الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
80 - باب في الدُّعاءِ عِنْد الوَداعِ
2600 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ داوُدَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِسْماعِيلَ بْنِ جَرِير، عَنْ قَزَعَةَ قالَ: قالَ لي ابن عُمَرَ: هَلُمَّ أُوَدِّعْكَ كَما وَدَّعَني رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمانتَكَ وَخَواتِيمَ عَمَلِكَ"(1).
2601 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بْن عَليٍّ، حَدَّثَنا يَحْيَى بْن إِسْحاقَ السّيْلَحِينيُّ، حَدَّثَنا حَمّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخَطْميِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الخَطْميِّ قالَ: كانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم إِذا أَرادَ أَنْ يَسْتَوْدِعَ الجيْشَ قالَ: " أَسْتَوْدِع اللهَ دِينَكُمْ وَأَمانَتَكُمْ وَخَواتِيمَ أَعْمالِكُمْ "(2).
* * *
باب الدعاء عند الوداع
الوداع بفتح الواو.
[2600]
[(حدثنا مسدد، حدثنا عبد الله بن داود، عن عبد العزيز بن عمر](3) عن إسماعيل بن جرير) بفتح الجيم وتكرير الراء، قال شيخنا شهاب الدين ابن حجر في "تقريب التهذيب" (4): صوابه يحيى بن
(1) رواه الترمذي (3443)، وابن ماجه (2826)، وأحمد 2/ 7، والنسائي في "الكبرى"(8806).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(14).
(2)
رواه النسائي في "الكبرى"(10341)، والحاكم 2/ 97 - 98.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(15).
(3)
ليست في الأصل، ومستدركة من المطبوع.
(4)
"تقريب التهذيب"(430).
إسماعيل بن جرير. (عن قَزْعة) قال النووي (1): هو بفتح القاف وفتح الزاي وإسكانها. ابن يحيى البصري.
(قال لي ابن عمر: هلُمَّ) أي: تعال. قال الخليل: أصله لم، تشدد من قولك: لمَّ الله شعثه أي: جمعه، كأنه أراد لم نفسك إلينا أي: اقْرُب، و (ها) للتنبيه، حذفت ألفها لكثرة الاستعمال وجعل اسمًا واحدًا يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث (2)، قال الله:{هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ} (3) أي: هاتوا (أُودعْك) بجزم العين؛ لأنه جواب الأمر (كما ودعني رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فيه دليل على أنه يستحب للمسافر أن يودع أهله وأقاربه وجيرانه عند إرادة السفر، وفي رواية النسائي (4) أن ابن عمر قال لقزعة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال لقمان الحكيم: إن الله إذا استودع شيئًا حفظه، وإني (أستودع الله) أي: أستحفظه (دينك) فقدم حفظ الدين على حفظ الأمانة (وأمانتك) قال الخطابي (5): الأمانة هاهنا أهله ومن يخلفه منهم وماله الذي يودعه أمينه، وجرى ذكر الدين مع الودائع؛ لأن السفر موضع خوف وخطر، وقد يصيبه منه المشقة والتعب فيكون [سببًا](6) لإهمال
(1)"شرح النووي على مسلم" 4/ 176.
(2)
"الصحاح" 5/ 2060 (هلم).
(3)
الأنعام: 150.
(4)
"سنن النسائي الكبرى"(10273).
(5)
"معالم السنن" 2/ 258.
(6)
ليست في الأصول، ويقتضيها السياق.
بعض الأمور المتعلقة بالدين (وخواتيم عملك) الصالح الذي جعلته آخر عملك في الإقامة، فإن الأعمال بخواتيمها فيستحب للمسافر أن يختم إقامته بعمل صالح صدقة وصلة رحم وصلاة ركعتين وقراءة آية الكرسي بعدهما وغير ذلك.
[2601]
(حدثنا الحسن بن علي، حدثنا يحيى بن إسحاق السّيلِحِينِي) بفتح المهملة وكسر اللام والحاء المهملة، (عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر) واسمه عبد الله بن جعفر (الخَطمي) بفتح الخاء المعجمة (عن محمد بن كعب، عن عبد الله الخطمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يودع الجيش) أي: يودعهم، وأصل الودع: الترك والفراق. خرج معهم إلى ثنية الوداع.
قال الشعبي: يحق على الرجل إذا أراد أن يسافر أن يأتي إخوانه فيسلم عليهم ويودعهم؛ لأنه هو المفارق، ويحق على إخوانه إذا قدم أن يأتوا إليه ليهنئوه بالسلامة (قال: أستودع الله دينكم) قيل: أصل المادة من الدعة واليسر وخفض العيش، فكأنه دعا أن ييسر الله له دينه ليأتي به في دعة وخفض من غير مشقة. (وأمانتكم) أي: وأن يجعل أهلك وأقاربك في يسر وخفض عيش (وخواتيم أعمالكم) وهو مفرد بمعنى الجمع، أي: خواتيم أعمالك (1).
* * *
(1) في (ر): عملك. والمثبت من (ل).