الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المجتمع" (1). وقد توجه في مساره العلمي بعد تجارب شتى إلى ميدان علم النفس ليكون أحد أوائل المؤسسين لعلم النفس الحديث والمنشئ لميدان التحليل النفسي أحد أهم مذاهب علم النفس المعاصرة، وأما في ميدان النشاط الاجتماعي فقد كان أحد الناشطين في الدفاع عن المشروعات اليهودية بصورة فكرية وعلمية.
أ- من داروين إلى فرويد:
عاش "فرويد" في فترة انتشار الدارونية، حيث كان الجوّ السائد يتنفس الدارونية، وأحب فرويد داروين كما يقول الدكتور "الحفني"(2)، وأعجب بنظريته التطورية وذكر أنها جذبته بقوة، ومن المرجح فرحه بها لمخالفتها الفكر الديني، وقد تعرف عليها في أثناء دخوله جامعة فيينا في وقت كان أساتذة الأحياء يبحثون عن أدلة تؤيد نظرية التطور في كل مكان (3). وربما لهذا السبب كان انتشار الرأي القائل بأن "التحليل النفسي" فرع من علم الأحياء وفي ذلك يقول الدكتور "توفيق الطويل":"شاع القول في عصرنا هذا بأن علم النفس فرع من فروع علم الأحياء "البيولوجيا" وأنه يستند إلى مناهج ونظريات علم وظائف الأعضاء "والفسيولوجيا" ومن ثمّ فهو فرع من العلم الطبيعي، ويؤكد "فرويد 1929 م" بأن مناهج علم النفس هي بالضرورة مناهج علم الطبيعة، وإن ساوره الشك في قيمة التجربة في الدراسات النفسية"(4). فهذا الربط إما أن مقصده الارتباط بداروين بصورة غير مباشرة أو الارتباط بعلم الأحياء في نهاية القرن الثالث عشر/ التاسع عشر وعالمها آنذاك هو داروين.
بعد معرفة صلة فرويد بداروين ننتقل إلى فرضية المبحث "أن فرويد لا يمثل فقط استمرارًا للصورة الدارونية، بل هو -تحت تأثير هويته اليهودية- قد مارس أثرًا خطيرًا في العلم المعاصر انحرف به عن مساره العلمي"، وهو لا
(1) سيغموند فرويد مكتشف اللاشعور، مارغريت ماكنهوبت ص 18 ترجمة سامر عرار.
(2)
انظر: مقدمته لكتاب موسى والتوحيد، سيغموند فرويد ص 20.
(3)
انظر: سيغموند فرويد مكتشف اللاشعور ص 28 - 30.
(4)
قضايا من رحاب الفلسفة والعلم، د. توفيق الطويل ص 107 وهو يرد على هذا القول الشائع ويرفضه. انظر: ص 109 وما بعدها.