الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالفرنسية، وكان عيسى مسعودي مؤثرا ولكن في الإذاعة، وكان الشيخ عبد القادر الياجوري خطيبا بارعا ولكن قيده السجن، كما كان الشيخ الطيب العقبي خطيبا مفوها ولكن أقعدته التقلبات السياسية والمرض.
قبل الثورة كان الورثلاني خطيبا مؤثرا في المحافل العربية والإسلامية. ويقال إنه كان يتفوق على بعض خطباء الإخوان المسلمين الذين كان يشاركهم منهجهم وفكرهم أيضا، أما الشيخ الإبراهيمي فقد عرف بالخطابة الأدبية في الجزائر حيث جمهورها يختلف عن جمهور المشرق في المستوى الثقافي والاستجابة، ومن خطبه النادرة بعد خروجه من الجزائر تلك التي ألقاها في مؤتمر اليونسكو بباريس عام 1952، وقد قيل إنه ارتجلها ارتجالا ولخصها للبصائر أحد الحاضرين.
وحين رحل إلى المشرق شارك الإبراهيمي خطباء جمعية الشبان المسلمين ومهرجانات الدعوة للثورة الجزائرية، ولكن ذلك الدور قام به على الكبر والمرض، فكانت قواه البدنية لا تطاوعه، وزاده الأمر سوءا سقوطه وهو في زيارة باكتسان حيث أصيب برضوض في عموده الفقري، وقد سمعته يخطب في طلبة كلية دار العلوم بالقاهرة فلم أكد أصدق أنه هو الشيخ الإبراهيمي الذي سمعت عن لسانه الذرب، وقرأت إنتاج قلمه العذب.
المصادر
هناك عدة مصادر تتحدث عن الأدب في عهد الثورة كتبت في شكل مقالات أو مؤلفات حرة في شكل تأريخ للأدب العربي في الجزائر أو في شكل رسائل أكاديمية قدمها باحثون شباب لنيل درجات علمية، ولكنها أعمال قليلة على ما نعرف، ومنها كتابات عبد الله ركيبي وأبو العيد دودو وعبد الملك مرتاض وأحمد منور ومحمد ناصر وصالح خرفي، وقد حاولنا من جهتنا أن نرصد تطور النثر في بعض البحوث التي كتبناها زمن الثورة مثل الأدب الجزائري: مؤثراته وتياراته، ورضا حوحو ونضال الكلمة، والجمعيات
والنوادي في الأدب في الجزائر وغيرها، ثم ظهرت عدة ترجمات لروايات وقصص جزائرية من اللغة الفرنسية إلى العربية وبعض المسرحيات، مع دراسات عن هويتها وروحها ومصادرها التراثية وقيمتها الأدبية، وظهرت سير ومذكرات لكتاب آخرين سواء بالعربية أو الفرنسية، مثل حياة الشخ عبد الحميد بن باديس وآثار الشيخ الإبراهيمي ومذكرات مالك بن نبي ومذكرات محيي الدين باش تارزي التي لم تترجم حتى الآن.
وهكذا فإن مصادر النثر الأدبي تكاد تنحصر في جريدة المنار (التي توقفت عن الصدور عشية الثورة) وجريدة البصائر و (النجاح) و (المغرب العربي) التي توقفت ثلاثتها سنة 1956، وجرائد أخرى مثل (المقاومة الجزائرية) و (المجاهد) اللتين ظهرتا غداة توقف الصحف المذكورة، وقد حاول مسعود مجاهد أن يصدر جريدة باسم (الجزائر العربية) لدعم الثورة والفكر القومي العربي، ولكن محاولته لم تنجح، حسب علمنا.
ويجب أن نذكر في هذا المجال أيضا مجلة (هنا الجزائر) التي كانت تصدرها الإذاعة الفرنسية بالجزائر، فقد كانت تستكتب عددا من الكتاب والشعراء باللغتين، وكان بعض الكتاب لا يكتفون بالكتابة في الصحف المحلية ولا ينشرون كتبهم في الجزائر بل يراسلون بإنتاجهم صحفا تونسية ومشرقية، ومن جهتنا سنتناول الكتب في فصل خاص بالمؤلفات والدراسات، أما دار الوثائق أو الأرشيف فلا تمدنا إلا بالتقارير والمراسلات الرسمية، وهي عادة جافة مكتوبة بأسلوب إداري مقتضب وبلغة فرنسية في أغلبها، ومن ثمة فهي غير داخلة في موضعنا على كل حال (1).
لم يصدر من كتب الأدب والدراسات الأدبية والدواوين إلا القليل خلال
(1) انظر عنوان الكتاب بالانجليزية عن الرواية بالعربية، السياسات واللغة والجنس في الرواية الجزائرية العربية، ديبي كوكس، سلسلة الدراسات الشمال إفريقية، مجلد 2، المملكة المتحدة، Politics، Language، and Gender in the Algerian Arabic .2002 Novel، Debbie Cox.
الثورة، وأغلب ما صدر عندئذ كان في نطاق القصة والرواية والمسرحية، وسنكتفي هنا بذكر بعض العناوين فقط، ونريد أن نوضح أولا أننا لن نعيد هنا ذكر القصص والروايات والدواوين التي وردت مع أصحابها في الفصول المعنية سواء كتبها أصحابها بالعربية مثل كتب الطاهر وطار وعبد الحميد بن هدوقة
…
أو كتبوها بالفرنسية مثل مؤلفات محمد ديب وكاتب ياسين ومولود معمري ..
ونذكر في مجال الدراسات الأدبية النقدية كتاب (محمد العيد آل خليفة رائد الشعر الجزائري الحديث) لأبي القاسم سعد الله الذي صدر سنة 1961، وقد نشر نفس الكاتب مجموعة من البحوث حول الشعر والنقد والقصة في مجلة الآداب اللبنانية وغيرها بين 1956 و 1960 ثم جمعها ونشرها بعد الاستقلال تحت عنوان (دراسات في الأدب الجزائري الحديث)، ونشر عبد الله ركيبي كتابه (دراسات في الشعر الجزائري العربي الحديث) سنة 1961 تناول فيه تطور الشعر منذ الحرب العالمية الأولى، وناقش شعر مفدي زكرياء وصالح خرفي في التجربة النووية الفرنسية، وقارن بين قصيدتي (نداء الضمير) لصالح خرفي و (ثائر وحب) لأبي القاسم سعد الله.
وفي ميدان النشر أيضا صدرت للشيخ الإبراهيمي بعض المقالات التي تحمل طابع قلمه المتميز، ولكن طابع النثر الإعلامي والسياسي أخذ يطغى على أسلوب الإبراهيمي بتقدم الثورة ومطالبها في التبليغ السريع والمباشر، وهذه الكتابات هي التي ضمها الجزء الخامس من آثاره، كما كتب الشيخ أحمد توفيق المدني مقالات إنشائية ساخنة عن مواضيع سياسية في عهد الثورة في شكل افتتاحيات للبصائر قبل احتجابها، وكذلك أمد الشيخ حمزة بوكوشة البصائر بتعاليقه عن بعض الكتب الصادرة حديثا بأسلوبه الأدبي الخفيف، وإذا توسعنا في هذا الباب فإننا سنجد كتابات أحمد بن ذياب وأحمد رضا حوحو ومولود الطياب النقدية تغذي هذا التيار الجديد الذي أخذ يكتسح الساحة أثناء الثورة، وقد تعرضنا إلى هذا الإنتاج في محله من أنواع النشر.