المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ رابطة الطلبة الجزائريين في المشرق العربي - تاريخ الجزائر الثقافي - جـ ١٠

[أبو القاسم سعد الله]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء العاشر

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأولعشية الثورة

- ‌‌‌الحالة الاقتصاديةوالإدارية والسياسية

- ‌الحالة الاقتصادية

- ‌الحالة الإدارية والسياسية

- ‌جبهة الدفاع عن الحرية ومسألة الاتحاد

- ‌انشقاق في حزب الشعب

- ‌جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

- ‌الحالة الاجتماعية

- ‌الكشافة الإسلامية

- ‌جمعيات رياضية وطلابية

- ‌جمعيات جزائرية في تونس

- ‌جمعيات أخرى

- ‌الشؤون الإسلامية

- ‌رجال الدين والمساجد

- ‌الزوايا والتعليم والمحافظة على السند

- ‌الأوقاف

- ‌القضاء

- ‌الحالة الثقافية

- ‌التعليم

- ‌تباشير نهضة تعليمية

- ‌التعليم العربي الرسمي

- ‌التعليم العربي الحر

- ‌معلمو جمعية العلماء

- ‌بعثات جمعية العلماء

- ‌اللغة العربية

- ‌من قضايا الثقافة والأدب

- ‌الأدب وجبهة الدفاع عن الحرية

- ‌الفصل الثانيالثقافة في نصوص الثورة

- ‌الثقافة في بيان أول نوفمبر

- ‌برنامج أول نوفمبر

- ‌لغة البيان ومضمونه

- ‌الثقافة في مؤتمر الصومام

- ‌الثقافة والحكومة المؤقتة

- ‌الثقافة في تقرير لجنة صبيح

- ‌الثقافة في اتفاقيات إيفيان

- ‌العلاقة الثقافية بين ما جاء في تقرير صبيح واتفاقيات إيفيان

- ‌الثقافة في نصوص الطلبة

- ‌للثورة إيديولوجيتها الخاصة

- ‌الثقافة في الإعلام الرسمي

- ‌الثقافة في برنامج طرابلس

- ‌الفصل الثالثالهوية الثقافية والأدباء بالفرنسية

- ‌النظام التربوي والإسلام وتعليم التاريخ

- ‌أبعاد الهوية الثقافية

- ‌تراشق المثقفين

- ‌ابن نبي عن رمضان عبان

- ‌ابن نبي عن فانون

- ‌مصطفى الأشرف

- ‌هجرس وابن زين

- ‌حالة فرانز فانون

- ‌اضطهاد المثقفين

- ‌الجرح المتعفن

- ‌أدباء اللغة الفرنسية

- ‌مقدمات

- ‌محمد ديب

- ‌كاتب ياسين

- ‌مولود معمري

- ‌مولود فرعون

- ‌مالك حداد

- ‌آسيا جبار

- ‌شعراء بغير العربية

- ‌جريدة المجاهد والقومية العربية

- ‌الفصل الرابعالإعلام في الثورة

- ‌الصحافة

- ‌صحف جمعية العلماء

- ‌صحف حزب الشعب

- ‌صحافة الحزب الشيوعي وحزب البيان

- ‌صحف أخرى

- ‌مجلة هنا الجزائر

- ‌جريدة الباتريوت (الوطني)

- ‌جريدة الجزائر العربية

- ‌الصحافة المدرسية

- ‌الصحافة أثناء الثورة

- ‌صحافة جبهة التحرير

- ‌رأي زهير إيحدادن

- ‌جريدة المجاهد

- ‌النشرات الداخلية

- ‌أصوات الجزائر

- ‌صوت الجزائر الحرة المجاهدة

- ‌صوت الجزائر من الإذاعات العربية

- ‌محتوى صوت الجزائر (صوت الجمهورية الجزائرية)

- ‌تطورات جديدة

- ‌فضل الإذاعات العربية

- ‌الإعلام الفرنسي أثناء الثورة

- ‌تطور الإذاعة الفرنسية في الجزائر

- ‌التلفزيون

- ‌التلفزيون بين لاكوست وسوستيل

- ‌التلفزيون والسينما:

- ‌تنظيم المكاتب الإعلامية للجبهة

- ‌إنشاء وكالة الأنباء الجزائرية

- ‌الندوات والمؤتمرات والمحاضرات

- ‌الفريق الوطني لكرة القدم

- ‌أعمال الوفد الخارجي للجبهة

- ‌المسؤول السياسي

- ‌الفصل الخامسالتعليم والتنظيمات الطلابية

- ‌التعليم: إحصاءات متنوعة

- ‌التعليم الحر

- ‌التعليم في إحصاءات جبهة التحرير

- ‌ملاحظات على التعليم والجبهة

- ‌التعليم والسكان

- ‌إحصاءات مجلة جون أفريك

- ‌إحصاءات أخرى

- ‌التعليم العسكري

- ‌أنشطة الطلبة في تونس والمغرب

- ‌الطلبة في المشرق العربي

- ‌من نشاط الطلبة في المشرق العربي

- ‌رابطة طلبة المغرب العربي

- ‌رابطة الطلبة الجزائريين في القاهرة

- ‌من نشاط الطلبة في القاهرة

- ‌ رابطة الطلبة الجزائريين في المشرق العربي

- ‌نشأة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين (لوجيما)

- ‌اضطهاد طلبة الاتحاد

- ‌ظروف إضراب الطلبة، 1956

- ‌تقرير عن طلبة المشرق العربي، 1959

- ‌المؤتمر الرابع للاتحاد

- ‌المنح والاتحاد والجبهة

- ‌دور الاتحاد في الخارج

- ‌مذكرة الاتحاد إلى هيئة الأمم

- ‌التعليم الابتدائي:

- ‌التعليم الثانوي:

- ‌التعليم العالي:

- ‌التعليم العربي:

- ‌الفصل السادسالمسرح والموسيقى والغناء

- ‌المسرح عشية الثورة

- ‌المسرح أثناء الثورة: باش تارزي

- ‌مجلة مصرية تكتب عن المسرح الجزائري

- ‌من شهرزاد إلى أبناء القصبة

- ‌من نشاط الفرقة الوطنية الفنية

- ‌استمرار النشاط المسرحي

- ‌المسرح الثوري:

- ‌الحاجز الأخير

- ‌مصرع الطغاة

- ‌الموسيقى والغناء

- ‌آراء في الموسيقى

- ‌رأي باربيس في الموسيقى

- ‌رأي عمر راسم في الموسيقى

- ‌تعليق على الموسيقى والغناء

- ‌الأخوان فخارجي

- ‌بعض الموسيقيين والمغنين

- ‌الفصل السابع‌‌السينماوالرسم والمكتبات والخطاطة والمتاحف

- ‌السينما

- ‌الرسم والمعارض الفنية

- ‌محمد راسم

- ‌عمر راسم

- ‌رسامون آخرون

- ‌فنانون أوروبيون

- ‌معارض أخرى

- ‌رسوم الطاسيلي

- ‌المكتبات

- ‌المكتبة الجامعية

- ‌مكتبات جهوية

- ‌الخطاطة

- ‌محمد سعيد شريفي

- ‌عبد الحميد اسكندر

- ‌سعدي حكار

- ‌المتاحف

- ‌المتحف الوطني للفنون الجميلة

- ‌الفصل الثامنأنواع النثر

- ‌المصادر

- ‌المقالة

- ‌مسألة الفصحى والعامية والفرنسية

- ‌بعض كتاب المقالة

- ‌الشيخ الإبراهيمي

- ‌أحمد رضا حوحو

- ‌عثمان سعدي

- ‌عبد الله شريط وآخرونه

- ‌الخطابة

- ‌الترجمة

- ‌القصة والرواية

- ‌حوحو ونماذجه البشرية

- ‌عبد الله ركيبي

- ‌ نفوس ثائرة

- ‌الركيبي عن تطور القصة

- ‌تجارب في القصة

- ‌زهور ونيسي ورصيفها النائم

- ‌الحبيب بناسي

- ‌عثمان سعدي وابن عيسى

- ‌أبو العيد دودو

- ‌الطاهر وطار

- ‌صور من البطولة في الجزائر

- ‌عبد الحميد بن هدوقة

- ‌قصاصون آخرون

- ‌اضطهاد أدباء العربية

- ‌الفصل التاسعالشعر

- ‌المصادر

- ‌حالة الشعر والشعراء عشية الثورة

- ‌الأناشيد الوطنية

- ‌ألحان الفتوة

- ‌الشبوكي ونشيد جزائرنا

- ‌أناشيد مفدي زكرياء (ابن تومرت)

- ‌الشعر الثوري

- ‌محمد الشبوكي

- ‌مفدي زكرياء (ابن تومرت)

- ‌مواضيع أخرى لمفدي زكرياء

- ‌محمد الصالح باوية

- ‌عبد السلام حبيب

- ‌أبو القاسم خمار

- ‌محمد العيد آل خليفة

- ‌صالح الخرفي

- ‌عبد الرحمن الزناقي

- ‌الربيع بوشامة

- ‌عبد الكريم العقون

- ‌عبد الرحمن العقون (بلعقون)

- ‌أحمد معاش الباتني

- ‌صالح خباشة

- ‌الشعر الرومانسي

- ‌الطاهر بوشوشي

- ‌الشعر والربيع والحزن

- ‌محمد الأخضر السائحي

- ‌الشعر المحايد

- ‌الشعر الشعبي

- ‌الشعر الإخواني والاجتماعي والإصلاحي

- ‌شعراء آخرون

- ‌الحفناوي هالي

- ‌أبو بكر بن رحمون

- ‌أحمد سحنون

- ‌جلول البدوي

- ‌محمد الأمين العمودي

- ‌محمد الهادي السنوسي

- ‌محمد الأخضر عبد القادر السائحي

- ‌الفصل العاشركتب وكتابات

- ‌الدراسات التاريخية

- ‌كتابات ابن نبي عن التاريخ

- ‌كتابات الأشرف عن التاريخ

- ‌تاريخ الجزائر

- ‌تاريخ الجزائر العام

- ‌الأمير عبد القادر رائد الكفاح الجزائري

- ‌هذه هي الجزائر

- ‌محاضرات عن تاريخ الجزائر

- ‌الرحلات

- ‌رحلة الشيخ الغسيري

- ‌رحلة الشيخ الإبراهيمي

- ‌رحلة الشيخ التبسي

- ‌رحلة الباهي فضلاء

- ‌رحلة الشيخ العباس

- ‌رحلة المختار اسكندر

- ‌رحلة محمد الصالح رمضان

- ‌الدراسات الفلسفية

- ‌مالك بن نبي

- ‌أصول الحضارة العالمية

- ‌من وحي الثورة الجزائرية

- ‌كتب فرانز فانون

- ‌السنة الخامسة للثورة

- ‌الكادحون في الأرض

- ‌الدراسات الإسلامية والاجتماعية والسياسية والفانونية

- ‌الشؤون الإسلامية

- ‌ التاريخ الإسلامي

- ‌موقف الطرق الصوفية

- ‌الأوقاف الإسلامية

- ‌عن القضاء الإسلامي

- ‌القضاء والثورة

- ‌العدل عند جبهة التحرير الوطني

- ‌الثورة الجزائرية والقانون

- ‌دراسة الصادق مزهود

- ‌مقاصد القرآن

- ‌آيات وأحاديث

- ‌تفسير الشيخ بيوض

- ‌في طريق الهجرة

- ‌رسائل من السجن

- ‌ليل الاستعمار

- ‌صحراؤنا

- ‌الجزائر: الأمة والمجتمع

- ‌الطب والصحة العامة

- ‌انظروا أسلحتنا! انظروا أطباءنا

- ‌عن تاريخ الطب

- ‌وثائق عن الطب في الأرشيف

- ‌الفهارس العامة

- ‌ فهرس الأشخاص

- ‌ فهرس الأماكن

- ‌ فهرس الكتب والمجلات والجرائد

- ‌ فهرس الجمعيات والروابط

- ‌محتوى الكتاب

الفصل: ‌ رابطة الطلبة الجزائريين في المشرق العربي

الطلبة، منهم الناقد الدكتور عبد القادر القط الذي أشرف على ندوة لشعراء الطلبة الجزائريين، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الذي ألقى قصيدته الشهيرة (أوراس)، وغير ذلك من الضيوف والأنشطة التي كانت تخدم الثورة في أبعادها الثقافية والفكرية والإعلامية (1)، ومن الأنشطة دعوة قادة الثورة وأعضاء الحكومة المؤقتة لزيارة النادي، وأذكر أن من بين الزائرين كريم بلقاسم وأحمد توفيق المدني والرائد رابح نوار وعبد السلام بلعيد، وللطلبة صور جماعية مشتركة معهم.

وفي نفس الوقت كانت هناك لجنة تضم الطلبة الجزائريين في دمشق، ومعلوماتنا عنها قليلة رغم أنها واردة في عدة مصادر، منها كتابة محمد مهري - الذي شارك في تكوينها وقيادتها، وقد أورد الحديث عنها وهو بصدد الحديث عن تكوين‌

‌ رابطة الطلبة الجزائريين في المشرق العربي

، فقد كان رئيسا لهذه اللجنة عندما دعوا لعقد اجتماع لتأسيس الرابطة العامة، ونحن نفهم من كلامه أنه كانت هناك روابط في القاهرة والكويت والعراق أيضا، بخلاف دمشق التي كان التنظيم فيها يسمى لجنة.

رابطة الطلبة الجزائريين في المشرق العربي

أما رابطة الطلبة الجزائريين في المشرق العربي فقد تأسست في دمشق وحضر اجتماعها التأسيسي ممثلون عن مختلف الروابط الطلابية في مصر وسورية والعراق والكويت، ولماذا الاجتماع في سورية؟ يجيب الطلبة الذين حضروا الاجتماع بأن سورية واقعة في الوسط بالنسبة للعواصم العربية المذكورة، ويفسر بعضهم ذلك بالأسباب المادية، وبعضهم يفسره بأسباب سياسية لأن قوانين مصر أكثر تعقيدا في إنشاء الجمعيات من قوانين سورية، كما أن هذه كانت مفتوحة فكريا وقوميا أكثر من مصر، ولسورية استعداد خاص لتبني المبادرات الجزائرية لأسباب تاريخية معروفة، ولكن الذي يجب أن يذكر

(1) هلال: نشاط

ص 88.

ص: 289

هنا هو أن سورية ومصر في وقت تكوين الرابطة (سبتمبر 1958) كانتا في وحدة تتشكل منها الجمهورية العربية المتحدة.

ومهما كان الأمر فإن ممثلي الروابط شعروا بضرورة إنشاء تنظيم يوحدهم ويمدهم بالمعلومات عن الثورة وينسق نشاطهم إزاء جبهة التحرير الوطني، فاتفقوا على أن يحمل التنظيم الجديد اسم (رابطة الطلبة الجزائريين في المشرق العربي)، ويبدو أن العلاقة مع الاتحاد لم تكن في أجندة المجتمعين عندئذ، وقد وضع المجتمعون خطة عمل تتضمن المراحل والأهداف، كما وضعوا مشروع القانون الأساسي للرابطة وهو ينص على أن يكون للرابطة مجلس إداري من اثني عشر عضوا بمعدل ثلاثة عن كل رابطة، ولجنة تنفيذية من ثلاثة أعضاء هم مندوبو رابطة القاهرة وينتخبهم المجلس الإداري، وهم الرئيس والأمين العام وأمين المال، كما كتبوا إلى مكاتب الفروع لتعين ثلاثة يمثلونها في المجلس الإداري.

وجهت لجنة دمشق الدعوة للروابط في مصر والعراق والكويت لحضور الاجتماع التأسيسي للرابطة التي هدفها توحيد الطلبة في المنطقة العربية ووضع حد لسياسة التهميش التي سلكها اتحاد الطلبة الجزائريين وبعض الجهات الأخرى نحو طلبة المشرق، دام الاجتماع ثلاثة أيام في مقر رابطة طلبة المغرب العربي، وقد أعلنوا بعده عن ميلاد الرابطة، على أن يكون مقرها القاهرة، ويذكر محمد مهري أنهم اتفقوا على أن يتولى علي مفتاحي رئاسة الرابطة، ولكن مهري لم يتحدث عن أعضاء مكتب الرابطة (1).

وبناء على ما تم في دمشق اجتمع أعضاء رابطة القاهرة (التي أصبحت فرعا) يوم 31 أكتوبر 1958 في القاهرة وانتخبوا منهم ثلاثة هم: علي مفتاحي، وسعد الدين نويوات ومحمد الأخضر بلعيد بصفتهم ممثلين في المجلس الإداري للرابطة الجديدة، كما انتخبوا هيئة فرع القاهرة فكانت كالتالي: بشير

(1) مهري، ومضات، مرجع سابق ص 88.

ص: 290

كعسيس رئيسا، وأرزقي صالحي نائبا له، ونور عبد القادر كاتبا، ومحمد بن عقيلة أمينا للمال، وأحمد فرجاج للشؤون الاجتماعية، وقد حصل مثل ذلك في مختلف الفروع، فقد تحولت كلها من روابط إلى فروع للرابطة الأم، وانتخب كل فرع هيئته المسيرة من جهة ومندوبيه الثلاثة في المجلس الإداري للرابطة من جهة أخرى.

وطبقا لما كان مقررا فقد اجتمع المجلس الإداري للرابطة في دمشق في شهر مارس 1959، وحضره المنتخبون الثلاثة من القاهرة (مفتاحي ونويوات وبلعيد)، وحضره ثلاثة من سورية (الهاشمي قدوري، وعبد العزيز سعد، وعبد الرحمن شطيطح)، كما حضره ثلاثة من الكويت (محمد عرباجي، وعبد العزيز يعقوبي، ومهدي الغوثي)، أما عن بغداد فقد حضر محمد الصالح شيروف فقط، وقد أقروا القانون الأساسي، ودرسوا وسائل التلاحم بين الطلبة وتبادل المعلومات وتحسين ظروف الطلبة الاجتماعية وطرق المشاركة في دعم الثورة، كما قرروا المشاركة في مؤتمر الطلبة العرب الذي كان يحضر له في القاهرة في نفس الشهر (مارس)، وفعلا انعقد المؤتمر في القاعة الكبرى بجامعة القاهرة وكلف علي مفتاحي بإلقاء كلمة الرابطة في الجلسة الافتتاحية، فكانت هذه المشاركة أول ظهور للرابطة على المستوى الإقليمي، ومن بين الجزائريين الذين حضروا في القاعة عبد السلام بلعيد وبوزيان التلمساني ورابح التركي، وكان عبد السلام بلعيد هو مدير مكتب وزير الثقافة عندئذ، وبعد الخروج من القاعة انتقد عبد السلام بلعيد مستوى وعي الطلبة العرب مما جعل النقاش يحتد بينه وبين رابح التركي إلى درجة العنف.

ويبدو أن وزارة الثقافة المسؤولة على الطلبة لن تسكت عن وجود تنظيمين طلابيين في وقت تتوحد فيه الجهود لتوحيد الصفوف دفاعا عن الوطن، لذلك استدعى الوزير أحمد توفيق المدني مسؤولي الرابطة وطلب منهم حلها لأنها جلبت الكثير من ردود الفعل غير الحسنة، فطلبوا منه عقد مؤتمر يجمع جميع الطلبة فوعدهم بتحقيق ذلك في القريب وبدعم علاقاتهم باللجنة التنفيذية

ص: 291

للاتحاد العام، كما وعدهم بحظ أوفر من المشاركة في كل أنشطة الاتحاد، ولكنهم لم يعطوه وعدا صريحا بشأن مستقبل الرابطة متذرعين بمسألة قانونية وهي أن عليهم الرجوع في أي قرار إلى الجمعيات العامة في كل فرع من فروع الرابطة، ومع ذلك ظل يلح عليهم بضرورة حل الرابطة.

ولعل هذه النهاية التي انتهت إليها مقابلة الوزير هي التي تفسر محتوى التقرير الذي كتبته اللجنة التنفيذية للاتحاد عن الرابطة وعن طلبة القاهرة خصوصا وطلبة المشرق العربي عموما، فهو تقرير لو نفذت توصياته لكانت له عواقب وخيمة، ولكن من حسن الحظ أنه وضع على الرف حال وصوله إلى مكتب وزيري الداخلية والثقافة، وسنعود إلى هذا التقرير بالعرض والتحليل، (انظر لاحقا)، والشيء المؤكد هو أن انعقاد المؤتمر الرابع للاتحاد في تونس بعد سنة وانتقال اللجنة التنفيذية من لوزان إلى تونس كان نتيجة هذه (الأزمة) بين الرابطة واللجنة التنفيذية للاتحاد، ويغلب على الظن أن مصالح بوصوف لها دور في التعجيل بعقد المؤتمر الرابع.

لقد تضافرت الجهود لتحقيق وحدة الطلبة، وكان منها لقاء عبد الحفيظ بوصوف في القاهرة برئيس الرابطة وكاتبها العام وكلامه المبطن بالوعد والوعيد، كما ضغط عليهم وزير الثقافة، وانهالت عليه ضغوطات أخرى من مختلف الجهات لكي تقرر الرابطة حل نفسها وتنضم إلى الاتحاد مع الوعد الرسمي بعقد المؤتمر الجامع، وهكذا اجتمعت الرابطة في القاهرة يوم 15 يونيو 1959، أي بعد حوالي ثلاثة أشهر ونصف فقط من تأسيسها وقررت دعوة الجمعية العامة يوم 20 منه للانعقاد، وبعد شرح وتوضيح تقرر حل الرابطة وتحويل فرعها في القاهرة إلى فرع للاتحاد، وكذلك فعلت الفروع الأخرى في سورية والعراق والكويت، وبذلك انتصرت الإرادة الثورية وتأجلت القضايا التي كانت محل شكوى إلى المؤتمر الرابع أو بعد تحرير الجزائر نفسها، وبعد سنة انعقد المؤتمر الرابع في تونس وحضرته فروع الاتحاد في عواصم العالم ومنها فروع القاهرة ودمشق والعراق والكويت، وكان عددها ينوف على

ص: 292

العشرين فرعا، (انظر لاحقا).

علق محمد مهري على المفاوضات التي أدت إلى حل الرابطة بقوله: كان هناك عدم ثقة بين طلبة المشرق والاتحاد ترتب عليه نشوء توتر بين الطرفين، بل إن مسؤولي الثورة لم يتخلصوا من هذه النظرة الاستعلائية والمتحيزة نحو طلبة المشرق، وكانوا يجهلون دور هؤلاء، ويعتقد أعضاء الاتحاد أن الرابطة هي صدى للأحزاب المشرقية، أما الحكومة المؤقتة فقد مالت إلى الاتحاد لأنها تحمل ذات ميول الاتحاد، لذلك ضغطت على وزير الثقافة أحمد توفيق المدني من أجل حل الرابطة وانضمام طلبتها للاتحاد، وقد طمأن الطلبة في القاهرة فوافقوا على حلها بشرط قبول طلبة دمشق، فأرسل إليهم الوزير ممثله بوزيان التلمساني الذي اتفق معهم على عقد مؤتمر يضم كافة الطلبة سنة 1960 وعلى أن يصلهم التعهد الرسمي قبل حل الرابطة، وفعلا وصلتهم البرقية بذلك، وعندئذ أصبحوا فرعا للاتحاد (وكذلك فعل زملاؤهم في الروابط الأخرى (1).

كان طلبة الرابطة يرون أنفسهم أحق بالقيادة لأنهم سباقون إلى الثورة ولأنهم يمثلون الوجه الحضاري للجزائر العربية المسلمة، فهم الذين اتخذوا المبادرات الثورية وضحوا براحتهم حين تطوعوا للثورة وهاجروا من أجل تعلم لغة وثقافة الوطن، وأنهم هم الأعداء الحقيقيون للاستعمار، وأنهم كانوا يعانون البؤس والشقاء في المشرق حيث يعيشون على موارد ضئيلة شهد الجميع على أنها أقرب إلى الصدقات والإحسان منها إلى المنح والتكفل.

أما زملاؤهم الذين أنشأوا الاتحاد (أنظر لاحقا) فكانوا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ربما الأحق بانضمام زملائهم في المشرق إليهم، لأنهم هم

(1) مهري، ومضات، مرجع سابق، ص 89 - 90، وفي رأي هذا المرجع أن عدد الطلبة الذين تطوعوا في الثورة سنة 1955 بلغ خمسة وثلاثين طالبا، دخلوا فعلا إلى الجزائر كمقاتلين لا كسياسيين، كما التحق عدد آخر بالكليات العسكرية وبعد تخرجهم التحقوا بوحدات الجيش، وقدر محمد مهري عدد الطلبة في دمشق بحوالي سبعين طالبا.

ص: 293

الذين يعيشون تحت رعب الشرطة الفرنسية وينشطون في السرية بعد حل الاتحاد، وهم الذين أضربوا عن الدروس تضحية منهم من أجل الثورة، وأنهم منذ مؤتمر الصومام أخذوا مكانهم في صفوف الثورة سواء في داخل الجزائر أو خارجها، كما أنهم هم الذين يمثلون الطلبة الجزائريين على المستوى الدولي، وأنهم يعيشون كالمشردين في عواصم العالم، ولاسيما باريس ولوزان.

إننا لا نعتقد أن هناك خلفيات أخرى للتوتر الذي حدث بين طلبة الجزائر شرقا وغربا، حقا لقد كان هناك خلفية مؤتمر الصومام التي وجهت دفة الثورة نحو الداخل وليس نحو الخارج، وربما نحو الغرب وليس نحو الشرق، ولكن تأثير تلك الخلفية لم يكن واضحا إلا ربما في تونس والقاهرة، وإلى حد ما في باريس ولوزان، وهناك خلفية التيار العروبي والإسلامي الذي يريد أن يحتفظ بالطلبة الجزائريين كورقة ضغط، فمصر تعرف أن قيادة الشباب لها المستقبل وأن التيار الموالي لابن بلة قد ضرب بقوة بتغييبه عن مؤتمر الصومام ثم باعتقاله مع زملائه، وكانت القاهرة، ولا سيما بعد تحقيق الوحدة مع سوريا (فبراير 1958) قد أصبحت محجة للشباب العربي النشيط أو المنشط، ممثلا في اتحادات الطلبة غير المعترف بها حتى في بلدانها، كاتحاد طلاب الأردن واتحاد طلاب فلسطين، ثم اتحاد الطلبة العرب وغيره من التنظيمات الطلابية الغاضبة على نظمها، كالتنظيم الطلابي التونسي الموالي لصالح بن يوسف، والاتحاد الطلابي المغربي الموالي للأمير الخطابي.

أخذ هؤلاء الطلبة (في سوريا والعراق) ينسقون مع طلبة الكويت الذين أنشأوا رابطة لهم في سنة 1955، أما طلبة سوريا فقد أنشأوا في نفس السنة لجنة الطلبة الجزائريين وهي اللجنة التي استمرت نظريا إلى قيام الرابطة في 22 سبتمبر 1958، وقد أثبتت اللجنة وجودها حين أرسلت برقية احتجاج إلى السلطات الفرنسية تعلن فيها تضامنها مع إخوانهم الطلاب في فرنسا والجزائر الذين كانوا يواجهون الاضطهاد والتعسف لإعلانهم الإضراب عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة، ونددت اللجنة بتدخل الطلبة الفرنسيين الحاقدين

ص: 294

ضد الطلبة المضربين، وطلبت تدخل الرأي العام العربي والإسلامي والدولي لإطلاق سراح الطلبة والمعتقلين السياسيين، كما طالبت الحكومة الفرنسية بوقف خرافة (الجزائر فرنسية)، والتفاهم مع الممثلين الحقيقيين للجزائر على أساس الاستقلال (1) إن هذا بلا شك موقف ناضج أبدته لجنة الطلبة في سوريا بقطع النظر عن خلفية التوتر مع الاتحاد، فقد انتهت اللجنة بتكوين الرابطة التي أصبح مقرها الدائم في القاهرة بينما بقيت دمشق هي المقر الدائم للاجتماع (2).

والواقع أن طلبة سوريا كانوا مبكرين في اتخاذ المواقف السياسية، ففي يونيو 1955 وجدنا أحدهم، وهو علي عمار الذي كان يدرس في اللاذقية، يكتب رسالة إلى محمد خيضر طالبا معلومات وافية عن الجزائر لكي يقدمها إلى السوريين ليعرفهم بالثورة وبالجزائر المجهولة في المشرق عموما، وقال علي عمار إنه يعرف أحمد بن بلة منذ مروره بالقاهرة، أما خيضر فلم يره ولكنه سمع عن نضاله ووطنيته، وفي إجابته شكره خيضر وأحاله على عبد الحميد مهري في دمشق ليزوده بما يريد (3).

وقبل أن نتحدث عن طلبة القاهرة والتقرير الخاص عن الرابطة نقول إن أخبار طلبة العراق ليست كثيرة في الوثائق التي اطلعنا عليها، وقد لاحظنا أنهم كانوا مشاركين في نشاط لجنة طلبة سوريا، ومن أخبارهم أنه كان في العراق قبل سنة 1959 ثمانية وثلاثون طالبا، وقد طلب ممثل الجبهة في بغداد من الخارجية الجزائرية اتخاذ الإجراءات اللازمة لكي يمنح الأمن العراقي التأشيرة للطلبة لأنه لا بد من تحديد الجنسية على الجوازات، كما طلب ممثل الجبهة إعطاءه اسمي الطالبين الحاملين لورقة مرور مغربية (4).

(1) انظر البصائر، 355، 24 فبراير، 1956.

(2)

هلال، نشاط

1986، ص 96، انظر سابقا.

(3)

أنظر الأرشيف الوطني، علبة 2، وهناك في الواقع أكثر من رسالة بالفرنسية واثنتان بالعربية، أما رد خيضر فتاريخه 27 يونيو 1955.

(4)

من أخبار الطلبة في العراق أن هناك برقية تقول إن وزارة التربية العراقية قد أعلنت =

ص: 295