)
في (ر): الرجل، والمثبت من (ل).
والأرض) وفي هذا فضيلة عظيمة لمن طال عمره وحسن عمله، وفي رواية لمسلم (1):" لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا ". وأما الفاجر فموته رحمة له ليستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب كما في مسلم أيضًا (2).
* * *
(1)"صحيح مسلم"(2682) من حديث أبي هريرة.
(2)
"صحيح مسلم"(950) من حديث أبي قتادة بن ربعي.