الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جنودها في الأرياف والجبال ضد المواطنين في السنتين الأوليين من الثورة، فقد نشطت الإذاعة وجيء بالتلفزيون وبدأ نقل النشاط الفني عبر هذه القنوات، وكانت مجلة (هنا الجزائر) تعكس هذا النشاط شهريا، وكان مقر هذا النشاط عادة يجري في قاعة (بيير بورد) بالعاصمة (ابن خلدون حاليا)، ففي فاتح نوفمبر 1959 افتتحت السلطات الموسم الفني (1959 - 1960) وأعدت برنامجا حافلا كإذاعة المسرحيات والحفلات الغنائية والمقطوعات الموسيقية من كل نوع من الأنواع الخمسة المعروفة (أندلسي، شعبي، صحراوي، قبائلي، عصري)، وقد أشاد الواصف لهذه الحفلات بالجمهور الذي جاء من نقاط أبعد من العاصمة وضواحيها، مع تسهيل وسائل النقل، لحضور هذه الحفلات، وركز الواصف على سعادة الجمهور وظهوره بمظهر المبتسم المتفائل، ومن الفنانين البارزين من هذه الأثناء مصطفى بديع، وهو مخرج تلفزيوني، وقزدارلي، والعماري، وعلي عبدون
…
(1).
الحاجز الأخير
أصدرت مجلة الفكر التونسية سنة 1955 ترجمة لمسرحية كتبها مصطفى الأشرف أسماها (الحاجز الأخير) أو الباب الأخير، ويبدو أنه كتبها في ديسمبر 1954 أي في بداية العهد الثوري، وهي مسرحية ليس لها بطل واحد، وربما رمز فيها الأشرف إلى أن البطل هو الشعب نفسه، وقد أدارها على ثلاثة فصول: تحدث في الفصل الأول عن جماعة من النسوة تجمعن أمام سجن سركاجي (سجن بربروس) لزيارة أزواجهن وأبنائهن وهن يحملن سلال الطعام لهم، ودار بينهن نقاش حول دورهن في غياب رجالهن، وحول الحواجز المقامة بينهن وبينهم، وهي حواجز وهمية لأن القدر يربط بين الجميع، وقد تعلمن كيف يتغلبن من الآن فصاعدا على الصعوبات لأن العالم غير مكترث بمن يعاني من
(1) هنا الجزائر 82، ديسمبر 1959.
القيود والأغلال، وعليهن الاعتماد على أنفسهن.
وفي الفصل الثاني عرض الكاتب لوحة أخرى، ففي سجن قبيح المنظر جلس خمسة رجال مسندين ظهورهم إلى الحائط ومعهم رجل قوي العقيدة يحدثهم عن التعذيب الذي خضع له وعزيمته التي واجه بها الجلادين، وهو يرمز إلى الإصرار الذي يميز العهد الجديد والذي يمثله الرجل الذي ظهر في شخص (طالب) كان يحاول أن يبعث الأمل واليقظة في زملائه الشباب الذين يمثلون نصف سكان البلاد.
أما الفصل الثالث فقد خصصه لحوار جرى بين سيدتين ريفيتين جلستا تقارنان بين زوج حليمة المجاهد مرزوق وزوج مريم السجين، ومن الحوار نعرف أن حياة مرزوق في الجبل أفضل من حياة زوج مريم القابع في السجن الذي قد ينسونه فيه، أما مرزوق فيتمتع بالحرية، وفجأة ظهر مرزوق أمام الكوخ ليطمئن على زوجته وابنه لأنه كان في معركة قريبة من الكوخ، وقد قالت حليمة في حوارها إننا نحن الأمهات نمشي وأبناؤنا ينبتون كالأشجار الباسقة دائما إلى الأعلى (1).
تحدث الناقد الفني والشاعر الشعبي محمد الحبيب حشلاف عن تمثيلية كانت في حاجة - كما قال أحد النقاد الفرنسيين أيضا (وهو فيرنندان دوفان) - إلى موسيقى تصويرية توضح أفكار مؤلفها، والمقصود بالتمثيلية هنا (الخادمة الشريفة) التي أشار إليها باش تارزي في تدخله أمام الصحافة (أنظر سابقا)، ولا ندري إن كان مقال الناقد الفرسي قد ترجم إلى العربية، كما طرح حشلاف مسألة لغة المسرح: الدارجة أو الفصحى، وقد عرف حشلاف بأنه شاعر الملحون وصاحب برنامج (من كل فن شوية) الإذاعي (2).
(1) عن هذه المسرحية انظر كتابنا دراسات في الأدب الجزائري الحديث، دار الآداب، بيروت، 1966، ص 66 - 68.
(2)
هنا الجزائر، 85، مارس 1960، فهرس المجلة انتزعت منه صفحات فلم نتمكن من =