الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاستعمار، وهي ترجمان أفكار جمعية العلماء)، وقد استمرت البصائر في الصدور إلى أبريل سنة 1956، كما سنرى (1).
وفي وقت لاحق (1952) أصدرت جمعية العلماء أيضا جريدة بالفرنسية أسمتها الشاب المسلم فكانت صورة لما تنشره البصائر في المواضع والاتجاه، فاستقطبت نخبة من كتاب الجزائر المتنورين والمتحررين فتناولوا على صفحاتها موضوعات مستقلة ذات اتجاه إصلاحي - تجديدي وطني - أمثال مالك بن نبي، وعمار أوزقان، والشريف ساحلي، وكانت الجمعية تصدرها نصف شهرية من العاصمة وتوجهها إلى الشباب الجزائري المثقف بالفرنسية، وعند صدورها حيتها (المنار) فقالت إنها لسان حال شباب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين باللغة الفرنسية لربط الصلة بين المثقفين بالعربية والمثقفين بالفرنسية، وتمنت لها النجاح في خدمة التعاليم الإسلامية الخالدة (2).
وفي سنة 1949 أصدر بعض أعضاء جمعية العلماء جريدة شعبية باسم (الشعلة)، وكان الهدف منها تعرية الفئة الجزائرية المتعاونة مع الفرنسيين ونقدها سواء كانوا من رجال الدين الرسميين أو من الموظفين أو من النواب في المجالس النيابية الفرنسية، صدرت الشعلة بإشراف الأديب أحمد رضا حوحو والشيخ الصادق حماني، وكانت تكتب بأسلوب ساخر وأحيانا بالدارجة وبنبرة حادة ومباشرة تحرك الصخر.
صحف حزب الشعب
كما كان لحزب الشعب/ حركة الانتصار صحفه أيضا، ومنها الجزائر الحرة التي صدرت باللغة الفرنسية بالعاصمة ولكن السلطة الفرنسية صادرتها وهي ما تزال تحت الطبع في عددها الأول، فانتقلت إلى باريس، لأن قانون الصحافة يختلف فيها عن الجزائر - ففي باريس حرية في تعبير لا توجد في
(1) المنار 5 أكتوبر، 1951.
(2)
المنار 20 يونيو، 1952.
الجزائر، فصدر منها بعض الأعداد، ثم لحقها الأذى هناك أيضا، فتشكلت لجنة للدفاع عن حرية التعبير وأعلنت في المنبر الحر من جريدة (الجزائر الجمهورية) عن استيائها من مضايقة السلطات لجريدة الجزائر الحرة، وعادت الجريدة للصدور بالجزائر مرة أخرى فصدر منها ثلاثة أعداد، ثم تعرضت للمنع من جديد، فاحتجت عن منعها (جبهة الدفاع عن الحرية واحترامها) التي سبق الحديث عنها، وكما هو متوقع فإن مواضع الجزائر الحرة سياسية في معظمها وتصف حالة الشعب وآماله وتعكس برنامج الحزب في التحرر والاستقلال (1).
وقد رجعت الجريدة إلى باريس مرة أخرى فرارا من الاضطهاد المسلط عليها في الجزائر ولكنها لم تسلم أيضا من المصادرة حين تناولت في أحد أعدادها الشهداء الجزائريين الذين سقطوا يوم 14 يوليو 1953 بمناسبة الاحتفال بعيد الحرية في فرنسا (2).
أما الجريدة الثانية التي أصدرها حزب الشعب/ حركة الانتصار فهي (الجزائر الجديدة)، وهي جريدة صدرت بالعربية بإدارة مصطفى فروخي، النائب عن حركة الانتصار في المجلس الجزائري، وكانت مواضيعها متنوعة.
وبالإضافة إلى الصحيفتين المذكورتين صدرت صحيفتان أخريان قريبتان من حزب الشعب وهما المنار التي ظهرت سنة 1951، وقد كان يرأس تحرير المنار محمود بوزوزو، صاحب القلم الوطني المثقف والفكر النهضوي العربي الإسلامي القريب من تيار جمعية العلماء، وكانت المنار تغطي أخبار الجزائر وتونس والمغرب والمشرق العربي والإسلامي وتكتب عن الأخبار الفنية والاجتماعية، وتتابع أخبار زعيم حزب الشعب مصالي الحاج، وكانت من الجرائد الناجحة ومع ذلك توقفت بسبب الأزمة المالية، فلم يطل عهدها، وهكذا توقفت عن الصدور في فاتح سنة 1954 معلنة عن (أزمة المنار) وقالت
(1) المنار 30 يوليو، 1951 وكذلك 31 أوت، 1951.
(2)
المنار 7 أوت، 1953.