الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
50 - باب إِكْرامِ الخيْلِ وارْتِباطِها والمَسْحِ عَلَى أَكْفالِها
2553 -
حَدَّثَنا هارُونُ بْن عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنا هِشامُ بْنُ سَعِيدٍ الطّالقانيُّ، أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُهاجِرِ، حَدَّثَني عَقِيلُ بْن شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الجُشَميِّ - وَكانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قالَ: قالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ارْتَبِطُوا الخيْلَ وامْسَحُوا بِنَواصِيها وَأَعْجازِها". أَوْ قالَ: "أَكْفالِها". "وَقَلِّدُوها، وَلا تُقَلِّدُوها الأَوْتارَ"(1).
* * *
[باب إكرام الخيل وارتباطها والمسح على أكفالها](2)
[2553]
(حدثنا هارون بن عبد الله) الحمال (حدثنا هشام بن سعيد الطالقاني، أنبأنا محمد بن المهاجر) الأنصاري (حدثني عقيل بن شبيب، عن أبي وهب) اسمه كنيته (الجُشَمي) بضم الجيم وفتح المعجمة، (وكانت له صحبة) قيل: إنه أبو وهب الجيشاني، والصواب أن الجيشاني تابعي والجشمي صحابي.
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارتبطوا الخيل) رواه النسائي (3) وفي أوله: "تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن".
وارتبطوا الخيل، أي: اربطوها على ثغر من ثغور المسلمين من وراء عوراتهم (وامسحوا بنواصيها) أي: ما عليها من الغبار والأذى، فإن البركة في نواصيها.
(1) رواه النسائي 6/ 218، وأحمد 4/ 345.
وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(2301).
(2)
ساقط من (ر) وطمس بهامش (ل)، والمثبت من المطبوع.
(3)
"سنن النسائي"(3565).
وفي الصحيحين (1) عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البركة في نواصيها". وفي "مسند أحمد"(2): "امسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة".
ولعل هذا المسح مخصوص بالخيل، فقد قال الزمخشري (3): جاء في الحديث: إن الشيطان لا يقرب صاحب فرس ولا دار فيها فرس عتيق (4). وروي أن صهيل الخيل يرهب الجن (5).
(وأعجازها أو قال) هذا شك من الراوي، هل سمع من شيخه أعجازها أو (وأكفالها) رواية النسائي:"وامسحوا بنواصيها وأكفالها"(6) من غير شك، وفي "صحيح ابن حبان"(7) عن فضالة بن عبيد، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، فشكوا إلى رسول
(1) البخاري (2851)، مسلم (1874).
(2)
3/ 352.
(3)
"الكشاف" 2/ 221.
(4)
موضوع. أخرجه الحارث في "مسنده"(652)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5591)، والطبراني في "المعجم الكبير"(506)، وابن قانع في معجم الصحابة 2/ 295، وغيرهم من طرق عن سعيد بن سنان، عن ابن المليكي، عن أبيه، عن جده به. قال ابن كثير في تفسيره 4/ 82: وهذا الحديث منكر، لا يصح إسناده ولا متنه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 150: فيه مجاهيل. وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة"(3475): موضوع.
(5)
لم أجده.
وقال الحافظ الزيلعي في تخريج "أحاديث الكشاف" 2/ 34: غريب.
(6)
"المجتبى" 6/ 218.
(7)
"صحيح ابن حبان"(4681)، ورواه أيضًا أحمد 6/ 20.
الله [ما بظهرهم](1) من الجهد، فتحين بهم مضيفًا سار الناس فيه وهو يقول:"مروا باسم الله"، فجعل ينفخ بظهورهم وهو يقول:"اللهم احمل عليهم في سبيلك، فإنك تحمل على القوي والضعيف".
(وقلدوها) الأمر بالتقليد في هذِه الرواية يبين النهي عن التقليد في الرواية الأولى إنما يراد به زيادة من وتر، وأما القلادة من غير الوتر فأدنى مراتب الأمر أن يكون للاستحباب؛ لأنها من زينة الخيل، واستحسان آلة الخيل داخل في قوله تعالى:{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (2) أي: باستحسان الخيل والمغالاة في أثمانها واستحسان آلتها.
(ولا تقلدوها الأوتار) قال الخطابي (3): إنما نهى عن ذلك من أجل الأجراس التي تعلق فيها عند شدة الركض. قيل الأوتار جمع وتر بكسر الواو، وهو الدم وطلب الثأر، أي: اجعلوا ذلك لازمًا لها لزوم القلائد للأعناق.
(1) ساقطة من (ر).
(2)
الحج: 32.
(3)
"معالم السنن" للخطابي 2/ 249.