الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قبل منظمة الجيش السري، في ضاحية بن عكنون الجزائر، عشية الاستقلال، مع معلمين آخرين (1).
لفرعون أعمال أدبية نشرها أثناء الثورة أو قبلها بقليل، وهو أكبر زملائه الأدباء سنا، ولم يكتسب شهرة كأديب مثل الآخرين، ويبدو أنه كان متفرغا للتعليم وإدارة المدارس والأعمال التربوية أكثر من التفرغ للأدب والنقاش الفكري، خلافا لزملائه، ورغم أنه كان يتردد على فرنسا فإنه لم يستقر فيها وربما لم يدرس فيها أيضا، ومن أعماله الأدبية قصة (الطرق الصاعدة) وهي مترجمة إلى العربية و (الأرض والدم)، بالإضافة إلى اليوميات التي كان يحتفظ بها.
وقد ركز فرعون في أدبه على المحلية مصورا عيشة القبائل، مثل زميله مولود معمري، فلم يتناول الوطن الجزائري ولم تظهر في كتاباته الهوية الوطنية ولا الإيمان بالأمة الجزائرية، وإنما ركز اهتمامه على عادات وتقاليد التي تميزت بها القبائل.
مالك حداد
ولد مالك حداد بقسنطينة في 5 يوليو 1927، ودرس فيها الابتدائي والثانوي ثم تجول كثيرا حول العالم، لا سيما زمن الثورة، سافر إلى فرسا ليتابع دراسته في القانون (جامعة إيكس) وتونس ونيودلهي وموسكو وسوريا وغيرها. بدأ نشاطه الأدبي بنظم الشعر وصدر له منه ديوان، ثم كتب الرواية أيضا، ولكنه كان غير مكثر، رأيناه واجتمعنا به في عدة مناسبات فكان نعم الإنسان خلقا، وقد جلس إلى جانبي الأيسر في المنصة يوم ألقيت أول محاضرة عامة في قسنطينة سنة 1967، ثم عملنا معا فترة في اتحاد الكتاب يوم أن كان هو رئيسه.
(1) محمد عباس، الشروق اليومي، 7 فبراير 2005، عن يوميات فرعون الصادرة سنة 1962.
ترجمت أعماله إلى العربية على يد حنفي بن عيسى وكذلك ملك أبيض زوجة الشاعر السوري سليمان العيسى.
منذ الاستقلال تخلى مالك حداد عن الكتابة لأنه عانى أزمة نفسية، معتبرا اللغة الفرنسية منفاه، فعاد إلى أحضان الثقافة الوطنية دون أن يبذل جهدا في تعلم اللغة العربية فضلا عن الكتابة بها، وقد انقطع عن الكتابة بالفرنسية منذ الاستقلال، وتولى إدارة الثقافة في وزارة الأخبار في الستينات فقدم خدمات ورؤى للثقافة بالتعاون مع عناصر هامة في الدولة تتفق معه في المشرب والهدف مثل محمد الصديق بن يحيى ومصطفى كاتب ومحمد سعيدي، وقد أثرت عليه هو أيضا أحداث 8 مايو 1945 واعتبرها مائة ألف جريمة، أشرف على الصفحة الأدبية في جريدة النصر التي كانت تصدر في قسنطينة بالفرنسية سنوات 1968 - 1972.
خلافا لبعض زملائه الذين كتبوا باللغة الفرنسية نجد مالك حداد قد عاش الثورة الجزائرية بكل جوارحه ولم يشك أو يطالب التفاهم بين الضفتين أو بين الشعبين كما فعلوا، وإنما وقف مع الثورة إلى نهايتها المنتصرة رغم أنه هو القائل: إن وطنه هو الإنسان، بعد اندلاع الثورة تعرض منزله للاعتداء فغادر الجزائر إلى فرنسا وأوروبا وأخذ يدافع عن الجزائر العربية ويدعم الثورة، أدركته الوفاة في الجزائر في شهر يونيو 1978 ونقل جثمانه إلى قسنطينة حيث ووري التراب، توقف عن الكتابة سنة 1961 مفضلا الصمت على الكتابة بلغة يعتبرها منفاه، وقد قيل إنه علم ولده العربية انتقاما من الفرنسية، كما يروى ذلك بعض الأدباء، ولعل مالك حداد بالغ في ذلك الموقف، فلو أنه تعلم العربية وأبقى على الفرنسية كما فعل مالك بن نبي وغيره لكان أجدى على الثقافة والأدب على ما نعتقد (1).
(1) أحمد دوغان، شيخصيات من الأدب الجزائري المعاصر، ص 69 - 75، انظر أيضا عبد الحميد بن هدوقة، الجمهورية، 22 جوان 1970.