الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
41 - باب الدُّعاء عِنْدَ اللِّقاءِ
2540 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ عَليٍّ، حَدَّثَنا ابن أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ يَعْقوبَ الزَّمْعيُّ، عَنْ أَبِي حازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قالَ: قالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ثِنْتانِ لا تُرَدّانِ أَوْ قَلَّما تُرَدّانِ: الدُّعاءُ عِنْدَ النّداءِ وَعِنْدَ البَأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا". قالَ مُوسَى: وَحَدَّثَني رِزْقُ بْن سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ: وَوَقْتَ المَطَرِ (1).
* * *
باب الدعاء عند اللقاء
أي: لقاء الكفار في الحرب.
[2540]
([حدثنا الحسن بن علي، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا موسى ابن يعقوب] (2) الزَّمَّعي) بفتح الزاي والميم، نسبة إلى جده زمعة الأسدي، وثقه أبو داود، وابن حبان (3) وابن معين (4) وضعفه بعضهم (5). قال ابن السمعاني (6): وكان ثقة.
(عن سهل بن سعد) بن مالك الساعدي، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن
(1) رواه ابن خزيمة (419)، والحاكم 1/ 198.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2290).
(2)
ليست في الأصول، ومستدرك من المطبوع.
(3)
"الثقات" لابن حبان 7/ 458.
(4)
"تاريخ ابن معين" رواية الدوري 3/ 157، "الجرح والتعديل" 8/ 167.
(5)
"تهذيب الكمال" 29/ 172.
(6)
"الأنساب" للسمعاني 3/ 164. وفيه نسب التوثيق لابن معين.
خمس عشرة سنة، وعمر حتى أدرك الحجاج وامتحن به.
(قال رسول الله: ثنتان) أي: دعوتان (لا تُرَدَّان - أو قلما تُرَدَّان -) هذا ظاهر في أن الدعاء منه مردود ومنه مقبول عند الله فيقبل الله ما يشاء ويرد ما يشاء، كما قال تعالى:{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ} (1)، وهذِه الآية مقيدة لقوله {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (2) وقوله تعالى:{أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (3)، ويبن هذا الحديث رواية ابن خزيمة (4):"ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقلما يرد على داعٍ دعوته".
(الدعاء عند) حضور (النداء) ورواية ابن حبان (5): "عند حضور الصلاة"، وفي رواية له (6):"ساعتان لا ترد على داعٍ دعوته: حين تقام الصلاة". فيحتمل أن يراد بالنداء إقامة الصلاة كما في هذِه الرواية، لكن الظاهر أن المراد بالنداء الأذان لما روى الحاكم (7):"إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء، فمن نزل به كرب أو شدة [فليتحين] (8) المنادي ". أي: ينتظر بدعوته حين يؤذن
(1) الأنعام: 41.
(2)
غافر: 60.
(3)
البقرة: 186.
(4)
لم أجده عند ابن خزيمة، وإنما هي عند ابن حبان (1720).
(5)
"صحيح ابن حبان"(1720).
(6)
"صحيح ابن حبان"(1764).
(7)
"المستدرك" 1/ 545. وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب" (177، 1151).
(8)
في (ر): فليتجنب.
المؤذن فيجيبه ثم يسأل الله حاجته (وعند البأس) بهمزة بعد الباء يعني الصف (1) في سبيل الله، كما في رواية ابن خزيمة.
(حين يُلْحِمُ) بضم الياء وكسر الحاء المهملة (بعضهم بعضًا) أيْ ينشب بعضهم في بعض في الحرب كما يلحم الثوب، يقال: ألحم الرجل واستلحم إذا نشب الحرب فلم يجد مخلصًا منه، قال النووي: وفي بعض النسخ: يلجم. بالجيم، وكلاهما - ظاهر يعني: أن رواية الجيم معناها إدخال الشيء في الشيء وإنشابه به، ومنه تلجم المرأة.
(قال موسى: وحدثني رزيق بن سعيد بن عبد الرحمن) المدني، ويقال: اسمه رزق، له في أبي داود هذا الحديث، وأخرجه الطبراني (2) وقال (3) في روايته عن رزيق: وليس لرزيق إلا هذا الحديث وحديث آخر منقطع، والمشهور اسمه رزيق، (عن أبي حاتم)(4) بن دينار.
(وعن سهل، عن النبي قال: وتحت المطر) أي (5): ودعاء من هو تحت المطر لا يرد، أو قل ما يرد، فإنه وقت نزول الرحمة لعباده لاسيما أول مطر السنة؛ لما روى مسلم (6) عن أنس قال: أصابنا
(1) ساقطة من (ر).
(2)
"المعجم الكبير"(5756).
(3)
ساقطة من (ر).
(4)
بياض في (ل).
(5)
زيادة من (ل).
(6)
"صحيح مسلم"(898).
ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه (1) حتى أصابه المطر، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: "لأنه حديث عهد بربه". ومعناه أن المطر رحمة، وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى، وروى الشافعي في "الأم" (2) بإسناده حديثًا مرسلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اطلبوا الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول الغيث"، قال الشافعي: وقد حفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند نزول الغيث، وإقامة الصلاة.
(1) زيادة من (ل).
(2)
"الأم" 2/ 554.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(1469).