الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
77 - باب في الانْتِصارِ بِرذْلِ الخيْلِ والضَّعَفَةِ
2594 -
حَدَّثَنا مُؤَمَّل بْنُ الفَضْلِ الحَرّانيُّ، حَدَّثَنا الوَلِيدُ، حَدَّثَنا ابن جابِرٍ، عَنْ زيْدِ بْنِ أَرْطاةَ الفَزاريِّ، عَنْ جُبيْرِ بْنِ نُفيرٍ الحَضْرَميِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبا الدَّرْداءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقول: "ابْغُوني الضُّعَفاءَ فَإِنَّما تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفائِكُمْ"(1).
قالَ أَبو داوُدَ: زيْدُ بْن أَرْطاةَ أَخو عَديِّ بْنِ أَرْطاةَ.
* * *
باب في الانتصار (2) برذل الخيل والضعفة (3)
برذل بضم الراء والذال، أي: يصير خيله على حالة الأراذل من الخيل وعلى حالة الضعفاء، يقال: أقهر الرجل: إذا صيره على حالة القهر، وأذله: صيره على هيئة الذل، وفي بعض النسخ: باب في الانتصار برذل الخيل بكسر باء الجر وفتح الراء من رذل والرذل (4) بالذال المعجمة: الدون الخسيس (5)، وقد رذُل الفرس وغيره بضم الذال رذالة ورذولة فهو رذل.
[2594]
(حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني قال: حدثنا الوليد، حدثنا
(1) رواه الترمذي (1702)، والنسائي 6/ 45، وأحمد 5/ 198.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(779).
(2)
في الأصول: الإمام وأثبتناها كما في "سنن أبي داود".
(3)
في (ر): والضعفاء.
(4)
في (ر): وارتذل.
(5)
مكررة في: (ل).
ابن جابر، عن زيد بن أرطاة الفزاري، عن جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع أبا الدرداء) عويمر بن عامر الأنصاري.
(يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ابغوني) بهمزة وصل مكسورة؛ لأنه من فعل ثلاثي، أي: اطلبوا لي (الضعفاء) يعني: صعاليك المسلمين أستعين بهم وأسير معهم، قال الله تعالى:{يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} (1) أي: يطلبون لكم ما يشق عليكم، فإذا قلت: أبغني بقطع الهمزة، فمعناه: أعنيِّ على الطلب، وأصل البغاء الطلب، ومنه (2) الباغية؛ لأنها تطلب الفساد، وبوب البخاري على هذا الحديث (3): باب من استعان بالضعفاء والصالحين، وبوب الترمذي (4): باب الاستفتاح بصعاليك المسلمين. ورواه البخاري (5) عن مصعب بن سعد قال: رأى سعد رضي الله عنه أن له فضلًا على من دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم". ورواه النسائي (6) عن سعد أيضًا، ولفظه عن سعد أنه ظن أن له فضلًا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:"إنما نصر الله هذِه الأمة بضعفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
ومعنى الحديث على ما بوب عليه أبو داود وغيره: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حصل على العسكر خوف يقول: "اطلبوا لي صعاليك المسلمين
(1) التوبة: 47.
(2)
في (ر): منها.
(3)
"صحيح البخاري" 4/ 36.
(4)
"سنن الترمذي" 4/ 205.
(5)
"صحيح البخاري"(2896).
(6)
"سنن النسائي" 6/ 45.
أستعين وأستنصر بهم على العدو"، وكذلك إذا سار يقول: اطلبوا ركاب (1) أراذل الخيل وضعفاء المشاة أسير معهم وأرفق بهم وأمشي معهم (2) على سير أضعفهم لقوله: (فإنما ترزقون) ما تنتفعون به (وتنصرون) على عدوكم (بضعفائكم) يعني: بالصعاليك من المسلمين. (قال أبو داود: زيد بن أرطاة أخو عدي بن أرطاة) وفيه دليل على أن الأمير يستحب له أن يفعل ذلك بالجيش لئلا يشق عليهم في السفر إذا لم تدع حاجة إلى جد السير، وكذلك آحاد الجيش إذا رأى رجلًا قد أصيب فرسه ومعه فضل استحب له حمله ولم يجب فإن خاف تلف الآدمي فقد يجب عليه بذل فضل مركوبه كما تقدم ليحيي به صاحبه، كما يجب عليه بذل فضل الطعام للمضطر إليه وتخليصه من العدم.
* * *
(1) في (ر): رقاب، والمثبت من (ل).
(2)
ساقطة من (ر).