الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
82 - باب ما يَقول الرَّجُلُ إذا نزَلَ المَنْزِلَ
2603 -
حَدَّثَنا عَمْرٌو بْنُ عُثْمانَ، حَدَّثَنا بَقِيَّةُ، حَدَّثَني صَفْوانُ، حَدَّثَني شُريْحُ بْنُ عُبيْدٍ، عَنِ الزُّبيرِ بْنِ الوَلِيدِ، عَنْ عَندِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا سافَرَ فَأَقْبَلَ اللّيْلُ قالَ: "يا أَرْضُ رَبي وَرَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ باللهِ مِنْ شَرِّكِ، وَشَرِّ ما فِيكِ، وَشَرِّ ما خُلِقَ فِيكِ، وَمِنْ شَرِّ ما يَدِبُّ عَليْكِ، وَأَعُوذُ باللهِ مِنْ أَسَدٍ وَأَسْوَدَ، وَمِنَ الحيَّةِ والعَقْرَبِ، وَمِنْ ساكِنِ البَلَدِ، وَمِنْ والِدٍ وَما وَلَدَ"(1).
* * *
باب ما يقول الرجل إذا نزل المنزل
[2603]
(حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية) بن الوليد قال المنذري: هو ثقة عند الجمهور، ولكنه مدلس. قال النسائي وغيره (2): إذا [قال حدثني](3) فهو ثقة (حدثنا صفوان، حدثني شريح بن عبيد) شريح بضم المعجمة مصغر.
(عن الزبير بن الوليد، عن عبد الله بن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر وأقبل) عليه (الليل) ونزل المنزل (قال) فيه استحباب هذا الدعاء في أول الليل إذا أظلم فإن الله أمر نبيه بالاستعاذة من الغاسق إذا وقب ومن الليل إذا أظلم وأخبر صلى الله عليه وسلم بأنه إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تبث حينئذٍ، وإن للجن عند المساء
(1) رواه أحمد 2/ 132، والنسائي في "الكبرى"(7862)، وابن خزيمة (2572).
وضعفه الألباني في "الضعيفة"(4837).
(2)
"تاريخ دمشق" 10/ 347.
(3)
مكانها في (ل): بياض، وأثبتناها من (ر).
انتشارًا (1) وخطفة (2) كما ثبت في "صحيح مسلم"(3).
(يا أرض) فيه نداء الأرض بما ينادى به أهل التمييز والعقل فإن كان من خصائصه كما قال للحمار المكبل: " ما اسمك؟ "، قال: يزيد بن شهاب (4). فلا كلام. وإن قلنا بعدم التخصيص وهو الأصل، فيحتمل أن يكون الخطاب للأرض والمراد ما فيها وما عليها [فإن الأرض ليس فيها شر يستعاذ منه، وكذا قوله: (ربي وربك الله) أي: الأرض وما فيها وما عليها](5) مربوبين مقهورين لله (6) لا ضر ولا نفع إلا من الله، وخالقنا واحد وقاهرنا واحد يجازي كل امرئ بما صنع من خير وشر (أعوذ بالله من شرك) أي: من شر ما يحدث في حال النزول عليك. فهو من باب تسمية الشيء باسم ما يتعلق به، وهذا كما قال أبو بكر الخطيب البغدادي في استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من شر الغاسق إذا وقب يعني القمر إذا خسف وأظلم، قال: يشبه أن يكون سبب الاستعاذة منه في حال وقبه؛ لأن أهل الفساد ينتشرون في ظلمته ويتمكنون منها مما لا [يقدرون عليه](7) في حال الضياء، فأضاف
(1) في الأصلين: انتشار. والجادة ما أثبتناه.
(2)
في (ر): وحفظة، والمثبت من (ل).
(3)
"صحيح مسلم"(2012).
(4)
رواه ابن حبان في "المجروحين" 2/ 308، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"(288)، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 294، وقال: هذا حديث موضوع فلعن الله واضعه فإنه لم يقصد إلا القدح في الإسلام والاستهزاء به.
(5)
ما بين المعكوفتين ساقط من (ر).
(6)
في (ر): وحفظة. والمثبت من (ل).
(7)
في الأصول: (يتمكنون من) والمثبت من كتاب الخطيب.
فعلهم في تلك (1) الحال إلى القمر؛ لأنهم تمكنوا في ظلمته (2) بسببه فهو من باب تسمية الشيء باسم سببه (3).
(وشر ما فيك) أي: ما في جبلتك من البرودة واليبس وغير ذلك مما أودعه الله في الأرض الخبيثة التي لا يخرج نباتها إلا بنكد، كما جاء في رواية أبي داود (4):" إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادمًا أو اشترى بعيرًا فليقل: اللهم إني أعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليها ". (وشر ما خلق فيك) أي: في بطنك من الهوام والحشرات وشياطين الجن.
(وشر ما يدب عليك) من وحش وذوات السموم ومن أهل الفساد (وأعوذ بك) فيه حذف أي: أعوذ بربك كقوله: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (5)، وفي رواية: أعوذ بالله من الإنس والجن والشياطين، ثم عطف عليه [يدب عليها (من أسد) وهو السبع وله أسماء كثيرة، ذكر ابن خالويه (6) منها خمسمائة](7)(وأسود) وهو الشخص، وكل شخص يسمى أسود، وقيل: الأسود العظيم من الحيات، ويسمى: الرقطاء، وهي التي في سوادها نقط بيض، وهي من أخبث الأفاعي، ويكون تخصيصها بالذِّكر لخبثها (ومن الحية والعقرب) وهي أنواع، ومنها ما
(1) في (ل): ذلك.
(2)
زيادة من (ل).
(3)
"القول في علم النجوم" للخطيب (ص 170).
(4)
سبق برقم (2160).
(5)
الفلق: 1.
(6)
في كتابه "أسماء الأسد" ط مؤسسة الرسالة.
(7)
زيادة من (ل).
يطير والعقارب القاتلة تكون في موضعين بِشَهْرَزُور وعسكر مكرم، تلسع فتقتل الفيل العظيم بلسعتها مع صغرها. وروى الحافظ أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1) والبيهقي في "الشعب" (2) عن علي أنه قال: لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرباء وهو يصلي، فلما فرغ قال:" لعن الله العقرب "، وتناول نعله فقتلها به، ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} (3) والمعوذتين. وسيأتي إن شاء الله تعالى الدعاء من العقرب.
(ومن ساكن) الرواية المشهورة بالإفراد (البلد) وهم الجن الذين هم سكان الأرض والبلد من الأرض ما كان مأوى الحيوان وإن لم يكن فيه بناء ومنازل، وفي رواية ذكرها المحاملي في كتاب "الدعاء" (4):"ومن ساكني (5) البلد". بالجمع وهو معنى المفرد (ومن والد وما ولد) رواية المحاملي: " ومن شر والد وما ولد ". والمراد بالوالد: إبليس، وما ولد: الشياطين.
* * *
(1)"تاريخ أصبهان" 2/ 193.
(2)
"شعب الإيمان"(2340).
(3)
الإخلاص: 1.
(4)
"الدعاء"(53).
(5)
في (ر): ساكن. والمثبت من (ل).