الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والجامعية تصدى لخصوم التعريب ودافع عن الثقافة العربية وأشرف على عدة برامج في الصحف والإذاعة والتلفزيون والحزب (جبهة التحرير) لها صلة بالفكر والثقافة، وقد أقام سنتين في لندن متفرغا، كما زار عدة عواصم عربية وأوروبية مدرسا وممثلا لاتحاد الكتاب ومدعوا لندوات، وكرم عدة مرات، وأشرف على مجموعة كبيرة من الرسائل في الجامعة تتناول الأدب الجزائري الحديث، وهناك جيل من الباحثين يعترفون له بالفضل في ميدان البحث.
أسهم الركيبي في مجال التأليف فأصدر حوالي عشرين كتابا في الأدب والثقافة والدراسة، يهمنا منها ثلاثة صدرت أيام الثورة:
- مصرع الطغاة (مسرحية) دار بوسلامة، تونس، 1959.
- دراسات في الشعر الجزائري الحديث، الدار القومية، مصر، 1961.
-
نفوس ثائرة
، (قصص)، الدار المصرية، ط 1، 1962.
نفوس ثائرة
هي مجموعة قصصية كتبها عبد الله ركيبي وقدم لها شكري عياد بدراسة نقدية، وقد أهداها المؤلف إلى روح صديقه الشهيد بشير بن رابح، في المقدمة قال المؤلف إن القصة العربية القصيرة في الجزائر ما تزال في طفولتها، وأنها لم تظهر إلا قبل مدة قصيرة لأسباب منها: أن النزعة الوعظية هي التي كانت سائدة في النشر وليس القصة، فكانت المقالة هي الوسيلة المباشرة للتعبير عن الدعوة الإصلاحية التي كانت تعد للثورة، ففيها الحماسة والفخر والتقرير وكأنها قصيدة شعرية، ثانيا أن اللغة العربية نفسها لم تكن أداة للتعبير.
ومع ذلك بدأت العربية تدخل ميدان التعبير، فظهر أدباء آمنوا بفعالية القصة الأدبية والاجتماعية، فكتبوا منها صورا للأحداث وليس قصصا متكاملة الأدوات، وذلك كانت تفتقر إلى عناصر أساسية، ولكن طغى عليها طابع الدعاية والوعظ، وكان رائد القصة القصيرة العربية بدون منازع هو أحمد رضا حوحو، فقد فهم دورها في التأثير على المجتمع بعيدا عن التعبير الأجوف
والتصنع، ومن آخر أعماله (نماذج بشرية) الذي صدر في تونس عن كتاب البعث، وجاء بعده قصاصون شباب أمثال عبد الحميد بن هدوقة والطاهر وطار وعثمان سعدي وأبو العيد دودو، وما يزال هؤلاء لم يحددوا تياراتهم الفكرية بعد، فمنهم من ينحو نحو الثورية الواقعية كسعدي ومن اختار الذاتية كوطار.
ومن الواضح أن الركيبي يدعو إلى القصة الواقعية، (يجب أن تتجه (القصة) اتجاها ثوريا في التعبير والمضمون، في الشكل والمحتوى لأن الواقع يفرض هذا الاتجاه علينا) كما تفرضه القصة نفسها باعتبارها أداة للتعبير عن التجارب الشخصية، وقد أطال الركيبي في مدح الاتجاه الواقعي والقدح في الاتجاه الرومانسي أو الذاتي الذي يعتبره غير ثوري، ولأن رسالة القصة في نظره رسالة إنسانية، تفتح العيون على عالم الخير والحق والجمال، وتبعث الأمل والحياة، وقد صنف الركيبي قصصه في نفوس ثائرة بأنها قصص واقعية، بل من صميم الواقع و (واقع شعب في حرب دخل السنة الثامنة من كفاحه من أجل الحرية والكرامة الإنسانية).
تحتوي المجموعة على إحدى عشر قصة هي: نوارة الصغيرة، وجود. ولكن، راعي الغنم، في المغارة، قصة لم تتم، وجد نفسه، اختار الطريق، الإنسان والجبل، صرخة في الليل، الواد الكبير، إلى البئر، وهناك قيم وخصائص مشتركة بين هذه القصص وهي كونها تعبر عن حياة منطقة أهل بسكرة، ومنهم المؤلف، فحياته الريفية واضحة في عدد من القصص، أما القيمة الأخرى المشتركة بين القصص فهي أنها - كما يقول المؤلف - قصص تعبر عن الواقع الثوري الذي تعيشه الجزائر، وهو واقع جديد طالما انتظره الشعب، وقد اتضحت أمامه معالم الطريق، طريق الحرية والاستقلال، والملاحظ أن القصص نشرت عشية الاستفتاء على الاستقلال وبعد وقف إطلاق النار (1).
(1) الدار المصرية، ط 1، شهر مايو، 1962.