الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رابعًا: ما بعد الثورة العلمية (1) "القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي
"
مما لا خلاف فيه بأن الثورة العلمية قد دفعت بالعلم الدنيوي إلى قمة النشاطات البشرية في العصر الحديث؛ فالعلم المادي هو مجال النشاط التعليمي من بدايات تعلم الطفل في مراحله الأولى إلى أعلى الدرجات الأكاديمية، ومواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والهندسة والعلوم الاجتماعية تأخذ بحظ الأسد من كل تعليم في العصر الحديث، وهذا أحد مؤشرات نجاح الثورة العلمية.
ولكن إذا كانت الثورة العلمية تمثل خليطًا من التطور العلمي والانحراف الديني فكيف قبلته شعوب العالم! ويرجع الجواب إلى طبيعة هذا الخليط، فمن نظر إلى التطور العلمي وثماره قاده ذلك إلى طلبها من أجل الانتفاع بها، ولكن هناك من لم يفرق بين تطور العلم والانحراف بالعلم، وذلك بسبب تلاحمهما في مرحلة الثورة وما بعدهما لاسيّما في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي، وما بعده لدرجة سيادة التصور المادي القائل بأنه لا يمكن أخذ الجانب العلمي البحت دون الأخذ بما يصاحبه من انحرافات تحت مسمى منهجيات العلم وفلسفته وروحه وآثاره. وقضية عدم التفريق بين التطور العلمي والانحراف في العلم أو به قضية برزت بوضوح في القرن الثاني عشر الهجري/ القرن الثامن عشر الميلادي وإن كانت جذوره قبل ذلك.
[1] أبرز التطورات العلمية:
من الطبيعي مواصلة جهود نيوتن المتوفى في نصفه الأول (1727 م) الذي