الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ميراث الحمل
(1707) - (حديث أبى هريرة مرفوعا: " إذا استهل المولود صارخا ورث " رواه أحمد وأبو داود)
* صحيح.
أخرجه أبو داود (2920) وعنه البيهقى (6/257) : حدثنا حسين بن معاذ حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد ـ يعنى ابن إسحاق ـ عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم به. دون قوله: " صارخا ".
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه وقال البيهقى: " ورواه ابن خزيمة عن الفضل بن يعقوب الجزرى عن عبد الأعلى بهذا الاسناد مثله ، وزاد موصولا بالحديث: " تلك طعنة الشيطان ، كل بنى آدم نائل منه تلك الطعنة ، إلا ما كان من مريم وابنها ، فإنها لما وضعتها أمها قالت:(إنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) ، فضرب دونها بحجاب ، فطعن فيه يعنى فى الحجاب ".
قلت: وله طريق أخرى عن أبى هريرة.
أخرجه السلفى فى " الطيوريات "(ق 50/2) عن عبد الله بن شبيب: حدثنى إسحاق ابن محمد: حدثنى على بن أبى على عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عنه مرفوعا بلفظ: " إذا استهل الصبى صارخا ، سمى وصلى عليه ، وتمت ديته ، وورث ، وإن لم يستهل صارخا ، وولد حيا ، لم يسم ، ولم تتم ديته ، ولم يصل عليه ، ولم يرث ".
قلت: وهذا سند ضعيف ، عبد الله بن شبيب ، قال الذهبى:
" أخبارى علامة ، لكنه واه ".
وعلى بن أبى على هو القرشى ، شيخ لبقية ، قال ابن عدى:" مجهول منكر الحديث ".
قلت: لكن تابعه عبد العزيز بن أبى سلمة عن الزهرى به بلفظ: قال: " من السنة أن لا يرث المنفوس ، ولا يورث حتى يستهل صارخا ".
أخرجه البيهقى من طريق موسى بن داود عن عبد العزيز بن أبى سلمة به.
قلت: ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، إلا أن موسى بن داود وهو الضبى الطرسوسى قال الحافظ:" صدوق فقيه زاهد له أوهام ".
قلت: وقد أشار البيهقى إلى وهمه فى وصل هذا الإسناد بقوله: " كذا وجدته ، ورواه يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يرث الصبى إذا لم يستهل ، والاستهلال الصياح ، أو العطاس ، أو البكاء ولا تكمل ديته ، وقال سعيد: لا يصلى عليه ".
قلت: فإذا صح السند إلى يحيى بهذا ـ كما هو المفروض ـ فهو مرسل قوى ، وشاهد جيد للموصول من الطريق الأولى عن أبى هريرة ، وقد جاء موصولا عن يحيى عن سعيد عن جابر والمسور بن مخرمة ، كما يأتى قريبا.
وله شواهد أخرى يزداد قوة بها:
الأول: عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه ، وله عنه طرق: الأولى: عن أبى الزبير عنه مرفوعا بلفظ: " إذا استهل الصبى ورث وصلى عليه "
أخرجه الترمذى (1/132) وابن حبان (1123) والحاكم (4/349)
والبيهقى (4/8 و8 ـ 9) وابن ماجه (2750) من طرق عن أبى الزبير به ، وقال الحاكم:" صحيح على شرط الشيخين "!
ووافقه الذهبى.
قلت: إنما هو على شرط مسلم فقط ، لأن أبا الزبير ، لم يرو عنه البخارى إلا متابعة كما ذكر ذلك الذهبى نفسه فى " الميزان " ، غير أنه مدلس وقد عنعنه.
وخالف الأشعث عن أبى الزبير فأوقفه على جابر.
أخرجه الدارمى (2/392) .
والأشعث هذا هو ابن سوار الكندى ، ضعيف.
الثانية: عن سعيد بن المسيب عنه مرفوعا بلفظ: " لا يرث الصبى حتى يستهل صارخا ، واستهلاله أن يصيح أو يعطس أو يبكى ".
أخرجه ابن ماجه (2751) والطبرانى فى " الأوسط "(1/153/2) من طريق العباس ابن الوليد الخلال الدمشقى حدثنا مروان بن محمد الطاطرى حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد عن جابر بن عبد الله والمسور بن مخرمة مرفوعا به.
وقال الطبرانى: " لم يروه عن يحيى إلا سليمان تفرد به مروان ".
قلت: وهو ثقة ، وكذلك سائر الرواة ، فالسند صحيح ، وقد أورده الهيثمى فى " المجمع " مخالفا بذلك شرطه ، وتكلم عليه بكلام فيه نظر من وجهين ذكرتهما فى " سلسلة الأحاديث الصحيحة " رقم (151) .
الشاهد الثانى: عن ابن عباس ، يرويه شريك عن ابن إسحاق عن عطاء عنه مرفوعا بلفظ:" إذا استهل الصبى صلى عليه وورث ".
أخرجه ابن عدى فى " الكامل "(ق 193/1) .