الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26 - باب مَنْ قاتَل لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هيَ العُلْيا
2517 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبي وائِلٍ، عَنْ أَي مُوسَى: أَنَّ أَعْرابِيّا جاءَ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنَّ الرَّجُلَ يُقاتِلُ لِلذِّكْرِ ويُقاتِلُ ليُحْمَدَ ويُقاتِلُ لِيَغْنَمَ ويُقاتِلُ لِيُرى مَكانُهُ. فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قاتَلَ حَتَّى تكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هيَ أَعْلَى فَهُوَ في سَبِيلِ اللهِ عز وجل "(1).
2518 -
حَدَّثَنا عَليّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنا أَبُو داوُدَ، عَنْ شعْبَةَ، عَنْ عَمْرٍو قالَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبي وائِلٍ حَدِيثا أَعْجَبَني. فَذَكَرَ مَعْناهُ.
2519 -
حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْن حاتِمٍ الأَنْصاريُّ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْديٍّ، حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنُ أَبي الوَضّاحِ، عَنِ العَلاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رافِعٍ، عَنْ حَنانِ بْنِ خارِجَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قالَ: قالَ عَبْدُ اللهِ بْن عَمْرٍو: يا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْني عَنِ الِجهادِ والغَزْوِ. فَقالَ: "يا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو إِنْ قاتَلْتَ صابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللهُ صابِرًا مُحْتَسِبًا وَإِنْ قاتَلْتَ مُرائِيًا مُكاثِرًا بَعَثَكَ اللهُ مُرائِيًا مُكاثِرًا يا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو عَلَى أيِّ حالٍ قاتَلْتَ أَوْ قُتِلْتَ بَعَثَكَ اللهُ عَلَى تِيكَ الحالِ"(2).
* * *
[باب مَنْ قاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هيَ العُلْيا]
[2517]
(حدثنا حفص بن عمر) الحوضي (حدثنا شعبة) بن [الحجاج](3) العتكي (عن عمرو بن مرة) العتكي (4).
(1) رواه البخاري (123)، (2810)، ومسلم (1904).
(2)
رواه الحاكم 2/ 85 - 86، والبيهقي 9/ 168.
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(434).
(3)
في الأصل: (الجراح)، والصواب ما أثبتناه.
(4)
لم أجدها في ترجمته؛ وإنما هو المرادي، الجملي، الكوفي. انظر:"تهذيب الكمال" 22/ 232، و"لسان الميزان"(4286).
(عن أبي وائل) شقيق بن سلمة (عن أبي موسى) الأشعري (أن أعرابيًّا جاء إلى رسول الله فقال: ) يا رسول الله (إن الرجل يقاتل للذكر) بكسر اللام. أي: ليذكره الناس بالشجاعة (و) الرجل (يقاتل ليحمد) بضم الياء. أي: ليحمده الناس ويشكروه على شجاعته (ويقاتل ليغنم) من أموال العدو (ويقاتل ليرى) بضم الياء المثناة تحت وفتح الراء (مكانه) بالرفع إذا دخل في العدو (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل حتى تكون) حتى للتعليل بمعنى اللام كما في رواية الصحيحين (1): "من قاتل لتكون"، ومن ورودها للتعليل قوله تعالى:{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ} (2).
(كلمة الله هي أعلى فهو في سبيل الله) من كل دين، والمراد بكلمة الله دين الإسلام، وأصله أن الإسلام ظهر بكلام الله الذي أظهره الله على لسان رسوله. ويفهم من هذا الحديث اشتراط الإخلاص في الجهاد، وكذلك هو شرط في جميع العبادات. وفيه أن الفضل الوارد في المجاهدين إذا كان في أصل النية إعلاء كلمة الله فلا يضره حب المغنم وحده.
[2519]
(حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا محمد بن أبي الوضاح، عن العلاء بن عبد الله بن رافع، عن حنان) بفتح الحاء والنون المخففة (بن خارجة) السلمي (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص (قال: قال عبد الله بن عمرو: يا رسول الله، أخبرني عن الجهاد) وهو: أن يجهد بنفسه في قتال العدو وغيره (والغزو) وهو: قصد العدو في دارهم. عن ابن القطاع.
(فقال: يا عبد الله بن عمرو، إن قاتلت) العدو (صابرًا) على قتالهم
(1) البخاري (123)، ومسلم (1904).
(2)
البقرة: 217.
(محتسبًا) أي طالبًا الثواب الذي أعده الله للمجاهدين (بعثك الله) يوم القيامة (صابرًا محتسبًا) يبعث كل أحد على ما مات عليه ليظهر صبره واحتسابه للخلائق يوم القيامة (وإن قاتلت مرائيا مكاثرًا) أي: طالبًا لكثرة المال من الغنيمة، ويحتمل أن يراد بالمكاثرة المفاخرة بكثرة العدد والعدد والآلات.
[(بعثك الله مرائيًا مكاثرًا](1) يا عبد الله بن عمرو على أي حال) أي: على أي قصد وهيئة (قاتلت) أي حال قاتلت العدو (أو) على أي هيئة (قتلت) عليها (بعثك الله) من قبرك (على تيك) وفي أكثر النسخ: "على تلك الحال"، بكسر المثناة فوق (2) اسم إشارة لمؤنث (الحال) التي كنت عليها حتى تقف بين يدي الله تعالى، فإن كنت مرائيًا بعثت مرائيًا، ظاهرًا للناس رياؤك، وكل من مر بك من الخلائق مقتك، وينادى عليك يوم القيامة: يا مرائي، يا كافر، يا منافق. وإن كنت في القتال صابرًا محتسبًا أحبك من رآك من الخلائق (3). وفي الصحيح أن المقتول " يأتي يوم القيامة وجرحه يشخب دمًا اللون لون الدم والريح ردح المسك "(4).
* * *
(1) ليست في (ر)، وغير واضحة في (ل)، ومستدركة من المطبوع.
(2)
في الأصول: تحت. وهو خطأ.
(3)
أظن أن هذا تفسيرًا للحديث ليس بأثر، وعليه فكيف ينادى المرائي يوم القيامة يا منافق يا كافر، والكافر والمنافق مخلد في النار، والمرائي لا يخلد في النار، إلا إذا قصد النفاق الأصغر والكفر الأصغر. فتنبه فإن المسلم لا يخلد في النار مهما عظم ذنبه ما لم يكن شركًا.
(4)
أخرجه البخاري (2803).