الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المانع الرابع
زوال العيب عند المشتري
[م-555] إذا وجد المشتري عيبًا قديمًا في السلعة، ثم زال هذا العيب:
فإما أن يزول هذا العيب، والسلعة في يد البائع، وقبل أن يقبضها المشتري فإن البيع لازم للمشتري، ولا خيار له
(1)
.
لأن المطلوب سلامة المبيع من العيوب عند التسليم، وقد حصل.
وإما أن يزول العيب بعد رد السلعة، وفسخ البيع، فإن زوال العيب أيضًا لا يؤثر على صحة الفسخ على الصحيح، فلا يكون البيع لازمًا للمشتري بعد فسخ العقد، خاصة إذا كان الفسخ بحكم قاض
(2)
.
قال ابن نجيم: «لو قضى بفسخ البيع بسبب العيب، ثم زال العيب، لا يعود البيع، وإن زال المقتضي للفسخ»
(3)
.
ولأن اتفاقهما على رد المبيع بحكم الإقالة، فإذا اتفقا على ذلك فقد ارتفع حكم العقد فلا يعود إلا برضاهما.
وإما أن يزول العيب بعد المطالبة بالفسخ في زمن الخصومة، فهذا قد اختلف فيه الفقهاء:
قال السرخسي: «وزوال العيب قبل الخصومة يسقط حق المشتري في الرد»
(4)
.
(1)
المبسوط (13/ 166)، أسنى المطالب (2/ 73).
(2)
المبسوط (25/ 165).
(3)
البحر الرائق (8/ 494).
(4)
المبسوط (13/ 114).
ومفهومه: أنه لو زال العيب بعد الخصومة لم يسقط حق المشتري في الرد، وهو اختيار أشهب من المالكية الذي أجاز الرد إذا زال العيب بعد المطالبة بالفسخ
(1)
.
واختار ابن القاسم من المالكية، والنووي من الشافعية بأن زوال العيب في زمن الخصام مانع من الرد.
(2)
.
وجاء في الشرح الكبير: «(و) منع من الرد بالعيب (زواله) أي العيب، قبل الرد، سواء زال قبل القيام به، أو بعده، وقبل الحكم عند ابن القاسم»
(3)
.
قال الدسوقي في حاشيته تعليقًا: «قوله (أو بعده، وقبل الحكم) أي بأن زال في زمن الخصام، قوله (عند ابن القاسم) أي خلافًا لأشهب القائل: إن زواله بعد القيام، وقبل الحكم بالرد لا يمنع من رده»
(4)
.
فإن زال العيب قبل المطالبة بالفسخ، كما لو اشترى دابة، فوجدها مريضة، ثم إن الدابة تعافت من ذلك المرض قبل أن يطلب فسخ البيع، فهل يبطل خيار الرد بذلك؟
(1)
حاشية الدسوقي (3/ 120).
(2)
المجموع (11/ 359).
(3)
الشرح الكبير (3/ 120).
(4)
حاشية الدسوقي (3/ 120).