الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى الباب عن سعيد بن زيد ، وهو الآتى بعده.
(1551) - (عن سعيد بن زيد مرفوعا: " من أحيا أرضا ميتة فهى له وليس لعرق ظالم حق
" حسنه الترمذى.
* صحيح.
وتقدم تخريجه مع بيان طرق التى تقويه برقم (1520) .
(1552) - (حديث: " الناس شركاء فى ثلاث: فى الماء والكلأ والنار " رواه الخلال وابن ماجه من حديث ابن عباس وزاد فيه: " وثمنه حرام
" (ص 453) .
*ضعيف بهذا اللفظ والزيادة.
أخرجه ابن ماجه (2472) عن عبد الله بن خراش بن حوشب الشيبانى عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: " المسلمون شركاء فى ثلاث ، فى الماء والكلأ والنار ، وثمنه حرام ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا ، من أجل ابن خراش هذا قال الحافظ:" ضعيف ، وأطلق عليه ابن عمار الكذب ".
وقال البوصيرى فى " الزوائد "(153/1) : " هذا إسناد ضعيف ، عبد الله بن خراش ضعفه أبو زرعة والبخارى والنسائى وابن حبان وغيرهم ، وله شاهد من حديث بهيسة عن أبيها رواه أبو داود ".
قلت: وهذا الشاهد ضعيف أيضا أخرجه أبو داود (3476) وعنه البيهقى (6/150) وأبو عبيد فى " الأموال "(736) من طريق سيار بن منظور ـ رجل من بنى فزارة - (زاد أبو داود: عن أبيه) عن امرأة يقال لها بهيسة عن أبيها قالت: " استأذن أبى النبى صلى الله عليه وسلم ، فدخل بينه وبين قميصه ، فجعل يقبل ويلتزم ، ثم قال: يا نبى الله ما الشىء الذى لا يحل منعه؟ قال: الماء ، قال: يا نبى الله
ما الشىء الذى لا يحل منعه؟ قال: الملح ، قال: يا نبى الله {ما الشىء} الذى لا يحل منعه؟ قال: أن تفعل الخير خير لك ".
قلت: وهذا سند ضعيف ، سيار بن منظور وبهيسة مجهولان لا يعرفان.
وفى " التلخيص "(3/65) : " وأعله عبد الحق وابن القطان بأن بهيسة لا تعرف ، لكن ذكرها ابن حبان وغيره فى الصحابة ".
قلت: لم يثبت لها الصحبة ، والحافظ نفسه قد رد بذلك على ابن حبان فى " التهذيب " ، فإنه بعد أن ذكر فيه قول ابن حبان بصحبتها ، عقب عليه بقوله:" وقال ابن القطان: قال عبد الحق: مجهولة ، وهى كذلك ".
وقال فى " التقريب ": " لا تعرف ، ويقال إن لها صحبة ".
ولو ثبت ذلك لها ، ففى الطريق إليها سيار بن منظور ، وهو مجهول كما قال عبد الحق أيضا.
وإنما يصح فى هذا الباب حديثان: الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: " المسلمون شركاء فى ثلاث: فى الماء والكلأ ، والنار ".
أخرجه أبو داود (3477) عن على بن الجعد اللؤلؤى وعيسى بن يونس ، وأحمد (5/364) والبيهقى (6/150) عن ثور الشامى ، وهو وأبو عبيد (728) عن يزيد بن هارون ، وهو عن معاذ بن معاذ ، كلهم عن حريز بن عثمان حدثنا أبو خداش عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم:" من المهاجرين " قال: " غزوت مع النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثا ، أسمعه يقول.... " فذكره كلهم باللفظ
المذكور سوى يزيد بن هارون وعند أبى عبيد وحده ، فإنه قال:" الناس " بدل " المسلمون ".
قلت: وهو بهذا اللفظ شاذ لمخالفته للفظ الجماعة " المسلمون " فهو المحفوظ ولأن مخرج الحديث واحد ، ورواية الجماعة أصح.
ولقد وهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ، فأورد الحديث فى " بلوغ المرام " باللفظ الشاذ ، من رواية أحمد وأبى داود ، ولا أصل له عندهما البتة ، فتنبه.
ثم قال البيهقى: " وأبو خداش هو (جهان) [1] بن زيد الشرعبى ".
قلت: وهو ثقة ، وزعم بعضهم أن له صحبة ، فالسند صحيح ، ولا يضره أن صاحبيه لم يسم ، لأن الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة ، لاسيما وفى رواية بعضهم أنه من المهاجرين كما تقدم.
(تنبيه) : قد علمت أن الحديث عند الجميع من رواية أبى خداش عن الرجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ، لكن رواه أبو نعيم فى " معرفة الصحابة " فى ترجمة أبى خداش ولم يذكر الرجل ، كما فى " التلخيص " فأوهم أبو نعيم بذلك أن أبا خداش صحابى ، وقد رد ذلك الحافظ فقال عقب ما نقلته عنه:" وقد سئل أبو حاتم عنه ، فقال: أبو خداش لم يدرك النبى صلى الله عليه وسلم ، وهو كما قال ، فقد سماه أبو داود فى رواية " حبان بن زيد الشرعبى " وهو تابعى معروف ".
يعنى فهو ليس بصحابى ، ولايعنى أن الحديث مرسل كما فسر كلامه به المناوى فى " فيض القدير " ، كيف وهو قد رواه ـ فى جميع الطرق عنه ـ عن الرجل؟ وهو صحابى كما عرفت.
الحديث الثانى: قوله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار ".