الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الندوات والمؤتمرات والمحاضرات
يدخل في باب الإعلام أيضا الندوات والمحاضرات التي قامت بها المنظمات التابعة للجبهة في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما الوطن العربي، ويشمل ذلك أيضا المهرجانات والأمسيات الشعرية والمشاركات في الأنشطة الطلابية والشبابية باسم الجزائر، كما يشمل استضافه شخصيات مرموقة لإلقاء محاضرات وأحاديث، وإقامة معارض وعرض أفلام حول الجزائر، وقد أصدر عدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين كتبا ودواوين ومطبوعات تصب كلها في خدمة الثورة، ونشر بعضهم البحوث والمقالات والقصص في المجلات، العربية بالخصوص، حول الثقافة الجزائرية والتعريف بشخصياتها في مختلف الميادين والعهود، وأذكر أن فرع القاهرة استضاف محاضرين من الجزائر وغيرها، وأقام ندوات شعرية وأدبية وأنشأ جريدة حائطية، ومن المحاضرين في نادي الطلبة مالك بن نبي وأحمد توفيق المدني وأبو القاسم سعد الله وإبراهيم غافة أبو مدين الشافعي ويحيى بوعزيز وعبد القادر القط
…
وقد ذكرنا مواضيعهم في مكان آخر من الكتاب.
كثيرة هي المؤتمرات التي اشترك فيها الوفد الخارجي والتنظيمات التابعة لجبهة التحرير (الطلبة، العمال، والمثقفون، والفنانون
…
) من أجل التعريف بالقضية الجزائرية، وهي مؤتمرات متنوعة المواضيع سياسيا وثقافيا وأدبيا، وهناك مؤتمرات مهنية وأخرى علمية، ومؤتمرات عربية وأخرى إقليمية أو دولية، وكثيرا ما كانت الوفود تعود بدعم كبير لأن المرحلة كان فيها الاستعمار في موقف الدفاع، وسنسوق نماذج فقط من هذه المؤتمرات.
ولعل أول ظهور للجزائر في مرحلة الخمسينات كان حضورها مؤتمر باندونخ، ثم تسجيل القضية الجزائرية في الأمم المتحدة، وهناك مؤتمرات الدول والشعوب الآسيوية - الإفريقية، ثم مؤتمر طنجة حول وحدة الأحزاب في المغرب العربي، ومؤتمر أكرا، والمؤتمرات الطلابية العربية والدولية، ولقاءات
النقابات العمالية في العالم على اختلاف انتماءاتها الفكرية، ومن المؤتمرات الأدبية والفنية نشير إلى مؤتمر الكتاب الإفريقيين - الآسيويين، ومؤتمر الكتاب السود، ففد أسهم الكتاب الجزائريون (مسلمون وأوروبيون) في هذا المؤتمر بوفد ضم كاتب ياسين ومولود معمري ومصطفى الأشرف وآيت جعفر والشريف ساحلي ومالك حداد ونور الدين تيدافي، إضافة إلى جان سيناك وهنري كرية (1).
وفي 22 يوليو 1959 بعث السيد بوقادوم من القاهرة بصفته كاتبا عاما للخارجية إلى رئيس الحكومة المؤقتة ونائبه ووزارة الاتصالات العامة يخبرهم أن الخارجية تلقت من ممثلها في بيروت مولود بوقرموح، رسالة تتضمن دعوة للمشاركة في مؤتمر عن الهندسة المعمارية العربية الذي سيعقد في أغسطس من نفس السنة في بيروت، وفي الرسالة يسأل بوقرموح ما إذا كانت الحكومة المؤقتة ستشارك في المؤتمر وهل سترسل وفدا يمثلها، مع العلم أن عنوان المؤتمر هو (التخطيط العمراني في البلاد العربية)، ولكن المصدر لم يتضمن الرد على رسالة بوقرموح، فلا ندري هل شاركت الحكومة المؤقتة في المؤتمر أو لم تشارك، والغالب أنها فعلت لأنها كانت لا تترك فرصة للمشاركة، ولو رمزية، إلا اغتنمتها (2).
انعقدت ندوة ثقافية في حوض البحر الأبيض المتوسط تحدثت عنها المجاهد ولكنها لم تخبر أين، وبناء عليها فقد انعقدت بين 19 و 24 مايو وحضرتها حوالي تسعين شخصية إفريقية وأوروبية، من بينهم بعض الجزائريين، ولكن الجريدة لم تذكر أسماءهم، أما الأفكار المدرجة في جدول الأعمال فهي:
(1) جان دي جو، بيبلوغرافيا، ص 18، نقلا عن مجلة الحضور الإفريقي لسنة 1956، وكان المؤتمر قد انعقد من 19 إلى 22 سبتمبر 1956.
(2)
الأرشيف الوطني، علبة (21 - 50)، والغريب أن رسالة بوقادوم لم توجه إلى وزارة الثقافة وهي المعنية بهذه المشاركة.
1 -
السيادة والاستقلال أو من القبيلة إلى الأمة.
2 -
الثورة الإفريقية ونطاقها الاقتصادي والاجتماعي.
ونعرف من الجريدة نفسها أن الوفد الجزائري قام بنشاط مكثف في الندوة، وأنه حاول (التدقيق) في مغزى حضارة البحر الأبيض والحضارة الإفريقية، وأكد على تضامن الشعوب الإفريقية ضد الاستعمار لأن بعض الدول (خانت) تضامن البحر الأبيض، حسب تعبير المجاهد، وهذا طبعا كلام غامض ومختصر حول هذه الندوة، فهل هي مثلا حكومية أو نشطتها منظمات مدنية؟ ومهما كان الأمر فلا بد من الرجوع إلى مصادر أخرى لمعرفة المزيد عن هذه الندوة (1).
ولم يكن معروفا في ذلك الحين أن مالك بن نبي قد شارك في مؤتمر ضم كتابا من آسيا وإفريقيا، ولكن الدراسات كشفت عن أنه قدم مداخلة في المؤتمر الثاني للكتاب والفنانين السود الذي انعقد في روما من 26 مارس إلى أول أفريل 1959، ولا ندري موضوع مداخلته، وهل حضر المؤتمر بصفته الشخصية أو باسم جبهة التحرير، كما شاركت الجزائر في مؤتمر كتاب إفريقيا وآسيا الذي انعقد في طوكيو خلال شهر مارس 1961 (2) ..
وفي يونيو 1960 تأسس في الرباط الاتحاد العام لكتاب المغرب الكبير برئاسة الدكتور عبد العزيز الحبابي، ولكننا لا ندري من مثل الجزائر فيه، وأذكر أنه في السنة الموالية أحضر السيد محمد سحنون لوائح ذلك المؤتمر إلى اجتماع فرع اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين بأمريكا ليطلع عليها الطلبة، وكنت من بينهم.
من الاجتماعات الأخيرة التي حضرتها الجزائر قبل إعلان استقلالها
(1) المجاهد، 5 يونيو 1961.
(2)
عن مؤتمر الكتاب السود انظر مجلة الحضور الإفريقي المجلد 24 - 25، الجزء الأول، ص (266 - 291)، أما عن مؤتمر طوكيو فانظر المجاهد، 12 مايو 1961.