الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الانتخابات على الطريقة النيجلانية، نسبة إلى الحاكم العام مارسيل نيجلان (1952 - 1948) الذي كان يشرف عليها شخصيا.
دعنا نقل كلمة عن الحالة العامة عشية الثورة حتى ترتبط فعاليات النشاط الثقافي بالوضع العام في الجزائر.
الحالة الاقتصادية
والإدارية والسياسية
الحالة الاقتصادية
يقول الدارسون لاقتصاد الجزائر إنها عاشت أزمة اقتصادية حادة منذ الحرب العالمية الأولى ولم تبدأ في الخروج منها إلا أوائل الخمسينات، وكان الخروج منها يعود إلى الأداء الذي عاشه الاقتصاد الفرنسي بعد الحرب من جهة وبفضل الاستثمارات الي تولدت عن خطة أو برنامج السنوات الأربع ابتداء من 1949، ولكن النمو والعافية لم يؤثرا في كل القطاعات الاقتصادية بدرجة متساوية، مثلا بين 1930 - 1955 تطورت القطاعات الاقتصادية كما يلي (1):
القطاع
…
1930
…
1955 .... النسبة
الزراعة
…
194
…
210
…
30%
المناجم
…
14
…
19
…
1، 2%
المصنوعات والطاقة
…
33
…
104
…
4، 6%
البناء والأشغال العمومية
…
13
…
47
…
5، 4%
النقل والأعمال والخدمات
…
169
…
269 109%
الإدارة المدنية
…
36
…
80
…
3، 3 %
فيكون إجمالي الإنتاج المحلي
…
460
…
730
…
8، 1%
(1) المصدر: جون رودي، الجزائر الحديثة، نقلا عن سمير أمين: اقتصاد المغرب، ج 1، ص 186.
لقد كانت الزراعة والمناجم في وضع راكد، أما النمو الجزئي الذي عرفه القطاع الزراعي فقد كان في المجال الحديث حيث كان المستفيدون منه هم الكولون - المستوطنون، أما في المجال الزراعي التقليدي حيث الزراعة هي أساس الاقتصاد لأغلبية السكان فقد استمر التراجع فيه حتى عاد إلى ما كان عليه منذ ستين سنة خلت، فإنتاج الحبوب مثلا لم يتقدم تقريبا منذ فاتح القرن العشرين، أما الإنتاج الحيواني فقد انكمش بشكل ملحوظ، وفي سنة 1953 ربح الكولون 34، 000 فرنك عن معدل الهكتار المزروع بينما الفلاح الجزائري لم يربح سوى 6، 400 فرنك، لقد كان الدخل السنوي للفلاحين، (وعددهم 5، 840، 000 نسمة) هو 19، 200 فرنك، أما الطبقة الوسطى (منها 92? أوروبيون) فكان دخلهم السنوي هو 227، 000 فرنك، وأما دخل الطبقة العالية (البرجوازية) فكان 1، 500، 000 فرنك (1).
ولاحظ مصدر خبير بالحياة الاقتصادية والبطالة والتعليم عشية الثورة بأن 11% فقط من اليد العاملة للسكان المسلمين، بينما 42% للكولون في كل الأعمال ذات الصلة بالصناعة، ثم إن 92% من الأنشطة الصناعية والتجارية كانت في أيدي الأوروبيين، وأما في ميدان التوظيف فهناك 19% فقط من الموظفين في القطاعات الاقتصادية المؤممة كانوا مسلمين، وبالنسبة للتعليم الذي سنتناوله في فصل لاحق، لاحظ الباحثون أن طفلا واحدا مسلما من كل عشرة أطفال كان يذهب إلى المدرسة، بينما كل الأطفال الأوروبيين تقريبا كانوا يدرسون، أما الأمية فقد بلغت 94% في الرجال المسلمين و 98% في النساء المسلمات، ولم يدخل التعليم الثانوي من المسلمين سوى 7000 تلميذ، ولا التعليم العالي سوى 685 طالبا، ومن حيث التجهيزات كانت مزارع الأوروبيين مجهزة بـ 19509 من الجرارات بينما المسلمون ليس لهم سوى 418 جرار.
(1) المصدر: جون رودي، مرجع سابق، ص 186.