الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحسن، وجميلة دبيش، وزهرة زراري.
وأخيرا نشير إلى أن هناك أسماء فرنسية ساهمت في حركة الشعر بالجزائر وارتبطت بعهد الثورة وما بعده وتعتبر مساهمة أصحابها أحيانا مساهمة في حركة التحرير الوطني الجزائري، ومن هؤلاء هنري كريا، وجان سيناك، وجان عمروش، وأنا غريكي (1).
ومن جهة أخرى نشرت (المجاهد) قطعا شعرية أخرى لجزائريين مجهولين، ولكنها كانت عاطلة من الأسماء، فقد نشرت قطعة لشاعر قالت إنه من ضباط جيش التحرير الشباب، وعنوان قطعته (تحيا الحرية) التي أهداها إلى مقران وعبد المالك وكل الرفاق الذين سقطوا في ميدان الشرف، بالإضافة إلى شاعر شاب آخر من جيش التحرير كتب قطعة عنوانها (الغضب المشروع)، فهو شاعر ضد الظلم، لأن الظلم يقود إلى الغضب، ولعله يقصد بالغضب هنا الحرب ومن ثمة فهو ضد الحرب التي دفع إليها دفعا بسبب القهر والظلم (2).
جريدة المجاهد والقومية العربية
جريدة المجاهد جريدة خبرية وإعلامية وسياسية كانت تدافع عن قضايا الثورة وترد على الإعلام الفرنسي، وكانت إيديولوجيتها هي الإيديولوجية الوطنية الموجهة نحو اليسار، وقد ظلت على هذه الصفة فترة طويلة، ثم أخذت تعالج مسائل الدين والأدب والتاريخ ونحوها ربما باعتبار هذه العناوين جزءا من القيم الوطنية وسلاحا لتعبئة الجماهير وراء الثورة. وكان الاحتلال الفرنسي قد انتهك الدين الإسلامي فلم يحترم التزاماته
(1) رجعنا فيما يتعلق بالشعر بالفرنسية إلى البيبلوغرافيا التي أعدها الكاهن جان ديجو 19775 - 1945 J. Dejeux ونشرتها الشركة الوطنية
…
الجزائر، 1979، ص 63 وما بعدها.
(2)
المجاهد، عدد 2، د، ت.
النصوص عليها في اتفاق يوليو 1830 والمتعلقة بالإسلام والمرأة والممارسات الدينية والأملاك الوقفية والهيئة القضائية ورجال الدين والزهد في مساجدهم ونواياهم، ولكن حين أثار ديجول شروعا لتعديل القضاء الإسلامي والتشريعات الخاصة بالمرأة تدخلت المجاهد وكتبت عن هذا المشروع الذي سمته حرب ديجول الصليبية في الجزائر، كما تناولت القضاء الإسلامي والسيطرة الفرنسية عليه، وبهذه المناسبة تعرضت المجاهد إلى سجل فرنسا في اضطهاد الإسلام في الجزائر، ودور الكنيسة ورجالها من منظمة الآباء البيض إلى حالة الأيمة المسلمين وكيف تعامل الاستعمار مع الإسلام والأديان الأخرى، ولاسيما موقف فرنسا من قضية فصل الدين عن الدولة (1).
ومما يلفت النظر بهذا الصدد أن عدد 89 من المجاهد بالفرنسية قد احتوى مقالة مطولة (ربما هي مترجمة أيضا في الطبعة العربية) عنوانها (الأمة العربية والثورة الجزائرية)، وللمقالة هامش أحال على دراسات أخرى حول نفس الموضوع، ويلاحظ القارى أن المقالة لا تحمل توقيعا وأن الإحالات هي: الثورة العربية، رقم 27، وعلى طريق الوحدة رقم 28، وغدا، الأمة العربية رقم 29، ثم تطور المجتمع الإسلامي والتجربة الجزائرية رقم 35.
وبالإضافة إلى المسألة القومية كتبت المجاهد عن التاريخ الجزائري برؤية غير تقليدية، ومن ذلك حديثها عن ثورة المقراني وثورة أولاد سيدي الشيخ، ولا يكاد يخلو عدد من المجاهد بالفرنسية من حديث عن الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين ونشاطه النقابي والوطني والقومي (2).
أما المجاهد بالعربية فلم ترجع إلى تاريخ الجزائر البعيد واكتفت بتاريخها مع الاستعمار الفرنسي في أغلب الأحيان، فلم تتناول التاريخ القديم
(1) عواطف عبد الرحمن، الصحافة العربية، ص 129 - 130، انظر أيضا الشؤون الإسلامية في فصل الكتب.
(2)
المجاهد - بالفرنسية -، ص 570 من المجلد المطبوع في يوغسلافيا بعد الاستقلال.
ولا الحركة الوطنية الحديثة وإنما تناولت شخصيات من زعماء المقاومة مثل الأمير عبد القادر الذي اهتمت به في عدة مناسبات، وابن باديس، والحاج المقراني، وبوعمامة، وبوشوشة
…
وقد كتبت مرة خلاصة لتاريخ الجزائر منذ العهد العثماني الأخير فتعرضت لتاريخ الأسطول والديون المعروفة بين الجزائر وفرنسا كمقدمة للحديث عن مقاومة الاحتلال الفرنسي، مع صور بريشة فنانين فرنسيين يبدو أنها صور ترجع إلى عهد الأمير عبد القادر، وقد جعلت عنوان المقالة (خصائص النضال الجزائري عبر التاريخ، 1830 - 1954) وهي تمتد على ثلاث صفحات، ويلاحظ أنها لم تذكر شيئا عن فترة 1900 - 1954 ربما حتى لا تأتي على ذكر مصالي الحاج ودوره في الحركة الوطنية (1).
وفي فاتح السنة الأخيرة من عمر الثورة كتبت المجاهد مقالة عنوانها (الثورة الجزائرية والقومية العربية)، وهي مقالة تحليلية طويلة وبدون توقيع، ومن عناوينها الفرعية ما يذكرنا بالمقالة السابقة التي نشرتها المجاهد بالفرنسية، وهي الأمة العربية وحدة لا تتجزأ، وعوامل الوحدة، وعوامل التجزئة وطرق تجاوزها، وطريق الوحدة، ودور الثورة الجزائرية في بناء الوحدة العربية، ونلاحظ أن المقالة كتبت عشية تقدم المفاوضات في إيفيان بين جبهة التحرير والحكومة الفرنسية وتباشير نجاح الثورة التي كانت الجماهير العربية مأخوذة بها، فهذا التناول ينسجم مع الجو المفعم بالآمال في تحقيق الوحدة العربية التي تلعب فيها الجزائر دور المحرك، ذلك أن قارى المقال يلاحظ أن هناك صورة لجيش لتحرير بسلاحه وتحت الصورة كتب: جيش التحرير الوطني الجزائري، مفخرة العروبة (2).
(1) المجاهد، عدد خاص رقم 107 بتاريخ أول نوفمبر 1961.
(2)
المجاهد، عدد 113، بتاريخ 22 يناير، 1962.