المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌151 - باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ١١

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌كِتَابُ الجِهَادِ

- ‌1 - باب ما جاءَ في الهِجْرَة وَسُكْنَى البَدْوِ

- ‌2 - باب في الهِجْرَةِ هَلِ انْقَطَعَتْ

- ‌3 - باب في سُكْنَى الشَّامِ

- ‌4 - باب في دَوامِ الجِهادِ

- ‌5 - باب في ثَواب الجِهَادِ

- ‌6 - باب في النَّهْى عَنِ السِّياحَةِ

- ‌7 - باب في فَضْلِ القَفْلِ في سَبيلِ اللِّه تَعَالَى

- ‌8 - باب فَضْل قِتَالِ الرُّومِ عَلَى غيْرِهمْ مِنَ الأُمَمِ

- ‌9 - باب في رُكُوبِ البَحْرِ في الغَزْوِ

- ‌10 - باب فَضْلِ الغزْوِ في البَحْرِ

- ‌11 - باب في فَضْلِ مَنْ قَتَلَ كافِرًا

- ‌12 - باب في حُرْمَةِ نِساءِ المُجاهدِين عَلَى القاعِدِينَ

- ‌13 - باب في السَّرِيَّةِ تُخْفقُ

- ‌14 - باب في تَضْعِيفِ الذِّكْرِ في سَبيلِ الله تَعالَى

- ‌15 - باب فِيمَنْ ماتَ غازِيًا

- ‌16 - باب في فَضْلِ الرِّباطِ

- ‌17 - باب في فَضْلِ الحَرْسِ في سَبيلِ الله تعالى

- ‌18 - باب كَراهِيَةِ تَرْكِ الغَزْوِ

- ‌19 - باب في نَسْخِ نَفِيرِ العامَّةِ بِالخاصَّةِ

- ‌20 - باب في الرُّخْصَةِ في القُعُودِ منَ العُذْرِ

- ‌21 - باب ما يُجْزِئُ مِنَ الغزْوِ

- ‌22 - باب في الجُرْأَةِ والجُبْنِ

- ‌23 - باب في قَوْلِهِ تَعالَى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}

- ‌24 - باب في الرَّمْى

- ‌25 - باب في مَنْ يَغْزُو ويَلْتَمِسُ الدُّنْيا

- ‌26 - باب مَنْ قاتَل لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هيَ العُلْيا

- ‌27 - باب في فَضْلِ الشَّهادَةِ

- ‌28 - باب في الشَّهِيدِ يُشَفَّعُ

- ‌29 - باب في النَّورِ يُرى عِنْدَ قبْرِ الشَّهيدِ

- ‌30 - باب في الجَعائِلِ في الغزْوِ

- ‌31 - باب الرُّخْصَةِ في أَخْذ الجَعائِلِ

- ‌32 - باب في الرَّجُلِ يغْزو بأَجِيرٍ لِيَخْدُمَ

- ‌33 - باب في الرَّجُلِ يغْزُو وَأبَواهُ كارِهانِ

- ‌34 - باب في النِّساءِ يغْزُونَ

- ‌35 - باب في الغَزْو مَعَ أئمَّة الجَوْرِ

- ‌36 - باب الرَّجُلِ يَتَحَمَّل بِمالِ غيْرِهِ يَغْزُو

- ‌37 - باب في الرَّجُلِ يَغْزو يَلْتمِسُ الأَجْر والغَنِيمَةَ

- ‌38 - باب في الرَّجُلِ الذي يشْري نَفْسَهُ

- ‌39 - باب فِيمَنْ يسْلِمُ ويُقْتلُ مكانهُ في سَبيلِ اللهِ عز وجل

- ‌40 - باب في الرَّجُلِ يَفوت بِسِلاحِهِ

- ‌41 - باب الدُّعاء عِنْدَ اللِّقاءِ

- ‌42 - باب فِيمنْ سَأَلَ الله تَعالَى الشَّهادَةَ

- ‌43 - باب في كَراهةِ جَزِّ نَواصي الخيْلِ وأذْنابِها

- ‌44 - باب فِيما يُسْتَحَبّ منْ أَلْوان الخيْلِ

- ‌45 - باب هَلْ تُسَمَّى الأنْثَى مِن الخيْلِ فرَسًا

- ‌46 - باب ما يُكْرهُ مِنَ الخيْلِ

- ‌47 - باب ما يؤْمرُ بِهِ منَ القِيام علَى الدَّوابّ والبَهائِمِ

- ‌48 - باب في نُزُولِ المَنازل

- ‌49 - باب في تَقْييد الخيْلِ بِالأَوْتارِ

- ‌50 - باب إِكْرامِ الخيْلِ وارْتِباطِها والمَسْحِ عَلَى أَكْفالِها

- ‌51 - باب في تَغلِيقِ الأَجْراس

- ‌52 - باب في رُكُوبِ الجَلالَّةِ

- ‌53 - باب في الرَّجُلِ يُسَمّي دابَّتَهُ

- ‌54 - باب في النِّداءِ عِنْد النَّفِير: يا خيْلَ اللهِ ارْكَبي

- ‌55 - باب النَّهْيِ عنْ لَعْنِ البَهِيمَةِ

- ‌56 - باب في التَّحْرِيشِ بيْنَ البَهائِمِ

- ‌57 - باب في وَسْمِ الدَّوابِّ 2563 - حَدَّثَنا حَفْصُ بْن عُمَرَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ هِشامِ بْنِ زيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ قالَ: أَتيْتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم بِأَخٍ لي حِينَ وُلدَ لِيُحَنِّكَهُ فَإِذا هُوَ في مِرْبَدٍ يَسِمُ غَنَمًا - أَحْسِبُهُ قالَ - في آذانِها

- ‌58 - باب النَّهْى عَنِ الوَسْم في الوَجْهِ والضَّرْبِ في الوَجْهِ

- ‌59 - باب في كَراهِيَةِ الحُمُرِ تُنْزى عَلَى الخيْلِ

- ‌60 - باب في رُكُوبِ ثَلاثَةٍ عَلَى دابَّةٍ

- ‌61 - باب في الوُقوفِ عَلَى الدّابَّةِ

- ‌62 - باب في الجَنائبِ

- ‌63 - باب في سُرْعة السّيْرِ والنَّهْى عَن التَّعْرِيِس في الطَّرِيق

- ‌64 - باب في الدُّلْجَةِ

- ‌65 - باب رَبُّ الدّابَّةِ أحَقُّ بِصَدْرِها

- ‌66 - باب في الدّابَّةِ تُعرْقَبُ في الحَرْب

- ‌67 - باب في السَّبْقِ

- ‌68 - باب في السَّبْقِ عَلَى الرِّجْلِ

- ‌69 - باب في المُحَلِّلِ

- ‌70 - باب في الجَلَب عَلَى الخيْلِ في السِّباقِ

- ‌71 - باب في السّيْفِ يُحَلَّى

- ‌72 - باب في النَّبْلِ يُدْخَلُ بِهِ المَسْجِدُ

- ‌73 - باب في النَّهْي أَنْ يَتَعاطَى السّيْف مَسْلُولاً

- ‌74 - باب في النَّهْى أَنْ يُقَدَّ السَّيْرُ بيْن أُصْبُعيْنِ

- ‌75 - باب في لُبْس الدُّرُوعِ

- ‌76 - باب في الرّاياتِ والأَلْوِلَةِ

- ‌77 - باب في الانْتِصارِ بِرذْلِ الخيْلِ والضَّعَفَةِ

- ‌78 - باب في الرَّجُلِ ينادي بِالشِّعارِ

- ‌79 - باب ما يَقُول الرَّجُلُ إِذا سافَرَ

- ‌80 - باب في الدُّعاءِ عِنْد الوَداعِ

- ‌81 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذا رَكِبَ

- ‌82 - باب ما يَقول الرَّجُلُ إذا نزَلَ المَنْزِلَ

- ‌83 - باب في كَراهِيَةِ السّيْرِ في أَوَّل اللّيْلِ

- ‌84 - باب في أيِّ يَوْمٍ يُسْتَحَبُّ السَّفَرُ

- ‌85 - باب في الابْتِكارِ في السَّفَرِ

- ‌86 - باب في الرَّجُلِ يُسافِرُ وَحْدَهُ

- ‌87 - باب في القَوْمِ يُسافِرُونَ يؤَمِّرُونَ أَحَدَهُمْ

- ‌88 - باب في المُصْحف يُسافَرُ بِهِ إلى أَرْضِ العَدُوِّ

- ‌89 - باب فِيما يُسْتَحَبُّ مِنَ الجُيُوشِ والرُّفقاء والسَّرايا

- ‌90 - باب في دُعاءِ المُشْرِكِينَ

- ‌91 - باب في الحَزقِ في بلاد العَدُوِّ

- ‌92 - باب بَعْثِ العُيُونِ

- ‌93 - باب في ابن السَّبيلِ يَأكُلُ مِنَ التَّمْرِ ويَشْرَبُ مِنَ اللَّبَنِ إِذا مَرَّ بِه

- ‌94 - باب مَنْ قالَ إِنَّهُ يَأكل مِمّا سَقطَ

- ‌95 - باب فِيمنْ قال: لا يَحْلِبُ

- ‌96 - باب في الطّاعَة

- ‌97 - باب ما يُؤْمَرُ مِنَ انضمامِ العَسْكرِ وَسِعَتِهِ

- ‌98 - باب في كَراهيةِ تَمَنّي لِقاء العَدُوِّ

- ‌99 - باب ما يُدْعَى عِنْد اللِّقاءِ

- ‌100 - باب في دُعاءِ المُشْرِكِينَ

- ‌101 - باب المَكْرِ في الحَرْب

- ‌102 - باب في البَياتِ

- ‌103 - باب في لُزومِ السّاقَةِ

- ‌104 - باب علَى ما يُقاتَل المُشْركونَ

- ‌105 - باب النَّهْي عنْ قَتْلِ من اعتصمَ بِالسُّجُودِ

- ‌106 - باب في التَّوَلي يوْمَ الزّحْفِ

- ‌107 - باب في الأَسِيرِ يكْرَهُ عَلَى الكُفْرِ

- ‌108 - باب في حُكْمِ الجاسوسِ إِذا كانَ مُسْلِمًا

- ‌109 - باب في الجاسوس الذِّمَّيِّ

- ‌110 - باب في الجاسُوسِ المُسْتأْمنِ

- ‌111 - باب في أي وَقْتِ يسْتَحَبُّ اللّقاءُ

- ‌112 - باب فِيما يُؤْمَر بِه مِن الصَّمْتِ عِنْد اللّقاءِ

- ‌113 - باب في الرَّجُلِ يَتَرجَّلُ عِنْد اللِّقاءِ

- ‌114 - باب في الخُيَلاءِ في الحَرْبِ

- ‌115 - باب في الرَّجُلِ يُسْتَأْسَرُ

- ‌116 - باب في الكُمَناءِ

- ‌117 - باب في الصُّفُوفِ

- ‌118 - باب في سَلِّ السُّيُوفِ عِنْدَ اللِّقاءِ

- ‌119 - باب في المُبارَزَةِ

- ‌120 - باب في النَّهْي عَنِ المُثْلَةِ

- ‌121 - باب في قَتْلِ النِّساءِ

- ‌122 - باب في كَراهِيَةِ حَرْقِ العَدُوِّ بالنّارِ

- ‌123 - باب في الرَّجُلِ يَكْرِي دابَّتَهُ عَلَى النِّصْفِ أَوِ السَّهْمِ

- ‌124 - باب في الأَسِيرِ يُوثَقُ

- ‌125 - باب في الأَسِيرِ يُنالُ مِنْهُ وَيُضْرَبُ ويُقَرَّرُ

- ‌126 - باب في الأَسِيرِ يُكْرهُ عَلى الإِسْلامِ

- ‌127 - باب قَتْلِ الأَسِيرِ ولا يُعْرَضُ علَيْهِ الإِسْلامُ

- ‌128 - باب في قَتْلِ الأَسِيرِ صَبْرًا

- ‌129 - باب في قَتْلِ الأَسِيرِ بِالنَّبْلِ

- ‌130 - باب في المَنِّ على الأَسِيرِ بِغيْرِ فِداءٍ

- ‌131 - باب في فِداءِ الأَسِيرِ بِالمالِ

- ‌132 - باب في الإِمامِ يُقِيمُ عنْدَ الظُّهُورِ عَلَى العَدُوِّ بِعرْصَتِهمْ

- ‌133 - باب في التَّفْريقِ بينَ السَّبْى

- ‌134 - باب الرخْصَة في المُدْرِكِينَ يُفَرَّقُ بيْنَهُمْ

- ‌135 - باب في المالِ يصِيبهُ العدوُّ مِنَ المُسْلِمين ثُمّ يدْرِكه صاحِبُة في الغَنِيمَةِ

- ‌136 - باب في عَبِيدِ المًشْركينَ يَلْحقُونَ بِالمُسْلِمِينَ فيسْلمُونَ

- ‌137 - باب في إِباحَةِ الطَّعامِ في أَرْضِ العَدُوّ

- ‌138 - باب في النَّهْى عَنِ النُّهْبَى إِذا كانَ في الطَّعامِ قِلَّة في أَرْضِ العَدوِّ

- ‌139 - باب في حَمْلِ الطَّعامِ منْ أرْضِ العَدُوّ

- ‌140 - باب في بيع الطّعامِ إذا فضَلَ، عَنِ النّاس في أرْض العَدوّ

- ‌141 - باب في الرّجل يَنْتَفِع مِنَ الغنِيمَةِ بِالشَّيء

- ‌142 - باب في الرخْصَةِ في السِّلاحِ يقاتَل بهِ في المعْرَكَةِ

- ‌143 - باب في تَعْظِيم الغُلُولِ

- ‌144 - باب في الغلُول إِذا كانَ يَسِيرًا يَتْركهُ الإِمامُ وَلا يحَرّقُ رحْلَهُ

- ‌145 - باب في عُقُوبَةِ الغالِّ

- ‌146 - باب النَّهْي عَنِ السَّتْرِ علَى مَنْ غَلَّ

- ‌147 - باب في السَّلَبِ يعْطَى القاتلُ

- ‌148 - باب في الإمامِ يَمْنَعُ القاتِلَ السَّلب إِنْ رَأى والفَرَسُ والسِّلاحُ مِنَ السَّلَبِ

- ‌149 - باب في السَّلَبِ لا يُخمَّسُ

- ‌150 - باب مَنْ أَجازَ عَلَى جريحٍ مُثخنٍ يُنَفَّلُ مِنْ سَلَبِه

- ‌151 - باب فيمنْ جاءَ بعْدَ الغَنِيمةِ لا سَهْمَ لَهُ

- ‌152 - باب في المرْأَةِ والعبْد يُحْذيان مِنَ الغنِيمَةِ

- ‌153 - باب في المُشْركِ يُسْهَمُ لَهُ

- ‌154 - باب في سُهْمانِ الخيْلِ

- ‌155 - باب فِيمَنْ أَسْهَمَ لَهُ سَهْمًا

- ‌156 - باب في النَّفَلِ

- ‌157 - باب في نَفْل السَّرِيَّةِ تَخْرُجُ مِنَ العَسْكَرِ

الفصل: ‌151 - باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له

‌151 - باب فيمنْ جاءَ بعْدَ الغَنِيمةِ لا سَهْمَ لَهُ

2723 -

حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصورٍ، قالَ: حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ بْنُ عيّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الوَلِيدِ الزّبيْديِّ، عَنِ الزُّهْريِّ أَنَّ عَنْبَسَةَ بْنَ سَعِيدٍ أَخْبَرَهُ أنَّهُ سَمِعَ أَبا هُريْرَةَ يُحدِّثُ سَعِيدَ بْنَ العاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ العاصِ عَلَى سَرِيَّةٍ مِنَ المَدِينَةِ قِبَلَ نَجْدٍ فَقَدِمَ أَبانُ بْن سَعِيدٍ وَأَصْحابُهُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخيْبَرَ بَعْدَ أَنْ فَتَحَها وِإنَّ حُزُمَ خيْلِهِمْ لِيفٌ فَقالَ أَبان: اقْسِم لَنا يا رَسُولَ اللهِ. قالَ أَبُو هُريْرَةَ: فَقُلْتُ: لا تَقْسِمْ لَهُم يا رَسُولَ اللهِ. فَقالَ أَبان: أَنْتَ بِها يا وَبْرُ تَحَدَّرُ عَلينا مِنْ رَأْسِ ضالٍ. فَقالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم: "اجْلِسْ يا أَبانُ". وَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم (1).

2724 -

حَدَّثَنا حامِدُ بْنُ يَحيَى البَلْخيُّ، قالَ: حَدَّثَنا سُفْيانُ قالَ: حَدَّثَنا الزُّهْريُّ وَسَأَلهُ إِسْماعِيلُ بْنُ أُميَّةَ فَحَدَّثَناهُ الزُّهْريُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَنْبَسَةَ بْنَ سَعِيدٍ القرَشيَّ يُحدِّثُ عَنْ أَبي هُريْرَةَ قالَ: قَدِمْتُ المَدِينَةَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخيْبَرَ حِينَ افْتَتَحَها فَسَألتُهُ أَنْ يُسهِمَ لي فَتَكَلَّمَ بَعْضُ وُلْدِ سَعِيدِ بْنِ العاصِ فَقالَ: لا تُسْهِمْ لَهُ يا رَسُولَ اللهِ. قالَ: فَقُلْتُ: هذا قاتِلُ ابن قَوْقَلٍ فَقالَ سَعِيدُ بْنُ العاصِ: يا عَجَبًا لِوَبْرٍ قَدْ تَدَلَّى عَلينا مِنْ قَدُومِ ضالٍ يُعيِّرني بِقَتْلِ امْرِئ مُسْلِمٍ أكرَمَهُ اللهُ عَلَى يَدى وَلَمْ يُهنّي عَلَى يَديْهِ.

قالَ أَبُو داوُدَ: هؤلاء كانُوا نَحْوَ عَشَرَةٍ فَقُتِلَ مِنْهُمْ سِتَّة وَرَجَعَ مَنْ بَقيَ (2).

2725 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، قالَ: حَدَّثَنا أَبُو أُسامَةَ، حَدَّثَنا بُريْدٌ، عَنْ أَبي بُرْدَةَ، عَنْ أَبي مُوسَى قالَ: قَدِمْنا فَوافَقْنا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتَتَحَ خيْبَرَ فَأَسْهَمَ لَنا أَوْ قالَ: فَأَعطْانا مِنْها وَما قَسَمَ لأحَدٍ غابَ، عَنْ فَتْحِ خيْبَرَ مِنْها شيْئًا إِلَاّ لِمَنْ شَهِدَ

(1) علقه البخاري (4238) بصيغة التمريض، ورواه سعيد بن منصور (2793) ط الأعظمي، وابن الجارود (1088)، وابن حبان (4814).

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2434).

(2)

رواه البخاري (2827).

ص: 633

مَعَهُ إِلا أَصْحابَ سَفِينَتِنا جَعْفَرٌ وَأَصْحابُهُ فَأَسْهَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ (1).

2726 -

حَدَّثَنا مَحْبُوبُ بْن مُوسَى أَبُو صالِحٍ، أَخْبَرَنا أَبُو إِسْحاقَ الفَزاريُّ، عَنْ كُليْبِ بْنِ وائِلٍ، عَنْ هانِئِ بْنِ قيْسٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبي مُليْكَةَ، عَنِ ابن عُمَرَ قالَ إِنَّ رَسُولَ اللْهِ صلى الله عليه وسلم قامَ يَعْني: يَوْمَ بَدْرٍ فَقالَ: "إِنَّ عُثْمانَ انْطَلَقَ في حاجَةِ اللهِ وَحاجَةِ رَسُولِ اللهِ وَإِنّي أُبايعُ لَهُ". فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمٍ وَلَمْ يَضْرِبْ لأحًدٍ غابَ غيْرهُ (2).

* * *

باب من جاء بعد القسمة لا سهم له من الغنيمة

[2723]

(حدثنا سعيد بن منصور) بن شعبة الخراساني الجوزجاني نزيل مكة (قال: حدثنا إسماعيل بن عياش) العنْسي بإسكان النون، عالم أهل الشام في عصره، مات ولم يخلف مثله (3).

(عن محمد بن الوليد الزبيدي) بضم الزاي مصغر أبو الهذيل الحمصي القاضي، ثقة حجة متقن توفي سنة (149)(4).

(عن) محمد بن شهاب (الزهري: أن عنبسة بن سعيد) بن العاص الأموي أخو الأشدق (5) (أخبره، أنه سمع أبا هريرة يحدث سعيد [بن

(1) رواه البخاري (3136)، ومسلم (2502).

(2)

رواه ابن حبان (6909)، والحاكم 3/ 98.

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(2437).

(3)

انظر: "ميزان الاعتدال" 1/ 240.

(4)

انظر: "تقريب التهذيب"(7418).

(5)

في (ر): الأسدي، والمثبت من (ل).

ص: 634

العاص]) (1) أبي العاص بن سعيد بن العاص القرشي.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبان) بفتح الهمزة وتخفيف الباء الموحدة وبالنون في آخره (ابن سعيد بن العاص) القرشي (على سرية من المدينة) المشرفة (قِبَل نجد، فقدم أبان بن سعيد وأصحابه) من الغزو (على رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهو (بخيبر بعد أن فتحها) عنوة (وإن) بكسر الهمزة؛ لأن إن ومعموليها (2) حلت في محل الحال فوجب كسر همزتها؛ لأنها ومعموليها جملة لا تسد مسد المصدر فبقيت على المصدر وهو الأصل (حُزُمَ) بضم الحاء والزاي جمع حزام ككتاب، جمعه: كتب، ويجوز إسكان الضمة (3) الثانية منهما.

(خيلهم) أي: في حال قدومهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليف) أي: من ليف النخل. فيه ما كانت الصحابة من خشونة العيش من مأكلهم وملبسهم وآلات دوابهم بخلاف ما عليه الملوك في زماننا ومن يجاهد من أمرائهم من التوسع والترفه لهم ولدوابهم من السروج المغرقة بالذهب والفضة ونحو ذلك. (فقال أبان: اقسم لنا) من الغنيمة (يا رسول الله) ظن أن من حضر بعد النصرة وأخذ الغنيمة (4) قبل القسمة أن يستحق منها أو أن من كان فيما فيه نفع عام للمسلمين يستحق وإن لم يحضر.

(قال أبو هريرة رضي الله عنه (5): فقلت: لا تَقسم) بفتح التاء أوله (لهم يا رسول

(1) من (ل).

(2)

في النسخ: ومعمولاها.

(3)

في النسخ الخطية: الهمزة. ولا وجه له.

(4)

في (ر): القسمة، والمثبت من (ل).

(5)

زيادة من (ر).

ص: 635

الله) لأن الغنيمة إنما يستحقها من حضر الوقعة بنية القتال فلا يستحق منها التاجر ولا المحترف، وأما إذا حضر بعد حيازة المال فلا شيء له قطعًا.

(فقال أبان) بن سعيد رضي الله عنه حين سمع كلام أبي هريرة رضي الله عنه (1) في حقه ما قال: (أنت بها) أي: بهذا الشأن قيل: وكان ابن عمر إذا رمى فأصاب قال: أنا بها أنا بها (2). أي: أنا الفائز بالإصابة، رواية البخاري: أنت بهذا (3). أي: أنت (4) بهذا المكان والمنزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونك لست من أهله ولا من قومه ولا بلاده.

(يا وَبْرُ) بإسكان الباء الموحدة، أراد تحقيره، وتشبيهه بدويبة صغيرة أصغر من السنور لا ذنب لها ترجن في البيوت طحلاء اللون. تَرْجُنُ بإسكان الراء وضم الجيم وبالنون. أي: تقيم بها (5) وأراد أبان احتقار أبي هريرة وأنه ليس فيه قدر من يشير بعطاء ولا منع، وأنه قليل القدرة على القتال (تحدر) أي نزل (علينا من رأس ضالٍ) بالضاد المعجمة واللام المخففة جبل أو موضع بعينه في أرض دوس وهي بلاد أبي هريرة ويقال بالنون بدل اللام وهي رواية البخاري (6)، وقيل: الضأن هي الغنم، أي: نزل علينا من رأس الغنم وبرة، لكن أصل الوبَر بفتح الباء للبعير.

(1) زيادة من (ر).

(2)

رواه سعيد بن منصور في "سننه"(2460).

(3)

"صحيح البخاري"(4237).

(4)

ساقطة من (ر).

(5)

انظر: "الصحاح في اللغة" 2/ 405.

(6)

"صحيح البخاري"(4238).

ص: 636

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس يا أبان) يدل على أنه حين سأله كان قائمًا، فيؤخذ منه أن الأدب في مخاطبة الأكابر وأهل العلم القيام. (ولم يقسم لهم) أي: لأبان وأصحابه (رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيه دليل لمذهب الشافعي ومن تابعه أن من لحقهم في دار الحرب بعد انقضاء القتال لم يشاركهم في الاستحقاق.

قال الشافعي رحمه الله: ووجه عدم الاستحقاق أن الله تعالى جعل الغنيمة لمن غنمها، ومن لم يحضرها لم يغنم فلا يستحق (1).

وهذا الحديث وإن دل على المدعي، لكن قد وقع فيه اختلاف، فلهذا لم يستدل به الشافعي رضي الله عنه (2) واستدل بالآية.

[2724]

(حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: حدثنا سفيان) بن عيينة (قال: حدثنا) محمد بن شهاب (الزهري وسأله إسماعيل بن أمية) بن عمرو ابن سعيد الأموي وكان ثقة، له نحو ستين (3) حديثًا.

(فحدثناه الزهري، أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشي) الأموي رضي الله عنه (يحدث عن أبي هريرة قال: قدمت المدينة ورسول الله) الواو للحال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم (بخيبر [حين افتتحها])(4) جملة اسمية في موضع النصب على الحال.

وقد اختلف الناس في شهود أبي هريرة رضي الله عنه فتح خيبر، منهم من قال:

(1)"الأم" 5/ 323 - 325، 9/ 204.

(2)

زيادة من (ر).

(3)

في (ر): مائتين، والمثبت من (ل)، و"الكاشف" للذهبي 1/ 120.

(4)

من المطبوع.

ص: 637

حضرها، ومنهم من قال: لم يحضر إلا بعد الفتح، ذكر البخاري في كتاب المغازي (1) ما يدل لحضوره إياها قال فيه: عن ثور بن زيد أن سالم بن مطيع سمع أبا هريرة يقول: افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبًا ولا فضة .. الحديث، وفي طريق أخرى قول أبي هريرة: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى (2) خيبر، وكذا ذكره البخاري أيضًا في الأيمان والنذور (3).

قال موسى بن هارون: وهم ثور بن يزيد؛ لأن أبا هريرة لم يخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، إنما قدم بعد خروجه (4).

وروى عنبسة (5) بن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر بعدما افتتحها (6).

قال السبكي: هذِه ثلاثة أقوال، أصحها: أن أبا هريرة رضي الله عنه قدمها بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم وقبل الفتح، ولذلك أسهم له منها.

والصحيح المقطوع به أنه شهدها، وإنما المنكر كونه خرج إليها من المدينة. وذكر ابن بطال (7) وغيره: أن أبا هريرة رضي الله عنه قدم المدينة هو ونفر

(1)"صحيح البخاري"(4234) باب غزوة خيبر.

(2)

في "صحيح البخاري": يوم.

(3)

رواه البخاري (6707) باب هل يدخل في الأيمان والنذور الأرض والغنم.

(4)

ذكره المزي في "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" 9/ 459 وعزاه للدارقطني عن موسى بن هارون.

(5)

في النسخ: عنه.

(6)

رواه البخاري (2827).

(7)

ساقطة من (ل).

ص: 638

من قومه فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى خيبر، قال (1): فقدمنا عليه وقد فتح خيبر.

(فسألته أن يسهم لي) أي: يعطيني سهمًا من الغنيمة (فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص) قال الشيخ زكي الدين: أخرجه البخاري، فقال: وقال ابن سعيد بن العاص، وهو الصحيح (2).

قال أبو بكر ابن الخطيب (3): وهو البعض المبهم في هذا الحديث وهو أبان بن سعيد (4).

(فقال: لا تسهم له يا رسول الله) قال ابن الخطيب: هكذا وقع في الحديث رواية أبي داود عن حامد بن يحيى، [وأن أبان هو] (5) القائل: لا تسهم له، ووقع في هذا الحديث أن أبان هو القائل: لا تسهم له، وفي الحديث الذي قبله أن أبا هريرة - رضي الله تعالى عنه - هو القائل: لا تقسم لهم، وهذا هو الاختلاف الذي وقع في الحديث كما تقدم.

احتج أبان على أبي هريرة رضي الله عنه بأنه ليس له في الحرب يد يستحق بها النفل.

(1)"شرح صحيح البخاري" 5/ 300.

(2)

"مختصر سنن أبي داود" للمنذري 3/ 47.

(3)

في النسخ: ابن الخطيب. والمثبت الصواب.

(4)

"الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة" للخطيب البغدادي 1/ 17.

(5)

كذا بالنسخ، وفي "الأسماء المبهمة": وقال فيه: فقال سعيد بن العاص، وإنما هو ابن سعيد بن العاص.

ص: 639

وقال الخطيب: الصحيح أن أبان هو القائل: لا تسهم له، وأن أبا هريرة رضي الله عنه هو سائل الغنيمة (1).

وقال الشيخ زكي الدين إن أبا هريرة هو القائل: لا تقسم له.

قال الكرماني: والتوفيق بينهما أن يكون أبو هريرة سأل تارة فقال أبان: لا تعطه، وتارة كان بالعكس أي كان أبان هو السائل، وقال أبو هريرة: لا تقسم له. وعلى هذا فلا امتناع ولا اختلاف بين الحديثين (2).

(قال) أبو هريرة رضي الله عنه: (فقلت: هذا قاتل) النعمان (بن قَوقَل) بفتح القافين، وبهذا يعرف، وإنما هو النعمان بن مالك بن ثعلبة، وثعلبة يسمى قوقل الأنصاري، شهد بدرًا، قتله أبان بن سعيد يوم أحد شهيدًا.

وقال الواقدي: قاتل ابن قوقل هو صفوان بن أمية (3)، وفيه (فقال سعيد بن العاص) (4) والد أبان:(يا عجبا) يا للنداء، والمنادى محذوف تقديره: يا نفسي، وعجبا بلا تنوين اسم فعل بمعنى أعجبني، فأبدلت الكسرة فتحة والياء ألفًا كما فعل في يا أسفا، ويا حسرتا (لوَبْرٍ) لوبر بإسكان الباء دويبة تشبه السنور، والجمع وبار بكسر الواو، وروي بفتح الباء من وبر الإبل تحقيرًا له، فعلى الأول شبهه في قدومه بتدلي الوبر من موضعه، وعلى الثاني شبهه بما يعلق

(1) في (ر): القسمة، والمثبت من (ل)، وانظر "الأسماء المبهمة" 1/ 18.

(2)

"شرح البخاري" للكرماني 16/ 110.

(3)

ساقطة من (ل).

(4)

"مغازي الواقدي" 1/ 258.

ص: 640

بوبر شاة، أي: هو ملصق في قريش وليس منهم (تدلى علينا) أي: تَحَدَّر كما في الرواية المتقدمة وهما بمعنى.

(من قَدُومٍ) بفتح القاف وضم الدال المهملة وهو مخفف. وهو ثنية في الجبل، وضبطه الأصيلي بضم القاف وقال: هكذا ضبطه أبو زيد في كتابه. قال الأصيلي: ومعناه على هذا من القدوم. أي: جاء من هذا الموضع، ويرد هذا رواية من روى: رأس ضال. قال القاضي: وهو وهم، وقيل: يحتمل أن يكون جمع قادم كراكع وركوع (1).

(ضال) باللام المخففة، ورواه البخاري في الجهاد (2): من قدوم ضأن. بالنون كأنها بدل من اللام كما قالوا: فرس رفل ورفن بكسر الراء وفتح الفاء وتشديد النون أي: طويل اليدين.

قال الخطابي: أكثر الروايات باللام (3). وفي رواية المستملي: الضال السدر.

قال ابن دقيق العيد في "شرح الإلمام": رواه الناس عن البخاري بالنون إلا رواية الهمداني، فرواه باللام، والضال السدر البري (4).

وأما إضافة هذِه النسبة إلى الضال فلا أعلم لها معنى إلا أن الثنية كان بها سدر، وهذا كله تحقير من أبان لأبي هريرة ونسبة إلى قلة مقدرته على القتال لما قال: لا تقسم له، فهو كالسنور مع السباع.

(1) سبق تعليق الخطيب على هذا، وأن الصواب: أبان بن سعيد، لا والده.

(2)

"مشارق الأنوار" 2/ 63، 198.

(3)

"صحيح البخاري"(2827)، (4239).

(4)

"أعلام الحديث" 2/ 1371.

ص: 641

قال ابن بطال: معناه: أنه شبه أبا هريرة بالوبر الذي لا خطب له ولا مقدار؛ لأنه لم يكن لأبي هريرة عشيرة ولا قوم يمتنع بهم، ولا يغني في قتال ولا لقاء عدو، وذكر الطبري: أن أبا هريرة وأبانًا قدما على النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر (1).

وإنما سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنكار على ابن سعيد لأنه لم يرم أبا هريرة بحد ولا تَنَقَّصه في دين، إنما نقصه في قلة العشيرة والعدد.

(يُعيِّرني) بتشديد الياء أي: يعيب علي، ويوبخني.

قال الجوهري: العار السبة والعيب، يقال: عاره إذا عابه، والمعاير: المعايب (2).

(بقتل امرئ مسلم أكرمه الله تعالى على يديّ) بتشديد الياء آخره على النسبة بأن قتلته بيدي، فمات شهيدًا في سبيل الله وحصل له الإكرام من الله تعالى (ولم يُهِنّي) أصله: يهنني، فأدغم. أي: لم يقدر الله موتي (على يديه) بقتله إياي كافرًا سبيل الإهانة والخزي في الدارين؛ لأن أبان لما قتل النعمان يوم أحد لم يكن أبان أسلم.

وبوب البخاري على هذا الحديث وعلى حديث: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة". باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم فيسدد بعد (3) ويقتل (4).

(1) انظر: "فتح الباري" لابن حجر 6/ 41.

(2)

"الصحاح في اللغة" 2/ 328.

(3)

في (ر)، (ل): أو.

(4)

"صحيح البخاري" 4/ 23.

ص: 642

وهذِه الترجمة صحيحة؛ لأن القاتل الأول كان كافرًا وتوبته إسلامه.

وفيه دليل على أن التوبة تمحو ما سلف قبلها من الذنوب سواء كان قتلًا أو غيره؛ لقوله: أكرمه الله على يدي ولم يهني على يديه؛ لأن ابن (1) قوقل وجبت له الجنة بقتل ابن سعيد ولم تجب لابن سعيد النار؛ لأنه تاب وأسلم، ويصحح ذلك سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على قوله.

(قال أبو داود: هؤلاء) يحتمل أن هؤلاء جماعة سرية أبان بن سعيد (كانوا نحو عشرة) أنفس.

(قتل منهم ستة) أنفس (ورجع من بقي) من العشرة وهم أربعة.

[2725]

(حدثنا محمد بن العلاء) بن كريب الهمداني.

(قال-: حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الكوفي الحافظ.

(قال: حدثنا بُريد) بضم الموحدة ابن عبد الله.

(عن أبي بُردة) عامر بن قيس الأشعري.

[(عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري](2).

(قال: قدمنا فوافقْنا) بإسكان القاف أي: صادفنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه البخاري بزيادة (3) فإنه قال: عن أبي موسى قال: بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، أحدهما: أبو بردة، والآخر: أبو رهم -واسمه مجدي- إما قال: في بضع، وإما قال: في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلًا من

(1) سقط من (ر).

(2)

ساقط من (ر).

(3)

"صحيح البخاري"(3136)، (4230).

ص: 643

قومي، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، ووافقنا جعفر ابن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا هاهنا وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعًا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم.

(حين افتتح خيبر، فأسهم لنا) أي أعطانا من سهامها (أو قال: فأعطانا منها) شك من الراوي، وقد ذكر العلماء في معناه وجهين:

أحدهما: ما ذكر موسى بن عقبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أعطاهم عن رضى ممن شهد الوقعة حين استطاب نفوسهم عن تلك السهام لحاجتهم إليها كما فعل بسبي هوازن.

والثاني: أنه أعطاهم من الخمس الذي هو حقه يضعه باجتهاده حيث شاء يصرفه في نوائبه (1).

وميل البخاري إلى الثاني بدليل أنه ترجم عليه: باب ومن الدليل على أن الخمس (2) لنوائب المسلمين ولم ينقل إلينا أنه أستأذن الغانمين ولا استطاب نفوسهم.

(وما قَسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئًا، إلا لمن شهد معه) الوقعة، هذا يؤيد حديث أبي بكر، وعمر: الغنيمة لمن شهد الوقعة. رواه الشافعي بسند صحيح كما قال شيخنا ابن حجر (3)، لكنه رواه

(1) انظر: "معالم السنن" 2/ 306، و"فتح الباري" لابن حجر 6/ 241.

(2)

في (ر): التخميس.

(3)

"التلخيص الحبير" 3/ 237، و"فتح الباري" 6/ 224.

ص: 644

موقوفًا فإنه رواه عن (1) يزيد بن عبد الله بن قسيط: أن أبا بكر بعث عكرمة ابن أبي جهل في خمسمائة من المسلمين مددًا لزياد بن لبيد، وذكر قصة، فكتب أبو بكر: إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة (2).

ولصحة هذا الحديث عند الشافعي رضي الله عنه استدل به وبالآية ولم يستدل بالحديث المتقدم للاختلاف الذي فيه، وهو الموافق للقياس.

(إلا أصحاب سفينتنا [جعفر وأصحابه])(3) فيه دخول الاستثناء على الاستثناء، فالاستثناء الأول منقطع، والثاني متصل، والتقدير: ما قسم لأحد من الغانمين لكن لمن حضر الوقعة كلهم إلا أصحاب السفينة فغابوا وقسم لهم.

وقوله (إلا أصحاب) منصوب على الاستثناء المتصل.

وليس المراد بأصحاب السفينة ملاكها، بل الذين ركبوا فيها، ورواية البخاري: إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابنا (4)، وهي مبينة لرواية أبي داود.

قال ابن سيد الناس في "عيون الأثر"(5): المشهور الذي ذكره ابن إسحاق أن أصحاب السفينتين (6) كانوا ستة عشر رجلًا.

(1) في (ر)، (ل):(من)، والمثبت الملائم للسياق.

(2)

"الأم" 7/ 344.

(3)

زيادة من (ر).

(4)

"صحيح البخاري"(3136).

(5)

"عيون الأثر" 2/ 183.

(6)

في (ر): السفينة.

ص: 645

(أسهم لهم معهم) رواية البخاري: قسم لهم معهم (1).

[2726]

(حدثنا محبوب بن موسى أبو صالح) الأنطاكي الفراء قال: (أخبرنا أبو إسحاق) إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة (الفَزَاري) بفتح الفاء وتخفيف الزاي.

(عن كُليب بن وائل) التيمي (2) البكري (عن هانئ) بهمزة آخره (بن قيس) قال الذهبي: وثق (3).

(عن حبيب) بفتح الحاء المهملة (بن أبي مليكة) النهدي (4)(عن) عبد الله (بن عمر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام) فيه استحباب القيام إذا أراد الأمير أن يحدث قومه بما رأى فيه المصلحة؛ ليكون أبلغ في إسماعهم وتبليغهم، وأن يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم قبل كلامه.

(يعني يوم بدر، فقال: إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله) وذلك أنه كان يمرض رقية زوجته ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأراد بذلك حاجة عثمان في حق الله وحق رسوله.

قال الخطابي: وهذا كقوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} (5)، وإنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم (6).

(1)"صحيح البخاري"(3136).

(2)

في (ر)، (ل): السهمي والمثبت الصواب. انظر "تهذيب الكمال" 24/ 214.

(3)

"الكاشف" 3/ 218.

(4)

بعدها في (ر)، (ل):(عن عبد الله بن عبيد بن أبي). والصواب حذفها.

(5)

الشعراء: 27.

(6)

"معالم السنن" 2/ 306.

ص: 646

(وإني أبايع له، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم) أي: أخرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمًا، أصله من الضريب وهو الذي يضرب بالقداح، وهذا العطاء مختص بعثمان رضي الله عنه، قاله الخطابي (1).

أما لو كان في مصلحة الجيش وخاطر بنفسه لأجلهم فالأشبه كما قال الداركي أنه يشاركهم.

(ولم يضرب لأحد غاب) عن الوقعة (غيره) وفي رواية ابن ماجه: بايع لعثمان وضرب بشماله على يمينه لعثمان [رضي الله تعالى عنه (2).

(1)"معالم السنن" 2/ 306.

(2)

لم أقف عليه عند ابن ماجه، وإنما رواه الترمذي (3706).

ص: 647