الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب في نَسْخِ نَفِيرِ العامَّةِ بِالخاصَّةِ
2505 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي عَليُّ بْنُ الحُسيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قالَ:{إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (1) وَ {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ} إِلى قَوْلِهِ: {يَعْمَلُونَ} (2) نَسَخَتْها الآيَةُ التي تَلِيها {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} (3)(4).
2506 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبي شيْبَةَ، حَدَّثَنا زيْدُ بْنُ الحُبابِ، عَنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ بْنِ خالِدٍ الحَنَفي، حَدَّثَنِي نَجْدَة بْنُ نُفيعٍ قالَ: سَأَلْتُ ابن عَبّاسٍ عَنْ هذِه الآيَةِ: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (5) قالَ: فَأُمْسِكَ عَنْهُمُ المَطَرُ وَكانَ عَذابَهُمْ (6).
* * *
باب نسخ نفير العامة بالخاصة
أي: خروج الناس عامة، أي: نسخ فرض الجهاد على جميع الناس حين كان فرض عين (بالخاصة) أي: يفرضه على خاصة من الناس، أي: نسخ فرض العين بفرض الكفاية المقصود حصوله من غير جماعة معينين.
(1) التوبة: 39.
(2)
التوبة: 120 - 121.
(3)
التوبة: 122.
(4)
رواه الطبراني في "مسند الشاميين"(2413)، والبيهقي 9/ 47.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2263).
(5)
التوبة: 39.
(6)
رواه الحاكم 2/ 104، 118، والبيهقي 9/ 48.
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(432).
[2505]
(حدثنا أحمد بن محمد المروزي، حدثني علي بن الحسين) ابن واقد [بن أبي سعيد](1)(عن أبيه) الحسين بن واقد (عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: {إِلَّا تَنْفِرُوا} أي: إن لم تخرجوا جميعكم مع نبيكم إلى الجهاد ({يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}) قال الزجاج (2): هذا وعيد شديد في التخلف عن الجهاد.
(و) قال تعالى: ({مَا كَانَ}) ينبغي ({لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ}) النبوية؛ وهم مزينة وجهينة وأشجع وأسلم ({أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ}) في غزوة يغزوها (إلى قوله تعالى: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ})[من الجهاد](3)(نسختها) أي: نسخت هذِه الآية والتي قبلها (الآية التي تليها) في التلاوة وهي قوله تعالى: ({وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ}) هذا نفي، ومعناه النهي عن أن ينفروا ({لِيَنْفِرُوا}) أي يخرجوا إلى العدو ({كَافَّةً}) أي: جميعًا. وسبب النهي أن الله لما عاتب الثلاثة الذي تخلفوا عن الجهاد في غزوة تبوك قال المؤمنون: والله لا نتخلف عن غزوة يغزوها رسول الله صلى الله عليه وسلم[أبدًا، فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم](4) بعد ذلك بالخروج إلى الجهاد نفر المسلمون جميعًا إلى الجهاد وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وحده، فأنزل الله تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ
(1) ما بين المعقوفين زيادة من المصنف، لم أجدها في شيء من كتب الرجال التي ترجمت له.
(2)
"معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 2/ 448.
(3)
ساقطة من (ر).
(4)
ما بين المعقوفين ساقط من (ر).
فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} (1)، وتبقى مع النبي صلى الله عليه وسلم طائفة ليتفقه القاعدون في الدين ويعلموا الخارجين إذا رجعوا إليهم.
[2506]
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، أنا يزيد بن الحباب) بضم المهملة (عن عبد المؤمن بن خالد) المروزي (الحنفي) قال: (حدثني نجدة بن نفيع) مصغر (سألت ابن عباس عن هذِه الآية) التي في براءة ({إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًارٌ} قال: ) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر حيًّا من أحياء العرب فتثاقلوا عن النفير (فأمسك) الله (عنهم المطر) فماتوا بالجوع (وكان) ذلك (عذابهم) بالنصب مفعول و ({مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ} إلى قوله {يَعْمَلُونَ} نسختها الآية التي تليها: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}) الذي ذكره الله، وفيه أن ترك الخروج للجهاد والرباط والتشاغل عنه بالحراثة والزروع سبب لحبس المطر.
(1) التوبة: 122.