الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب في ثَواب الجِهَادِ
2485 -
حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ الطّيالِسِيُّ، حَدَّثَنَا سُليْمان بْن كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ: أيّ المُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمانًا؟ قالَ: "رَجُلٌ يُجاهِدُ في سَبِيلِ اللهِ بنَفْسِهِ وَمالِهِ، وَرَجُلٌ يَعْبُدُ اللهَ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعابِ قَدْ كُفي النّاسُ شَرَّهُ"(1).
* * *
باب في ثواب الجهاد
[2485]
[(حدثنا أبو الوليد) هشام (الطيالسي) (2) بن عبد الملك](3)(أنا سليمان بن كثير) العبدي (أنا) محمد بن شهاب (الزهري، عن عطاء ابن يزيد الليثي، عن أبي سعيد) الخدري (عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سئل: أي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ ) أي: أكملهم إيمانًا بالله (قال: رجل يجاهد في سبيل الله) هذا عام مخصوص بمن هو أفضل في حقه، وتقديره: من أكملهم رجل [يجاهد وإلا فالعلماء بالله تعالى والصديقون أفضل. (بماله ونفسه) وفي رواية في الصحيح (4): "مجاهد بنفسه وماله"، بتقديم النفس على المال، وهو أولى.
(ورجل يعبد الله) وفي رواية في الصحيحين (5): "رجل] (6) معتزل
(1) رواه البخاري (6494)، ومسلم (1888).
(2)
ساقطة من (ل).
(3)
كذا ترتيب الاسم في (ر)، وهو غير واضح في (ل)، وكان الأولى تأخر النسب.
(4)
"صحيح البخاري"(6494).
(5)
البخاري (6494)، ومسلم (1888).
(6)
ساقطة من (ر).
يعبد ربه"، وفي رواية في البخاري: "رجل يتقي ربه" (في شِعْب من الشعاب) الشعب بكسر الشين ما انفرج بين جبلين، وليس المراد العبادة في الشعب خصوصًا؛ بل كل عابد لله منفرد عن الناس في مكان، وذكر الشعب مثالًا لمن (قَد كُفِي الناس شره) فإن الشعب خال عن الناس غالبًا، وفي هذا الحديث دلالة لما يقوله الصوفية أن الإنسان (1) إذا انعزل عن الناس ينوي به أنه مؤذ لهم بيده ولسانه وأنه يعتزلهم ليسلموا من شره لا ليسلم هو من شرور الناس فإن فيه سوء ظن بهم (2).
وفيه دليل لمن يقول بتفضيل العزلة على الاختلاط (3)، وفي ذلك خلاف مشهور، ومذهب الشافعي وأكثر العلماء أن الاختلاط أفضل بشرط رجاء السلامة من الفتن.
وأجابوا عن هذا الحديث بأنه محمول على الاعتزال في زمن الفتن والحروب وكثرة المظالم، وهو ممن لا يسلم الناس منه ولا يصبر على أذاهم.
* * *
(1) في (ر): الناس.
(2)
ساقطة من (ر).
(3)
في (ر): الاختلاف، والمثبت من (ل).