الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
130 - باب في المَنِّ على الأَسِيرِ بِغيْرِ فِداءٍ
2688 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، قالَ: حَدَّثَنا حَمّادٌ، قالَ: أَخْبَرَنا ثابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ ثَمانِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابِهِ مِنْ جِبالِ التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلاةِ الفَجْرِ لِيَقْتُلُوهُمْ، فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَلَمًا، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} إِلى آخِرِ الآيَةِ (1).
2681 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، قالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، قالَ: أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ لأُسارى بَدْرٍ:"لَوْ كانَ مُطْعِمُ بْنُ عَديٍّ حيّا ثُمَّ كَلَّمَني في هؤلاء النَّتْنَى لأَطْلَقْتُهُمْ لَهُ"(2).
* * *
باب في المن على الأسير بغير فداء
[2688]
(حدثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي (قال: حدثنا حماد) ابن سلمة (قال: أخبرنا ثابت) البناني (عن أنس أن ثمانين رجلاً من أهل مكة) شرفها الله تعالى (هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبال التنعيم) رواية مسلم (3): من جبل التنعيم، وهو بين مكة وسرف على فرسخين من مكة؛ لأن جبلًا على يمينها يقال له نعيم، وآخر عن شمالها يقال له ناعم، والوادي نعيمان (عند صلاة الفجر) يقال لها:
(1) رواه مسلم (1808).
(2)
رواه البخاري (3139).
(3)
"صحيح مسلم"(1808).
صلاة الفجر، وصلاة الصبح، وصلاة الغداة، وأيهما نوى أجزأ. زاد مسلم: متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
(ليقتلوهم) في حال الصلاة (فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمًا) قال النووي (1): سِلْمًا ضبطوه بوجهين، أحدهما: بفتح السين واللام، والثاني: بإسكان اللام مع كسر السين وفتحها.
قال الحميدي (2): ومعناه: الصلح.
قال القاضي عياض (3): هكذا ضبطه الأكثرون. والرواية الأولى أظهر، ومعناها: أسرهم وأخذهم أسرى.
وجزم الخطابي (4) بفتح السين واللام.
قال: والمراد به الاستسلام والإذعان، كقوله تعالى:{وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ} (5) أي: الانقياد، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع.
قال ابن الأثير (6): هذا هو الأشبه بالقضية؛ فإنهم لم يؤخذوا صلحًا، وإنما أخذوا قهرًا وسلموا أنفسهم عجزًا.
(فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ}) بما ألقى في قلوبهم من الرعب، فأجبنهم عن مقاتلة المؤمنين ({وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ}) بأن أوقع في قلوبكم ترك القتل؛ فذكر الله منته على الفريقين حين لم يقتتلا حتى اتفق بينهم الصلح الذي كان أعظم
(1)"شرح النووي على مسلم" 12/ 187.
(2)
انظر: "جامع الأصول" 2/ 359.
(3)
"مشارق الأنوار على صحاح الآثار" 2/ 217.
(4)
"غريب الحديث" للخطابي 1/ 574.
(5)
النساء: 90.
(6)
"النهاية في غريب الأثر" 2/ 985.
من الفتح ({بِبَطْنِ مَكَّةَ}) قال أبو علي: هو المكان الذي يسمى الحديبية الذي كان نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى آخر الآية){بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} .
[2689]
(حدثنا محمد بن يحيى بن فارس) الذهلي (قال: حدثنا عبد الرزاق) بن همام (قال: أخبرنا معمر) بن راشد البصري (عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعِم، عن أبيه) جبير بن مطعِم بن عدي بن نوفل القرشي.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُسارى بدر) من المشركين حين أسرهم، يحتمل أن يكون التقدير: قال عن أسارى بدر (لو كان مطعم بن عدي) بن نوفل ابن عبد مناف، وهو أبو جبير بن مطعم رضي الله عنه.
(حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى) بفتح النون، وإسكان التاء، جمع النتن بكسر المثناة، كزمنى جمع زمن، بوزن فعلى، جمع كثرة لما دل على هلك أو توجع أو ما في معناه كقتيل وقتلى، وأسير وأسرى، ومريض ومرضى، والنتن كل شيء يستقبح من الريح وغيره، سماهم نتنى لكفرهم.
(لأطلقتهم له) قال سفيان: كانت له عند النبي صلى الله عليه وسلم يد، وكان مطعم معظمًا في قريش، وهو الذي قام بنقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم وبني المطلب. قال الخطابي (1): فيه دليل على جواز إطلاق الأسير والمن عليه من غير فداء، كما بوب عليه أبو داود.
(1)"معالم السنن" 2/ 288.