الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
60 - باب في رُكُوبِ ثَلاثَةٍ عَلَى دابَّةٍ
2566 -
حَدَّثَنا أَبُو صالِحٍ مَحبُوبُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنا أَبُو إِسْحاقَ الفَزاريُّ، عَنْ عاصِمِ بْنِ سُليْمانَ، عَنْ مُوَرِّقٍ - يَعْني العِجْليَّ - حَدَّثَني عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ اسْتُقْبِلَ بِنا فَأيُّنا اسْتُقْبِلَ أَوَّلاً جَعَلَهُ أَمامَهُ فاسْتُقْبِلَ بي فَحَمَلَني أَمامَهُ، ثُمَّ اسْتُقْبِلَ بِحَسَنِ أَوْ حُسيْنِ فَجَعَلَهُ خَلْفَهُ، فَدَخَلْنا المَدِينَةَ وَإنّا لَكَذَلِكَ (1).
* * *
باب في ركوب ثلاثة على دابة
[2566]
(حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، حدثنا أبو إسحاق الفَزَاري) بفتح الفاء (عن عاصم بن الأحول، عن مُوَرِّق) بضم الميم وتشديد الراء، ابن المشمرج أبي المحتمر (العِجْلي) بكسر المهملة وسكون الجيم (عن عبد الله بن جعفر) عبد الله صحابي، وجعفر صحابي، ابن أبي طالب.
(قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قدم من سفر استُقبِل) بضم المثناة فوق وكسر الموحدة، أي: تلقي (فأيُّنا) أي: بصبيان أهل بيته، وفي "صحيح البخاري" (2) عن السائب بن يزيد: أذكر أني خرجت مع الصبيان نتلقى النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك. وفي "صحيح مسلم"(3)
(1) رواه مسلم (2428).
(2)
"صحيح البخاري"(4427).
(3)
"صحيح مسلم"(2428).
في فضائل عبد الله بن جعفر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تلقى بصبيان أهل بيته. (استقبل أولًا جعله أمامه؛ ) لأن السابق حاز الفضيلة فكان أحق بصدر الدابة، كما أن الحاكم إذا اجتمع عنده خصوم يقدم حكومة من جاء أولًا، لكن بحكومة واحدة (فاستقبل بي) رواية مسلم: وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه (فحملني أمامه) بفتح الهمزة أي: بين يديه كما في مسلم (1).
(ثم استقبل بحسن أو حسين) رواية مسلم: ثم جيء بأحد ابني فاطمة (فأردفه فحمله) رواية مسلم: فجعله (خلفه) قال البغوي (2): فيه أن ركوب الاثنين والثلاثة الدابة جائز إذا كانت الدابة تقوى على حملهم ولا يضر بها الضرر البين.
قال ابن عمر: ما أبالي لو كنت عاشر عشرة على دابة إذا طاقتنا (3).
قال النووي (4): فهذِه سنة مستحبة أن تتلقى الصبيان المسافر وأن يركبهم وأن يردفهم ويلاطفهم.
(فدخلنا المدينة وإنا لكذلك) وهذا من عظيم تواضعه وكرم شمائله في دخوله المدينة بين يديه وخلفه لم ينزلهم عند رؤية الناس بل تركهم على حالهما تلطفًا بهما، وليتأسى به من يراه على تلك الحال.
(1)"صحيح مسلم"(2428).
(2)
شرح السنة" 11/ 185.
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة (26898)، وابن الجعد في "مسنده"(2155) كلاهما من طريق عاصم الأحول، عن عامر، عن ابن عمر.
(4)
"شرح النووي على مسلم" 15/ 197.