الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شارك في عدة تظاهرات خارج فرنسا أيضا (1).
ولد علي خوجة علي بالعاصمة سنة 1923 ودرس الخط وفن التذهيب في مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة على يد عمر راسم، كما واصل دراسة الفن على محمد راسم وأندري دي باك .. Pac وفي سنة 1942 عرض رسوماته في قاعة الفنانين الجزائريين وحصل على منحة مدينة الجزائر، أما بين 1943 - 1950 فقد اشتغل بالمنمنمات وبالحياة اليومية في قصبة العاصمة، وشارك في عدة معارض للرسم الإسلامي / الجزائري من إنتاج الشباب، كما أصبح عضوا في جمعية الفنانين الجزائريين والمستشرقين، ورساما في مكتب الفنون التقليدية، لقد تحول علي خوجة من المنمنمات إلى الرسم، وفي سنة 1961 ألحقته مدرسة الفنون الجميلة في الجزائر بها كمعلم لفن الزخرفة (2) décoration.
فنانون أوروبيون
بالإضافة إلى المبدعين الجزائريين في فن الرسم هناك أسماء أخرى ذات صلة وثيقة بهذا الفن منهم: جان ألازار الذي كان من أبرز الوجوه في الحركة الفنية سواء في التأليف فيها أو إدارة مؤسساتها وتوجيهها، ولد ألازار J.Alazar سنة 1887، وتخرج من مدرسة ترشيح المعلمين في التاريخ بالحصول على درجة التبريز ثم على الدكتوراه في فن النهضة الإيطالية، وأصبح مواطنا شرفيا لمدينة فلورنسا العريقة في إبداع فنون عصر النهضة والتي قضى فيها ردحا من الزمن أستاذا في المعهد الفرنسي، وفي 1923 عين أستاذا في تاريخ الفن بجامعة الجزائر، ثم تولى عمادة الجامعة سنة 1948، وسعى إلى إنشاء متحف وطني جديد للفنون الجميلة، وهو المتحف الذي تولى إدارته ثلاثين سنة كما سنذكر، وقد طوره ووسعه وأضاف إلى محتوياته، سيما المتعلقة منها بشمال
(1) نفس المرجع، ص 247، وقد أشرنا إلى أكسوح في الأجزاء السابقة من تاريخ الجزائر الثقافي.
(2)
مدينة الجزائر ورساموها، ص 247.
إفريقيا، كما أنشأ فيه مكتبة غنية متخصصة ورواقا للنحت الخاص بالقرن العشرين. وكذلك تولى تحرير مجلة الفن التي غيرت اسمها إلى مجلة البحر الأبيض المتوسط، وأنشأ أيضا المعهد الحضري لمدينة الجزائر، وكان المشرف على فيلا عبد اللطيف التي كان يسهر على تلامذتها الموهوبين الممنوحين (1).
ومنهم جان برون J.Brune الذي ولد بالجزائر سنة 1912 ومات سنة 1973 منفيا في نوميا، وهو من الكتاب الصحفيين الملتزمين سياسيا من أجل الجزائر الفرنسية، وكان من أنصار الملكية في فرنسا، وهو أيضا رسام ماهر بحيث كان يزود الصحف بمختلف المناظر الجزائرية، وكان مغرما بالفن الذي يعتمد المناظر الطبيعية، كما كان يكتب بتوثيق دقيق عن الرسم ويحلله، تحليلا يدل على مهارة وذوق، وبالأخص خلال سنوات 1950 - 1960 عندما كان يدير جريدة هنا الجزائر (2)(Ici Alger).
أما ألبير كامو فقد عرف في ميدان الأدب والنقد وحب الفن وصداقة الفنانين، لذلك أقام هؤلاء له معرضا فنيا يحمل اسمه سنة 1994، وكان ماكس فوشيه M.Fouchet قد عاش في الجزائر بين 1913 و 1944 ثم غادرها في هذه السنة ليتولى (الحوليات الأدبية)، وكان يتعامل مع فن الرسم، كما كان والده رساما (3).
والمعروف عن جان سيناك أنه شاعر وأديب ومن مواليد بني صاف سنة 1926، وقد أنشأ مجلة (الشمس Soleil) سنة 1950، وكان مهتما بالرسم. وله في ذلك أصدقاء فرنسيون وجزائريون، أمثال ابن عنتر وبوزيد وأكسوح، وبين 1955 - 1960 نشر سيناك (مذكرات الفن) أو ملاحظات فنية Notes dArt
(1) من مؤلفات جان ألازار: الشرق والرسم الفرنسي في القرن التاسع عشر: من يوجبن دى لاكروا إلى أوغست رونوار، باريس، بلون، 1930، انظر مدية الجزائر ورساموها، ص 245.
(2)
مدينة الجزائر ورساموها، ص 246.
(3)
نفس المرجع، 246.
نوه فيها بالرسم الجزائري، وبعد نفي سياسي خلال الثورة رجع إلى الجزائر بعد الاستقلال وتحصل على الجنسية الجزائرية وأصبح مستشارا في وزارة التربية، ولكنه لم يتخل عن اهتمامه بفن الرسم (1).
والخلاصة أن الجيل الجديد من الفنانين كان يعبر عن التحرر من المراسيم، بل كان يعبر عن قلق حقيقي، ويريد التخلص من القيود التي فرضتها الحياة الاجتماعية والهروب من الإطار التقليدي، فقد كانوا يعتقدون أنهم قادرون أيضا على إنتاج مناظر وآفاق تشهد على تصور رائع للفن الجميل، وذلك بتجاوز حدود المحرمات الايديولوجية، وهناك لوحتان وردتا مع المقال الذي رجعنا إليه في هذا الصدد، الأولى: لوحة مرسى الجزائر وخلفية الحياة بالمدينة لابن عبورة، كما أوردت مجلة (هنا الجزائر) على غلافها الفرنسي لوحة لبوزيد عنوانها (الموسيقار) وهو يمسك بالعود (2).
ومما يلاحظه المرء عندما يدرس حياة هؤلاء الفنانين الجزائريين أنهم في جملتهم انتقلوا إلى فرنسا قبل الثورة أو أثناءها واستقروا فيها، وأنهم كانوا يمارسون هناك عملهم الفني وربما وظائف أخرى عادية، ولم تؤثر الثورة - فيما يبدو - في مسيرة حياتهم، وعندما تحقق الاستقلال بقي بعضهم في فرنسا، وأدركت الشيخوخة أو الموت بعضهم، كما أن بعضهم رجع إلى الجزائر وتولى فيها وظائف بارزة، مديرين ومستشارين، فهل كانوا على صلة سرية بالثورة فكافأتهم على نضالهم؟ أو كانوا يحملون معهم جواز السفر الإيديولوجي المتمثل في الواقعية والالتزام، وهو أكبر مؤهل في تلك الفترة؟ أو هي مجرد عمليات ملء الفراغ التي دأبت عليها مصالح جزائرية بإيعاز من البعثة الثقافية الفرنسية حفاظا على (الجزائر الفرنسية) في شكلها الثقافي؟
(1) نفس المرجع، ص 246.
(2)
هنا الجزائر 35، 1955.