الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
66 - باب في الدّابَّةِ تُعرْقَبُ في الحَرْب
2573 -
حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْن محَمَّدٍ النُّفيليُّ، حَدَّثَنا محَمَّد بْن سَلَمَةَ، عَنْ محَمَّدِ بْنِ إِسْحاقَ، حَدَّثَني ابن عَبّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبيْرِ، قالَ أَبُو داوُدَ: وَهُوَ يَحْيَى بْن عَبّادٍ - حَدَّثَني أَبى الذي أَرْضَعَني وَهُوَ أَحَدُ بَني مُرَّةَ بْنِ عَوْفٍ -وَكانَ في تِلْكَ الغَزاةِ غَزاةِ مُؤْتَةَ- قالَ: والله لَكَأَنّي أَنْظُرْ إِلى جَعْفَرٍ حِينَ اقْتَحَمَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْراءَ فَعَقَرَها ثُمَّ قاتَلَ القَوْمَ حَتَّى قُتِلَ (1).
قالَ أَبُو داوُدَ: هذا الحَدِيثُ ليْسَ بِالقَويِّ.
* * *
باب الدابة تُعرْقَب في الحرب
[2573]
(حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي) البصري (قال: حدثنا محمد بن سلمة) بفتح المهملة واللام، الباهلي (عن محمد بن إسحاق) صاحب "المغازي"(حدثني ابن عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثني أبي الذي أرضعني) أي: رضعت من لبن زوجته (وهو أحد بني مرة بن عوف) بن سعد بن ذبيان بن بغيض (وكان في تلك الغزاة: غزوة مؤتة) بضم الميم والهمزة، وهي (2) بأدنى البلقاء من أرض الشام، وهي في جمادى الأولى (3) سنة ثمان.
(قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر) بن أبي طالب (حين) التحم (4)
(1) رواه الطبراني 2/ 106 (1462)، والحاكم 3/ 209، والبيهقي 9/ 87.
وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(2318/ 2).
(2)
و (3) و (4) ساقط من (ر).
القتال، وقتل زيد بن حارثة حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ الراية جعفر فقاتل بها حتى إذا (1) ألجمه القتال (اقتحم) بضم الهمزة والتاء. قال شمر: يقال: تقحمت به دابته إذا ندت به فلم يضبط رأسها، وربما طرحت به في أُهْويَّة.
(عن فرس له شقراء) فيه استحباب ركوب الفرس الشقراء والقتال عليها (فعقرها) وفي رواية أبي عمر ابن عبد البر: فعرقبها حين رأى الغلبة، فيه أنه يستحب للفارس في الحرب إذا سقط عن فرسه وعلم أنه مغلوب أن يقتل فرسه بذبح أو عقر أو غير ذلك؛ لئلا يظفر به (2) العدو فيتقوى على قتال المسلمين، وكذا إذا اغتنمنا خيولهم ولحقونا وخفنا أنهم يأخذونها ويقاتلون عليها ويشتد الأمر، فيجوز إتلافها، وجوز مالك وأبو حنيفة إتلافها بكل حال مغايظة لهم، وكرهه الشافعي لحديث:"من قتل عصفورًا فما فوقه بغير حقه سأله الله عن قتله"(3). (ثم قاتل القوم حتى قُتل) فكان جعفر أول من عرقب فرسًا في الإسلام وقاتل.
(قال أبو داود: هذا الحديث ليس بالقوي) يحتمل لأن ابن إسحاق في سنده (4).
(1) و (2) ساقط من (ر).
(3)
رواه أحمد 2/ 166، 210، والدارمي 2/ 1259 (2021)، والنسائي 7/ 206 من حديث عبد الله بن عمرو. وصححه الحاكم في "المستدرك" 4/ 233، وابن الملقن في "البدر المنير" 9/ 376.
(4)
ليس كما قال؛ فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وقد حسن إسناده ابن حجر في "الفتح" 7/ 511.
وروي أنه أخذ اللواء بيمينه فقاتل به حتى قطعت يمينه، فأخذ الراية بيساره فقطعت يساره، فاحتضن الراية وقاتل حتى قتل رحمه الله وسنه ثلاث وثلاثون، أو أربع وثلاثون سنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قطعت يداه:"إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة"(1).
وفي البخاري (2) عن ابن عمر أنه وقف على جعفر وهو قتيل:
فعددت به خمسين من طعنة وضربة وليس شيء في دبره.
* * *
(1) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 39 من حديث علي، بنحوه.
(2)
"صحيح البخاري"(4260).