الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أي حوالي ألفي طالب)(1).
(الأرشيف الوطني، العلبة 27).
ونلاحظ أن هذا الإحصاء جاء بعد مرور أكثر من سنتين على ميلاد الحكومة المؤقتة ووجود وزارة للشؤون الثقافية، ثانيا رجوع الطلبة المضربين إلى الدراسة، ثالثا توفر بعض المنح الإضافية من الدول والمنظمات المانحة أو المتعاطفة مع الثورة الجزائرية، ومع ذلك نلاحظ أن النسبة في زيادة عدد الطلبة غير عالية.
بعض الملاحظين قرأوا في سياسة الجبهة منذ 1959 أن هناك خطة لإعداد إطارات المستقبل في الجزائر ليس فقط من الناحية العددية ولكن من الناحية الإيديولوجية أيضا، فقد نشرت جريدة (سالو بوبليك) التي تصدر في سويسرا مقالا طويلا عن الطلبة الجزائريين في التاريخ المذكور مستدلة على توجههم من الرقم الذي سجله الاتحاد السويسري لعدد الطلبة الجزائريين الذين مروا من هناك، وقد نقلت المعلومة عن نشرة تصدر في باريس وجاء في خاتمة مقالها أن أكثر من 800 طالب جزائري مروا بمكتب الاتحاد بسويسرا، وأن قادة الاتحاد يتوقعون أن يرتفع العدد خلال السنة القادمة (1960؟) إلى 1500 أو 2000 طالب، وفسرت الجريدة ذلك التطور أن جبهة التحرير من جهة تستعد لكفاح طويل ولبناء الجزائر مستقبلا، ومن جهة أخرى فإنها هي الجهة الوحيدة التي تبذل جهدا لتأطير الطلبة، ذلك أن (تسعة أعشار الضباط الإداريين والسياسيين الجزائريين يتلقون تكوينا شيوعيا أو ماركسيا في الجامعات الأوروبية).
التعليم العسكري
وما دمنا نتحدث عن المدارس والبرامج فلنذكر أن الثورة أنشأت أيضا مدارس عسكرية خاصة بها في مختلف أنحاء القطر لتكوين ضباط جيش التحرير، وقد أجرت (المجاهد) تحقيقا صحفيا لأول مرة لكي ينشر في الصحافة
(1) المجاهد 40، 16 أبريل، 1959.
العالمية، لأن الذين كتبوا عن الثورة لم يتمكنوا من دخول مدارسها، بصفتهم من الأجانب، ولو أنهم تمكنوا من كتابة تحقيقات عن جيش التحرير من الداخل، وأهم شيء يتعلمه (الطالب) في هذه المدارس العسكرية هو التدريب على استعمال السلاح، وللمدرسة ضابط مسؤول هو الذي تولى شرح البرنامج لمراسل المجاهد: عندهم جوالي ثلاثمائة (300) شاب بين العشرين والثانية والعشرين سنة، وقد قضوا سنتين أو ثلاثة في ميدان القتال، والهدف هو أن يكونوا ضباطا لجيش التحرير يتمتعون بتكوين عسكري حديث، ويقتضي برنامج التدريب أن يقضوا بين سبعة وثمانية أسابيع كجنود يعملون تسع ساعات يوميا، فيتعلمون مختلف الأسلحة الفردية التي تغنم من العدو، والجنود الطلبة كلهم من المتطوعة، وهم يتعلمون الزحف على البطون مسافة 800 متر، والقفز على الجدران، واجتياز الأسلاك الشائكة، واللوحة ذات الخمسة أمتار للسير المتوازن، وقد أضيفت مادة أخرى هي العوائق المكهربة.
تستقبل المدرسة التي زارها مراسل المجاهد الرجال من ثلاث ولايات. وفيها ممرضون ممتازون يتعلمون في قاعة بنفس المدرسة، وكانوا عندئذ حوالي أربعين طالبا، وفي القاعة صور للتشريح الطبي، وهيكل عظمي وأدوات للجراحة وأنواع الأدوية (سمتها الجريدة مكتبة جامعية طبية)، وقد وجد المحقق - المراسل طبيبا يلقي محاضرة عن أولئك الطلبة، فروى له أن طلبته قد انتهوا من دروسهم العسكرية، وهم الآن في مرحلة التخصص في التمريض، وهم يعرفون الاتفاقيات الدولية وقواعد معاملة الأسرى في الحرب، وقد أوردت المجاهد صورة لمجموعة من الطلبة أثناء تكوينهم السريع لإسعاف جرحى المجاهدين.
ولا شك أن هذا النوع من المدارس الذي يشمل التدريب العسكري والتعليم الطبي قد تكاثر كلما ازداد عدد الملتحقين به من جيش التحرير (1).
(1) المجاهد 35، 15 يناير، 1959.