الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالوجود الفرنسي (1).
جمعيات رياضية وطلابية
كانت جمعية الطلبة المسلمين تقوم بأنشطة رياضية وغيرها، ويبدو أن هناك فرقا عديدة مسؤولة على هذه الأنشطة التي تهدف إلى التعارف وجمع كلمة الشباب لأهداف وطنية بعيدة، فقد اشتركت الفرق الإسلامية المشهورة على حد تعبير جريدة المنار، وهي المولودية الجزائرية، والاتحاد الرياضي الإسلامي البليدي، والاتحاد السطيفي، والمولودية القسنطينية في تنظيم دورة كروية كانت نتيجتها إحراز الاتحاد الرياضي الكأس الذي سلمه له الصيدلي عبد الله بن احبيلس، وهذا يدل على تعاون الشباب مع الجيل السابق لهم كما يدل على التعاون بين الشباب والنخبة.
وهناك أنشطة أخرى فنية ورياضية تدل على الانسجام الذي كان بين الطلبة والكشافة والشعب، كما تدل على التوجه الوطني والقومي والإسلامي لهذه المنظمات، فقد أقيمت حفلة شاي اشترك فيها بعض العامة وألقى فيها رئيس جمعية الرياضيين بنادي المولودية السيد عبد السلام كلمة شكر فيها الحاضرين على مساهمتهم في نشاط الطلبة، كان هذا في مدينة الجزائر، أما في البليدة فقد أقيمت حفلة أسهم فيها الطلبة بتقديم مسرحية عن (غزوة بدر)، وقد سمتها الجريدة (الرواية المشهورة)، ونفهم من ذلك أن الرواية قد مثلت من قبل وأنها معروفة للجمهور، والمهم هو أن الرواية قد لاقت نجاحا كبيرا ربما لموضوعها، وهو تاريخ الإسلام والسيرة النبوية الشريفة والربط بين الماضي الحاضر، بين مجاهدة الكفار ومقاومة الاستعمار.
وفي نفس المناسبة أو الحفلة شارك أحد الشبان، ويدعى زينات، رئيس الفرقة الكشفية، بمحاورة فكاهية، كما اشتركت فيها الفرقة الموسيقية للمسرح
(1) البصائر 329، 29 يوليو، 1955.
البلدي ببعض الأغاني الشرقية، وتلفت نظرنا هنا كلمة (الشرقية) وهي بدون شك تعني العربية مما يدل على شعور الناس بالتوجه الحضاري للشباب الجزائري المتشبع بالروح الوطنية، وفي هذا الحفل ظهر اسم الشاب عبد السلام سابق الذكر والذي حث الشعب على تقديم المساعدة للطلبة الذين سينهضون حسب رأيه، بالأمة في المستقبل، كما خطب طلاب آخرون داعين إلى نفس الفكرة، ولا ندري إن كان الشاب عبد السلام هو نفسه عبد السلام بلعيد الذي سيرد اسمه يد قليل أو هو شخص آخر (1).
ومهما كان الأمر فإن جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا بالجزائر قد جددت مكتبها في 6 ديسمبر 1953، فكان فيه عدد من الأسماء التي سيظهر أصحابها على الساحة السياسية والثقافية والنضالية، فكانت التشكيلة على النحو التالي: صابر صادق الشريف - رئيسا، مراد علي - كاتبا عاما، اسكندر نور الدين وبلحاج محيي الدين - نائبين له، زرهوني الطاهر - أمينا للمال، وقد اتفقوا على تعيين الرئيس السابق للجمعية، وهو عبد السلام بلعيد رئيسا شرفيا (2).
كان الوعي الوطني والإسلامي كبيرا بين فئة الطلبة المغاربة عموما والجزائريين خصوصا للظروف التي أحاطت بقضيتهم بد تطور الأحداث في كل من تونس والمغرب، وبعد جمعية الطلبة في الجزائر وجمعية طلبة شمال إفريقيا في فرنسا قرأ عن تكوين تنظيم جديد للطلبة المغاربة في الجزائر يبدو أنه كان يضم من كانوا يدرسون في جامعة الجزائر، وكان الدافع إلى تكوين هذا التنظيم هو تعدد الهيئات الطلابية وتشتتها وتكاثر عدد الطلبة المسلمين (المغاربة؟) وظهور مشاكل كان على الطلبة مواجهتها باعتبارهم الفئة الواعية، ولعل المقصود بالمشاكل هنا هو المشاكل السياسية وتجاذب الأحزاب لعناصر الطلبة والضغط على هؤلاء لاتخاذ قرار بشأن مستقبل أوطانهم، والقائمة التي تحمل
(1) المنار 18، 14 مارس، 1953.
(2)
البصائر، التاريخ والرقم منزوعان، ربما في أعداد شهر ديسمبر 1953 أو يناير 1954.