الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحاولات كانت في فترة الاستعمار الذي بدأ بالجزائر سنة (1830 م) ثم تونس ثم المغرب وهكذا، وثالث هذه المراحل جاءت بعد الاستعمار.
يمثل احتلال الجزائر سنة (1830 م) مرحلة حساسة في بلاد المغرب، حيث أوجدت الخوف الشديد من مصير الجزائر ومن ثم قناعة النخب بأن الحلّ هو في بناء دولة قوية تستطيع مواجهة أطماع أوروبا (1)، وكان من صور القوة المتخيلة: الحصول على العلوم والمعارف الحديثة المعروفة في أوروبا لما يترتب عليها من أمور صناعية وعمرانية، أما الجزائر فقد أُوقف خط تطورها الذاتي وتمّ إنهاكها من قبل المحتل وفُرض عليها سياسة الفرنسة، فلننظر ماذا وقع في هذه البلاد؟ وكيف خاضت التجربة من خلال تجربتي تونس والمغرب؟
1 - تجربة تونس:
منذ احتلال الجزائر دخلت تونس طورًا جديدًا من الاتصال مع الغرب ولاسيّما فرنسا، وبدا أثر ذلك في كثير من المظاهر العامة، كما بدا واضحًا في الوجود الأجنبي المكثف "الذين صبغوا الحياة العامة بالعادات الغربية"، وبرز التدخل الأجنبي كحقيقة لا يمكن تجاهلها (2).
وقد كانت تونس ولاية عثمانية إلا أنها كانت في شبه استقلال لاسيّما مع الحكام "المراديين"، ويُسمى الوالي فيها "الباي" المرتبط عادة بالسلطة العثمانية (3)، وكان أشهر الولاة الذين عاصروا فترة التحولات: المشير أحمد باشا (4)، حيث كان في زمن محمود الثاني صاحب النشاط التحديثي في السلطنة، وفي زمن محمَّد علي صاحب النشاط البارز في مصر، وكان في الوقت نفسه
(1) انظر الدراسة المميزة: الحركات الوطنية والاستعمار في المغرب العربي، د. امحمد مالكي، ولاسيّما الفصل الثالث والرابع والخامس.
(2)
انظر: الشيخ عبد العزيز الثعالبي ودوره في الإصلاح الإِسلامي، مسعودة مسعود ص 18.
(3)
انظر: خير الدين التونسي وكتابه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك تحقيق ودراسة، د. معن زيادة ص 12، من كلام المحقق.
(4)
أحمد بن مصطفى (1221 - 1271 هـ)(1806 - 1855 م) أبو العباس، باي تونس، وهو التاسع من رجال الأسرة الحاكمة، أقره السلطان محمود الثاني بعد أبيه، زار أوروبا سنة 1262 فاقتبس أساليب حديثة أدخلها على جيشه. . . .، انظر: الأعلام، الزركلي 1/ 257 - 258.