الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
34 - باب في النِّساءِ يغْزُونَ
2531 -
حَدَّثَنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهِّرٍ، حَدَّثَنا جَعْفَرُ بْنُ سُليْمانَ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قالَ: كانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْزُو بِأُمِّ سُليْمٍ وَنسْوَءة مِنَ الأنصارِ لِيَسْقِينَ الماءَ ويُداوِينَ الجَرْحَى (1).
* * *
باب في النساء يغزون
[2531]
(حدثنا عبد السلام بن مطهر) بتشديد الطاء، الأزدي (حدثنا جعفر بن سليمان) الضبعي (عن ثابت) بن أسلم البناني (عن أنس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم) بنت مِلحان بكسر الميم، قيل: اسمها سهلة، وقيل: مليكة، ويقال: الغميصاء والرميصاء.
(ونسوة من الأنصار) فيهن: أم عطية، واسمها: نسيبة بنت الحارث، وكانت تقاتل، وقطعت يدها يوم اليمامة، وكذلك الرُّبيع بضم الراء مصغر ابنة معوذ، كانت تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسقي القوم وتخدمهم وترد الجرحى والقتلى إلى المدينة. رواه البخاري (2).
وفيه دليل على جواز دخول النساء إلى أرض العدو، ويستحب للإمام أن يأذن للنساء غير ذوات الهيئات الطاعنات في السن، ويستحثهن ولا يجب عليهن، لما في البخاري (3) عن عائشة استأذنت
(1) رواه مسلم (1810).
(2)
"صحيح البخاري"(2882).
(3)
"صحيح البخاري"(2875).
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال: "جهادكن الحج"، أما الشواب ذوات الهيئات، فلا؛ لما روى حشرج بن زياد، عن جدته أم أبيه، أنها خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر سادسة ستِّ نسوة، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلينا فجئنا فرأينا فيه الغضب فقال:"مع من خرجتن؟ (1) " وقيل للأوزاعي: هل كانوا يغزون في الصوائف؟ (2) قال: لا إلا بالجواري.
(فيسقين الماء) والسويق للرجال (ويداوين الجرحى) بأدوية يخرج معهن، ويناولن السهام، ويغزلن الشعر والصوف للإعانة على الجهاد.
وفي هذا الحديث دليل على معالجة المرأة الأجنبي من جرح وغيره، وعلى سقيه الماء، لكن مع حضور محرم أو زوج، بشرط عدم رجل يعالج. وإطلاق الحديث يقتضي الجواز مطلقًا إلا أن يختص بحديث آخر.
(1) سيأتي في هذا الكتاب (2729)، باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة.
(2)
الغزوة في الصيف، وبها سميت غزوة الروم؛ لأنهم كانوا يغزون صيفا اتقاء البرد والثلج. انظر:"المعجم الوسيط" 1/ 531، و"أساس البلاغة" للزمخشري 1/ 368.