الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخطاطة
بالنسبة للخطاطة أشرنا إلى أن عمر راسم كان مولعا بمختلف الخطوط العربية، ولا سيما الكوفي والنسخي والعثماني، وكان قد خط ذلك على لوحات أسماء الشوارع في القصبة وزخرفة الكتب وعلى لوحات خطية رغم أنها قليلة، وقد درس الخطاط الموهوب محمد شريفي في رسالته للدكتوراه اللوحات الخطية في الفن العربي
…
وخاصة المغربية والجزائرية، ومن بينها لوحات عمر راسم، كما ظهر خطاطون وقت الثورة منهم محمد شريفي نفسه الذي درس الخط في مصر وبرع فيه، وكان أستاذه فيه (وأستاذنا أيضا) هو سيد إبراهيم صاحب الشهرة الواسعة والمدرسة - المتميزة في مصر والشرق في زمنه، ويعتبر محمد شريفي من الذين درسوا وطبقوا الخطوط العربية حتى أصبح اليوم أحد أبرز المحكمين والمستشارين فيها على مستوى العالم الإسلامي، وإليك بعض الأضواء على حياته في هذا المجال.
محمد سعيد شريفي
ولد محمد بن سعيد شريفي بالقرارة (بني ميزاب) بجنوب الجزائر سنة 1935، ودخل المدرسة فحفظ فيها القرآن الكريم، ثم درس في معهد الحياة بنفس المدينة إلى أن تخرج منه حاصلا على الشهادة الثانوية سنة 1956، ولا ندري إن كان قد درس أيضا في تونس، ولكنه التحق بالقاهرة التي حصل منها على شهادة خطاط من مدرسة تحسين الخطوط العربية بعد أن قضى فيها أربع سنوات (تخرج 1962)، وفي هذه السنة حصل من الأستاذ سيد إبراهيم على إجازة في الخط العربي، كما حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة (قسم الحفر) بالقاهرة حيث قضى خمس سنوات، وكان موضوع تخرجه سنة 1963 بعنوان مساجد القاهرة.
وبعد رجوعه للجزائر تولى تدريس الخط في المدرسة الوطنية للفنون
الجملة، وغيرها، وواصل رسالته إلى أن حصل على عدة إجازات في الخط منها إجازة حامد الآمدي باسطنبول في رمضان من عام 1389 (1969 م)، وعلى شهادة في الخط والتذهيب من مدرسة تحسين الخطوط العربية بالقاهرة حيث قضى من جديد سنتين، عام 1970، أما من جامعة الجزائر فقد تحصل سنة 1971 على دبلوم في الفن الحديث، وعلى دكتوراه الحلقة الثالثة في تاريخ الفن الإسلامي بعنوان (خطوط المصاحف عند المشارقة والمغاربة من القرن الرابع إلى العاشر الهجري)، ومن جامعة الجزائر أيضا نال دكتوراه الدولة في التاريخ الإسلامي في موضوع (اللوحات الخطية في الفن العربي بخط الثلث الجلي) سنة 1997، وهذه الأطروحة طبعت سنة 1998 في دشمق.
لمحمد شريفي مجموعة من المصاحف بخط يده، وبعض أجزاء من القرآن الكريم برواية ورش، وبعضها برواية حفص عن عاصم، هذه المصاحف منشورة في الجزائر وكذلك بدار الغرب، وقد اشترك شريفي في ملتقيات جرت بعدة عواصم وحواضر منها تلمسان وبغداد والرباط، وكلها ملتقيات تناولت الخطوط والآثار والزخرفة الإسلامية، وهو عضو في لجنة التحكيم للمسابقة الدولية لفن الخط، وقد علم الخط، كما قلنا، في المدرسة العليا للفنون الجميلة للجزائر منذ 1964، وطبع كراريس بأنواع الخطوط: الثلث، الفارسي، النسخي، الرقعي، الديواني
…
وله بحوث في الفنون التشكيلية وسبل تطويرها، وفي الخط العربي وأصالته وفنونه وحاضره وتاريخه.
وقد صمم شريفي عملة العشرة دنانير الجزائرية النحاسية ذات الأضلاع العشرة، وأعد الخطوط للحروف العربية واللاتينية لأوراق النقد الجزائرية، كما صمم ورسم شهادات التعليم العالي، وقد منح عدة جوائز وحظي بالتكريم في الجزائر وبغداد والشارقة، وأشرف على عدة معارض فنية وطنية في عدة بلدان عربية (1).
(1) معلومات مأخوذة من سيرته الذاتية.