الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
أصل هَذَا الْكتاب رِسَالَة جامعية قدمت لنيل دَرَجَة الماجستير فِي الجامعة الإسلامية بِالْمَدِينَةِ المنورة 1408 هـ
شرح مُخْتَصر أُصُول الْفِقْه
[الْجُزْء الأول]
جَمِيع الْحُقُوق مَحْفُوظَة
الطَّبْعَةُ الأولى
1433 هـ - 2012 م
لطائف لنشر الْكتب والرسائل العلمية - دولة الكويت
لصَاحِبهَا د. وليد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز المنيس
دولة الكويت - الشامية - صندوق بريد: 12257 - الرَّمْز البريدي: 71563
غراس للنشر والتوزيع والدعاية والإعلان
الْمقر الرئيسي: الكويت - الشويخ - ش الصحافة
هَاتِف: 24819037/ 00965 - فاكس: 24838495/ 00965
Email: [email protected]
فرع جمهورية مصر الْعَرَبيَّة - الْقَاهِرَة - الْأَزْهَر - 6 ش البيطار خلف الْجَامِع الْأَزْهَر
جوال: 01113489725 - 01226304075/ 002 - تليفاكس: 24998356/ 02
Email: [email protected]
Website: www.gheras.com
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
قال الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام أبو الصدق أبو بكر بن زيد الحسني الجراعي المقدسي، أمتع الله المسلمين بحياته (1):
الحمد لله على إفضاله، حمدًا يليق بجلاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله.
أما بعد:
فهذا شيء يسير من كلام العلماء الأعلام، وضعته على كلام القاضي علاء الدين بن اللحام، الذي صنفه في أصول الفقه، كالشرح لا يختل معنى الكلام، وما وضعته إلا تذكرة لنفسي، وتبصرة لأبناء جنسي، والله سبحانه المسئول أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأن يمتعنا بالنظر إليه في جنات النعيم، فإنه صاحب العطاء الجزيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
(1) في الأصل كلمة لم تتضح لي.
قوله (1): (الحمد لله) الألف واللام في الحمد للإستغراق (2)، كأنه قال جميع المحامد لله عز وجل.
(وإنما بدأ)(3) بـ"الحمد لله"، لحديث أبي هريرة (4) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمر ذي بال (5) لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو
(1) الاستغراق هو: الشمول لجميع الأفراد دفعة واحدة بحيث لا يخرج عنه شيء. انظر: كتاب التعريفات للجرجاني ص (24)، وشرح المحلى على جمع الجوامع (1/ 399) وترد "أل" المعرفة لثلاثة معان.
1 -
للعهد، وينقسم إلى قسمين، العهد الذكري، والعهد الذهني.
2 -
الاستغراق، وتنقسم إلى قسمين لأن الاستغراق إما أن يكون باعتبار حقيقة الافراد، أو باعتبار صفات الأفراد.
3 -
للجنس، مثل الإنسان والسارق.
انظر: الصاحبي في فقه لابن فارس: ص (125) ومغني اللبيب لابن هشام (1/ 48 - 49)، وقطر الندى له ص (112 - 113) وشرح ابن عقيل على الألفية (1/ 178) والعدة لأبي يعلى (2/ 519) والسودة ص (105).
(2)
انظر: المختصر في أصول الفقه.
(3)
ما بين المعكوفين تكرر في الأصل.
(4)
أبو هريرة اسمه: عبد الرحمن بن صخر الدوسي على الأصح، وقد اختلف في اسمه رضي الله عنه كثيرًا - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر الصحابة حديثًا عنه أسلم عام خيبر (سنة 7 هـ) وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه في العلم. فدعا له عليه الصلاة والسلام، وكني أبا هريرة لأنه كانت له هرة صغيرة فإذا كان الليل وضعها في شجرة وإذا أصبح أخذها فكنوه بها، وتوفي بالمدينة سنة 57 هـ.
انظر: الإصابة (4/ 202)، وأسد الغابة (6/ 218)، والطبقات الكبرى لابن سعد (4/ 325 - 341)، وشذرات الذهب (1/ 63 - 64).
(5)
معنى "ذي بال" أي له حال يهتم به.
انظر: الأذكار للنووي ص (103).
أقطع" وفي رواية: "بحمد الله فهو أقطع"، وفي رواية: "بالحمد فهو أقطع"، وفي رواية: "أجذم"، وفي رواية: "لا يبدأ فيه بذكر الله"، وفي رواية: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والمشهور رواية أبي هريرة، وهو حديث (1) حسن رواه أبو داود (2) وابن ماجه (3).
(1) الحديث أخرجه أبو داود (4840) في كتاب الأدب بلفظ: "كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" وفي إحدى نسخة بلفظ: لا يبدأ فيه بحمد الله، وأخرجه ابن ماجه (1894) في كتاب النكاح. بلفظ "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد أقطع" وأخرجه أيضًا أحمد (2/ 359) وابن حبان في صحيحه (1/ 103).
وقد حسن النووي هذا الحديث بعد ذكر ألفاظه عدا رواية
…
"لا يبدأ فيه بذكر الله"
…
وذكر أن الحافظ عبد القادر الرهاوي روى ألفاظه كلها، وأن أبا عوانة الإسفراييني رواه في سنده المخرج على صحيح مسلم.
كما ذكر السندي: أن ابن الصلاح حسنه، وأن الحاكم أخرجه في المستدرك.
انظر: الأذكار للنووي ص (103)، وشرح صحيح مسلم له أيضًا (1/ 43)، وسنن ابن ماجه (1/ 610)، وإرواء الغليل للألباني (1/ 29 - 32).
(2)
هو سليمان بن الأشعت بن إسحاق الأزدي السجستاني، المحدث المشهور ولد سنة (202 هـ)، كان إمامًا في الحديث رأسًا في الفقه، ذا ورع واستقامة حتى أنه كان يشبه بشيخه الإمام أحمد بن حنبل وكتابه "سنن أبي داود" مشهور، جمعه قديمًا وعرضه على الإمام أحمد فاستجوده، توفي رحمه الله في شوال سنة 275 هـ.
انظر: شذرات الذهب (2/ 167)، ومعجم المؤلفين لكحاله (4/ 355)، وتهذيب التهذيب (4/ 169 - 173).
(3)
هو محمد بن يزيد بن ماجه الربعي بالولاء القزويني (أبو عبد الله) الحافظ المشهور، أحد الأئمة الأعلام في الحديث وعلومه، كما كان مفسرًا ومؤرخًا، له تصانيف مشهورة، منها:"تفسير القرآن" و"التاريخ" و"السنن في الحديث" وهو أحد الكتب الستة المشهورة، توفي سنة (273 هـ). =
ومعنى (أقطع) قليل البركة، وكذلك (أجذم) بالجيم والذال المعجمتين (1) وأما معنى (الحمد) فقال: جماعة: هو الثناء على المحمود.
وقال العلامة ابن القيم (2): "الحمد: الإخبار عنه بصفات كماله، مع محبته والرضى عنه، فلا يكون المحب الساكت حامدًا، ولا المثنى بلا محبة حامدًا، حتى يجتمع له المحبة والثناء، فإن كرر المحامد شيئًا بعد شيء صار ثناءً، فإن كان (المدح)(3) بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك صار مجدًا، لأن في صحيح (4) مسلم يقول الله عز وجل: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،
= انظر: شذرات الذهب (2/ 164)، ومعجم المؤلفين (12/ 155)، وتهذيب التهذيب (9/ 530 - 532).
(1)
وبهذا فسرهما النووي، وقال الخطابي: أجذم: معناه المنقطع الأبتر الذي لا نظام له.
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (1/ 43)، ومعالم السنن للخطابي (7/ 189).
(2)
هو محمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي الحنبلي الملقب بـ"شمس الدين" والمعروف بـ "ابن قيم الجوزية" ولد سنة 691 هـ بدمشق، وتفقه وبرع وأفتى ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية وأفاد منه، وكان رحمه الله من العلماء المجددين، آية في العلم والورع ينبئ عن سعة علمه كثرة تلاميذه، ومصنفاته المشهورة، توفي بدمشق سنة (751 هـ).
انظر: معجم المؤلفين (9/ 106)، وشذرات الذهب (6/ 168)، و"ابن قيم الجوزية آثاره وحياته" لبكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله.
(3)
ما بين المعكوفتين تكرر في الأصل.
(4)
هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (أبو الحسين) صاحب "الجامع الصحيح" ولد سنة (206 هـ)، وهو أحد أعلام أهل الحديث المعترف لهم بالتقدم في هذا الشأن، صنف رحمه الله كتبها كثيرة، وتوفي سنة (261 هـ). =
ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:"الحمد لله رب العالمين" قال الله عز وجل: حمدني عبدي، وإذا قال:(الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال:(مالك يوم الدين) قال الله عز وجل: مجدني عبدي (1)، فقد فرق بين الحمد والثناء، ولو كان الحمد هو الثناء لما صح الفرق بينهما.
قوله: (الجاعل التقوى أصل الدين وأساسه) أصل التقوى (2): أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه، من سخطه وعقوبته وقاية من ذلك، وهي فعل طاعته واجتناب معاصيه (3).
= انظر: شذرات الذهب (2/ 144)، ومعجم المؤلفين (12/ 232)، تهذيب التهذيب (10/ 126 - 128).
(1)
الحديث أخرجه مسلم (395) في كتاب الصلاة من حديث أبي هريرة بلفظ "فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالى حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم، قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي (وقال مرة فوض إلي عبدي).
وأخرجه الترمذي (4027) في كتاب التفسير، وأبو داود (821) في كتاب التفسير أيضًا، والنسائي (2/ 135)، وابن ماجه (3784) في كتاب الأدب، وأحمد (2/ 241) وص (285) وص (460).
(2)
تقول وفيت الشيء إذا صنته وسترته عن الأذى.
انظر: لسان العرب لابن منظور (15/ 401).
(3)
انظر: في معنى التقوى جامع العلوم والحكم لابن رجب ص (137).
قال عمر بن عبد العزيز (1): ليس التقوى بصيام النهار وقيام الليل والتخليط بين ذلك، ولكن التقوى أداء ما افترض الله، وترك ما حرم الله، فإن رزق الله بعد ذلك شيئًا فهو خير إلى خير.
وقال (2) طلق بن حبيب (3): "التقوى: أن تعمل بطاعة الله عز وجل، على نور من الله عز وجل، ترجو (4) ثواب الله عز وجل، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله".
(5)
والتقوى وصية الله للأولين والآخرين، قال الله تعالى:{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (6).
(1) هو الإمام العادل والخليفة الراشد: عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، وكنيته (أبو حفص) ويلقب بـ"أشج بن أمية" ولد سنة (60 هـ) وقد أجمعوا على جلالته وفضله، ومناقبه رحمه الله أكثر من أن تحصى توفي سنة (99 هـ).
انظر: طبقات ابن سعد (5/ 330)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (ق 1/ ج 2 ص 17)، والفتح المبين (1/ 94).
(2)
ذُكر هذا الأثر عن طلق بنحو هذه الصيغة في: سير أعلام النبلاء (4/ 601)، والإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية ص (105)، وجامع العلوم والحكم لابن رجب (138).
(3)
هو: طلق بن حبيب العنزي البصري، كان ثقة من صلحاء التابعين، حسن الصوت بالقرآن، مشهورًا بالعبادة، وَرُمي طلحة بالإرجاء توفي بين سنة (90 هـ) وسنة (100 هـ).
انظر: تهذيب التهذيب (5/ 31)، وسير أعلام النبلاء (4/ 601)، وميزان الاعتدال للذهبي (2/ 345).
(4)
في الأصل "ترجوا" بالألف.
(5)
في الأصل "فالتقوى".
(6)
سورة النساء: (131).
(وفي حديث أبي (1) ذر الطويل الذي أخرجه ابن حبان (2) وغيره: "قلت: يا رسول الله أوصني؟ قال: أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله") (3).
(1) هو جندب بن جنادة بن سكن الغفاري، كان رضي الله عنه من كبار الصحابة وفضلائهم، أسلم قديمًا ويقال كان خامس من أسلم .. ثم رجع إلى بلاد قومه داعيًا إلى الإسلام، وأقام بها حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وصحبه حتى توفي، اشتهر رضي الله عنه بزهده وتقلله من الدنيا وصدق لهجته، وكانت وفاته بالربذة سنة (32 هـ) وصلى عليه ابن مسعود.
انظر: الإصابة (4/ 62)، وأسد الغابة (6/ 99)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (ق 1) ص (229).
(2)
هو محمد بن أحمد بن حبان بن معاذ التميمي البستي الشافعي (أبو حاتم) كان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار، قال الحاكم:"كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال"، وقال الخطيب:"كان ثقة نبيلًا فهما" له مصنفات كثيرة منها "الثقات" والمسند الصحيح "في الحديث" و"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" توفي سنة (354 هـ).
انظر: معجم المؤلفين (9/ 173)، وشذرات الذهب (3/ 16).
(3)
ما بين الحاصرتين ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم ص (139) وذكر السيوطي في الجامع الصغير حديث أبي ذر الطويل وحسنه كما ذكر أن الطبراني خرجه في الكبير وأن عبد بن حميد خرجه في تفسير. وقال المناوي: ورواه الديلمي وغيره.
انظر: التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 387)، والحديث أخرجه ابن حبان بلفظ "أوصاني خليلي بخصال من الخير
…
" الحديث "ولم يذكر فيه اللفظ السابق".
انظر: صحيح ابن حبان (1/ 411) وموارد الظمآن حديث رقم (2041)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 167) عن أبي ذر بلفظ "أوصيك بتقوى الله فإنها رأس أمرك" الحديث. =
ولا يكفي في التقوى الأفعال الظاهرة، بل لا بد من القلب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الإسلام علانية، والإيمان في القلب" ثم يشير إلى صدره ثلاث مرات، ثم يقول:"التقوى هاهنا، التقوى ها هما" رواه الإمام أحمد (1)(2) من حديث (3) أنس.
والتقوى سبب للعافية، كما قال بعض الحكماء: من سره أن تدوم له العافية فليتق الله.
= وذكر حمدي السلفي محقق المعجم أن في سنده إبراهيم بن هشام الغساني، وقد وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وأبو زرعة.
وأخرج الحديث أحمد (3/ 83) من حديث أبي سعيد الخدري أن رجلًا جاءه فقال: "أوصني فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك. أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء
…
" الحديث. وذكر الهيثمي أن رجال هذا الحديث ثقات وأن أبا يعلى أخرجه - بنحو هذا اللفظ مع زيادة - عن أبي سعيد ألا أنه قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله أوصني؟ قال عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير. وفي سنده مدلس. انظر: مجمع الزوائد للهيثمي (4/ 25).
(1)
راجع المسند (3/ 135)، والحديث ضعيف لأن في سنده علي بن مسعدة الباهلي، قال عنه الحافظ بن حجر في التقريب ص (249)، صدوق له أوهام من السابعة.
(2)
سوف تأتي ترجمته إن شاء الله حيث سيترجم له الشارح.
(3)
هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي (أبو حمزة) خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المكثرين من الرواية عنه، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن عشر سنين وأتت به أمه - أم سليم - النبي عليه السلام فقالت له: هذا أنس غلام يخدمك فقبله ولازم النبي صلى الله عليه وسلم يخدمه وأقام بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى بالمدينة، ثم شهد الفتوح، وقطن البصرة إلى أن مات بها سنة (90 هـ).
انظر: الإصابة (ق 1/ 126)، وأسد الغابة (1/ 151).
وقال لقمان (1) لابنه: "يا بني اتخذ تقوى الله تجاره يأتيك الربح من غير بضاعة".
والدين في اللغة: الجزاء والمكافأة، دانه دينا أي جازاه، يقال (كما تدين تدان)(2) والدين أيضًا الطاعة (3).
وأما في الإصلاح: "فهو الشريعة الواردة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم".
وأما الأصل فيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى لكن فرق بعض أهل اللغة بين الأصل والأسّ (4). فقال: الأس لا يكون إلا أصلًا، وليس كل أصل أسا، وذلك أن أس الشيء لا يكون فرعًا لغيره مع كونه أسّا، وأصل الشيء يجوز أن يكون فرعا لغيره مع كونه أصلًا.
مثال ذلك: أن أصل الحائط يسمى أس الحائط، وفرع الحائط لا يسمى أس الغرفة.
(1) هو لقمان بن باعورا بن ناحور بن تارخ وهو آزر أبو إبراهيم عليه السلام كذا نسبه محمد بن إسحاق وقيل في اسمه غير ذلك. عاش ألف سنة وأدرك داود عليه السلام وأخذ العلم عنه. واختلف فيه هل هو نبي أم وليّ؟ والأرجح أنه كان وليّا وقد أعطاه الله الحكمة قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} الآية واسم ابنه "ثاران"، قال السهيلي: وقيل غير ذلك.
انظر: تهذيب الأسماء واللغات (ق 1 ج 2) ص (271)، والمعارف لابن قتيبة ص 55، وتفسير القرطبي (14/ 59)، وفتح القدير للشوكاني (4/ 237).
(2)
أي "كما تُجازي تجازَى"، و"كما تعمل تجازى".
انظر: مجمع الأمثال للميداني (2/ 132).
(3)
انظر: الصحاح للجوهري (5/ 2118) مادة "دين".
(4)
قال في القاموس: "الأس والأسس والأساس: كل مبتدأ شيء" لسان العرب (6/ 6).
قوله: (المبين معنى مجمل الكتاب، والمبدع أنواعه وأجناسه) المراد بالكتاب القرآن الكريم، ويأتي الكلام عليه وعلى المجمل إن شاء الله تعالى عند ذكرهما.
و(1) المبدع: هو الذي يَفعل على غير مثال سبق.
والأنواع: جمع نوع، كما أن الأجناس جمع جنس، والنوع من الشيء: هو الصنف منه.
والجنس: ما له اسم خاص يشمل أنواعًا، فالحبّ اسم جنس يشمل الحبوب كلها، والبر نوعه، فالجنس أهم من النوع (2).
قوله "المانع أولى الجهل من أتباعه، والمانع العلماء اقتباسه" الضمير في "أتباعه" و"اقتباسه" عائد إلى الكتاب، والله سبحانه وتعالى كما أنه المعطي فهو المانع، لأن الأشياء كلها بيده، العطاء والمنع، والضر والنفع والخض والرفع.
و"أولوا الجهل"(3) أصحاب الجهل، واختلف الناس في الجهل فمنهم من قسمه إلى بسيط ومركب، ومنهم من ذكره من غير تفصيل.
فقال التاج (4) السبكي (5): "والجهل انتفاء العلم
(1) في الأصل "فالمبدع".
(2)
سوف يأتي تعريف الشارح رحمه الله للجنس والنوع.
(3)
الجهل لغة: تقيض العلم، لسان العرب (11/ 128).
(4)
انظر: جمع الجوامع (1/ 263).
(5)
هو عبد الوهاب علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي، الملقب بـ (قاضي القضاة، تاج الدين) المكنى بـ"أبي نصر" الفقيه الأصولي المؤرخ"، ولد بالقاهرة سنة 727 هـ. =
بالمقصود (1)، وقيل: تصور المعلوم على خلاف هيئته".
وقال الرافعي (2) في كلامه على قاعدة (مدّ عجوة): "الجهل معناه المشهور: الجزم بكون الشيء على خلاف ما هو عليه، ويطلق ويراد به عدم المعلم"(3) وقال جماعة: الحكم غير المطابق جهل مركب.
وأما البسيط: فعدم معرفة الممكن بالفعل لا بالقوة (4).
وقال الآمدي (5) في "أبكار الأفكار" في حد البسيط: "هو
= وله مصنفات كثيرة منها "رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب" و"شرح منهاج البيضاوي"، من أشهر مصنفاته "جمع الجوامع" وتوفي سنة (771 هـ)، انظر: شذرات الذهب (6/ 221 - 222) والفتح المبين (2/ 184 - 185)، والإعلام للزركلي (2/ 610).
(1)
المراد بـ
…
المقصود: ما من شأن أن يقصد ليعلم.
انظر: شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع (1/ 163) وما بعدها.
(2)
هو عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، الرافعي القزويني المكنى بـ"أبي القاسم" الفقيه الأصولي المفسر المؤرخ ولد سنة (555 هـ) كان مجتهد زمانه في مذهب الإمام الشافعي من مصنفاته "فتح العزيز على كتاب الوجيز للغزالي" و"شرح مسند الشافعي" في مجلدين وتوفي في ذي القعدة توفي سنة (623 هـ).
انظر: شذرات الذهب (5/ 108) ومعجم المؤلفين (6/ 3).
(3)
راجع تشنيف المنامع (ق 13 ب".
(4)
الممكن عرفه الجرجاني في كتاب التعريفات له ص (235). بأنه: ما يقتضي لذاته أن لا يقتضي شيئًا من الوجود والعدم ومعرفة الممكن بالفعل، أي بالاستدلال، والممكن بالقوة أي: بالتهيؤ لمعرفته.
انظر: شوح الكوكب المنير (1/ 41).
(5)
هو علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي، الملقب بـ"سيف الدين الآمدي"=
عدم العلم بما من شأنه أن يكون عالمًا، لا عدم العلم مطلقًا، وإلّا لوصفت الجمادات بكونها جاهلة إذ هي غير عالمة".
فالجهل بهذا الاعتبار إثبات عدم لا أنه صفة إثبات، والفرق بين الأمرين ظاهر وعلى هذا فلا يصح قول من (1) قال:
قال حمار الحكيم (2) توما
…
لو أنصفوني لكنت أركب
لأنني جاهل بسيط
…
وراكبي جاهل مركب
وإنما سمى الحكم غير المطابق مركبًا لأنه ركب من جزءين:
أحدهما: عدم العلم.
والثاني: اعتقاد غير مطابق (3)؛
= والمكنى بأبي الحسن. ولد سنة (551 بآمد)، ونشأ رحمه الله حنبليًا ثم تمذهب بمذهب الشافعي وكان أصوليًا فقهيًا متكلمًا حكيمًا .. له مصنفات كثيرة منها:
أحكام الأحكام ومنتهى السول، ووثائق الحقائق في الحكمة وتوفي بدمشق سنة (631 هـ).
انظر: معجم المؤلفين (7/ 155)، وشذرات الذهب (3/ 323 - 324)، والفتح المبين (2/ 57 - 58).
(1)
لم أقف على قائل هذا البيت. وإنما قاله بعض الشعراء في طبيب جاهل.
انظر: دائرة المعارف للبستاني ص (575).
(2)
في المرجع السابق "الطبيب".
(3)
انظر: تعريف الجهل بنوعيه في العدة لأبي يعلى (1/ 82) والتمهيد لأبي الخطاب (1/ 57) وشرح الكوكب المنير (1/ 77) والحدود للباجي ص (29) وكتاب التعريفات للجرجاني ص (80) وجمع الجوامع للسبكي بشرح المحلى (1/ 161)، والبحر المحيط للزركشي (1 /ق 23 (أ"، وشرح العبادي على الورقات ص (37).
كاعتقاد المعتزلة (1) أن الباري تبارك وتعالى لا يرى في الآخرة (2).
والمانع معناه المعطى، والاقتباس عند أهل اللغة يطلق على الاستفادة، وهذا هو المراد هنا، وأما الاقتباس عند أرباب المعاني فمعناه: أن يضمن الكلام شيئًا من القرآن والحديث لأعلى أنه (3)
(1) المعتزلة فرقة من المبتدعة، وهم أصحاب واصل بن عطاء كان من تلامذة الحسن البصري. فاعتزل حلقته هو .. وعمرو بن عبيد لما أحدثا مذهبا، وهو أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر فسموا "معتزلة" ويسمون أصحاب العدل والتوحيد .. كما يلقبون بـ"القدرية" ويقولون باستحالة رؤية الله عز وجل بالأبصار. وبأن كلام الله محدث مخلوق، كما يزعمون أن الله ليس خالقًا لأفعال العباد، وأن مرتكب الكبيرة مخلد في النار.
انظر: الملل والنحل للشهرستاني (1/ 54) والفرق بين الفرق ص (114).
(2)
واعتقاد المعتزلة هذا غير مطابق وفاسد ومردود لمخالفته ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام المشهود لهم بالإمامة من إثبات رؤية الباري تبارك وتعالى في الآخرة. قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [البقرة: 22 - 23] وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا لا، قال: هل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فإنكم ترونه كذلك" الحديث.
انظر: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ص (94 - 95) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (6/ 431 - 456 - و 407 - 485 - 512)، الإبانة في أصول الديانة ص (12 - 19)، شرح العقيدة الطحاوية ص (203 - 219) اللؤلؤ والمرجان (1/ 42 - 43).
(3)
راجع في الاقتباس: الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني ص (575) وما بعدها والفوائد المشوق إلى علوم القرآن ص (173 - 177) وجواهر البلاغة للمراغي ص (384) وما بعدها.
منه كقول بعضهم (1):
إن كنت أزمعت على هجرنا
…
من غير ما جرم (فصبر جميل)(2)
وإن تبدلت بنا غيرنا
…
فـ (حسبنا الله ونعم الوكيل)(3)
وفي كلام المصنف ضرب من ضروب الجناس (4) المضارع، لتقارب مخرج الحرفين المختلفين "المانع" و"المانح".
(1) القائل هو أبو القاسم بن الحسن الكاتبي.
انظر: الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني بتحقيق محمد خفاجي ص (577) وشرح العمري على عقود الجمان للسيوطي (1/ 211).
(2)
سورة يوسف: (18).
(3)
سورة آل عمران: (173).
(4)
الجناس: أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفان في المعنى وهو ضربان.
أ- تام: وهو ما اتفق فيه اللفظان في أربعة أمور:
1 -
نوع الحروف 2 - شكلها 3 - عددها 4 - ترتيبها. وذلك مثل قوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} [الروم: 55].
ب- غير تام: وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الربعة السابقة وهو أنواع.
ليكن إن اختلفا في نوع الحروف فيشترط أن لا يكون الاختلاف بأكثر من حرف وذلك على وجهين:
1 -
أن يكون اللفظ وما يقابله في الطرف الآخر متقاربي المخرج فيسمى جناسًا مضارعًا، كما مثل له الشارح.
2 -
أن يكونا غير متقاربي المخرج، ويسمى لاحقًا، مثل {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)} [الهمزة: 1].
انظر: الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني ص (535) وما بعدها وجواهر البلاغة ص (366) ودائرة المعارف للبستاني (6/ 540).
قوله: (وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة عبد أدأب في طاعة مولاه جوارحه وأنفاسه) هذا الإقرار لله تعالى بالوحدانية، ولأجله خلق الله الخلق وبعث الرسل) قال الله عز وجل:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} (1) أي: يوحدون، والرسل كلهم متفقون على الدعاء إلى توحيد الله تعالى، وهذه الكلمة أمرها عظيم وشرحها طويل ليس هذا موضع استقصائه.
وقوله: (أدأب) يعني أتعب، و (الجوارح) المراد بها الأعضاء (2) قوله:(وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي طهّر باتباعه المؤمنين وأذهب عنهم كيد الشيطان وأرجاسه) الإقرار لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة مقرون بالإقرار لله تعالى بالوحدانية، وهذا مأخوذ من قول الله تعالى:{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)} (3) قال بعض المفسرين (4): لا أذكر إلا وتذكر معنى، ولهذا قرن معه في الأذان والتشهد.
ومحمد صلى الله عليه وسلم سمى محمدًا لكثرة خصاله المحمودة، وهو علم منقول من التحميد، ومشتق من اسم الله تعالى (الحميد) وقد أشار إليه حسّان (5) بن ثابت بقوله:
(1) سورة الذاريات: (56).
(2)
في الأصل: "الاعطا".
(3)
سورة الشرح: (4).
(4)
روى هذا المعنى عن الحسن وقتادة ومجاهد.
انظر: تفسير ابن كثير (4/ 525)، وفتح القدير للشوكاني (5/ 462).
(5)
هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري الخزرجي ثم النجاري =
وشق (1) له من اسمه ليجله
…
فذو العرش محمود وهذا محمد
وأما (الشيطان) ففي نونه قولان، أحدهما: أنها أصلية (2)، فيكون سُمي شيطانًا لبعده عن الحق وتمرده، وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان، وهذا القول جزم به في الصحاح (3).
والثاني: أن النون زائدة، وهو يكون من شاط، إذا بطل حكاه ابن فارس (4) في المجمل (5).
= شاعر رسول صلى الله عليه وسلم وأشهر ما يكنى به (أبو الوليد) وكان عليه السلام يضع له المنبر في المسجد يقوم عليه ليهجو الذين كانوا يهجون المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي الصحيحين عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك. توفي حسان قبل الأربعين في خلافة علي وقيل غير ذلك. توفي وعمره مائة وعشرون سنة عاش ستين سنة منها في الجاهلية وستين في الإسلام.
انظر: الإصابة (1/ 326)، وأسد الغابة (2/ 5)، ومعجم المؤلفين لكحالة (3/ 191).
(1)
في ديوان حسان "شق له" بدون واو.
انظر: ديوان حسان بن ثابت (1/ 306).
(2)
في الأصل "أصيلة"، وإذا كانت النون أصلية يكون من "شطن".
(3)
انظر: الصحاح للجوهري (5/ 2144)، ومؤلف الصحاح هو: إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (أبو نصر) أحد أئمة اللغة واللسان، وكان ذا خط جيد. قال عنه ياقوت الحموي "كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلمًا" من أشهر مصنفاته "الصحاح" وتوفي سنة (393 هـ).
انظر: شذرات الذهب (3/ 142 - 143)، معجم الأدباء لياقوت (6/ 151 - 169)، معجم المؤلفين (2/ 267 - 268).
(4)
هو أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي المكنى بـ (أبي الحسين) لغوي مشارك في علوم شتى من أشهر مصنفاته "المجمل في اللغة" و"جامع التأويل في تفسير القرآن" توفي بالري سنة (395) وقيل سنة (390 هـ).
انظر: معجم المؤلفين (2/ 40)، وشذرات الذهب (3/ 132).
(5)
لقد حكى ابن فارس في المجمل القولين السابقين.=
و (كيد الشيطان) مكره، و (الأرجاس) جمع رجس وهو القذر قوله:(صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه صلاة دائمة تبوئ قائلها اتباع الحق وتوضح له التباسه) قال جماعة (1): الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن العبد التضرع والدعاء.
وقال ابن قتيبة (2): "صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء"(3).
وقال العلامة ابن القيم: قولهم "الصلاة من الله بمعنى الرحمة". باطل من ثلاثة أوجه: أحدها: أن الله غاير بينها في قوله عز وجل: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} (4).
الثاني: أن سؤال الرحمة يشرع لكل مسلم، والصلاة تختص بالنبي صلى الله عليه وسلم وآله، وهي حق له ولآله، ولهذا منع كثير من العلماء من الصلاة على معين غيرهم، ولم يمنع أحد من الترحم على معين.
= انظر: المجمل لابن فارس (1/ 212).
(1)
قاله الأزهري وآخرون.
انظر: المجموع للنووي (1/ 75).
(2)
هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (أبو محمد) ولد سنة (213 هـ) كان عالمًا فاضلًا ثقة، مشاركًا في أنواع من العلوم كاللغة والنحو وغريب القرآن، ومشكل الحديث، له مصنفات عديدة، منها "تأويل مشكل القرآن" و"أدب الكاتب" و"غريب القرآن" وتوفي ببغداد سنة (276 هـ). انظر: شذرات الذهب (2/ 169) ومعجم المؤلفين (6/ 150).
(3)
قال ابن قتيبة: "الصلاة من الله الرحمة والمغفرة" تأويل مشكل القرآن ص (46).
(4)
سورة البقرة: (157).
الثالث: أن رحمة الله عامة وسعت كل شيء، وصلاته خاصة بخواص عباده (1).
وقال أيضًا: "وقولهم الصلاة من العباد بمعنى الدعاء مشكل من وجوه: أحدها: أن الدعاء يكون بالخير والشر، والصلاة لا تكون إلا في الخير.
الثاني: "دعوت" يتعدى باللام و"صليت" لا يتعدى إلا بعلى ودعا المعدي باللام ليس بمعنى صلى وهذا يدل على أن الصلاة ليست بمعنى الدعاء.
الثالث: أن فعل الدعاء يقتضي مدعوا ومدعوا له تقول دعوت الله لك بخير، وفعل الصلاة لا يقتضي (2) ذلك لا تقول صليت الله عليك ولا لك، فدل على أنه ليس بمعناه: فأي تباين أظهر من هذا؟ ". إلى أن قال: "وقد رأيت (3) لأبي القاسم (4) السهيلي كلامًا حسنًا في اشتقاق الصلاة وهذا لفظه قال: معنى اللفظة حيث تصرفت ترجع إلى الحنو والعطف إلا أن (5) الحنو
(1) بدائع الفوائد لابن القيم (1/ 30).
(2)
في البدائع "تقتضي".
(3)
كلمة "قد" لا توجد في البدائع.
(4)
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي الأندلسي، السهيلي (أبو القاسم) المالكي كان ضريرًا مشهورًا بالصلاح. وبرع في أنواع من الفنون كالتاريخ والنحو والأدب والحديث والقراءات. له أشعار كثيرة نافعة، من كتبه "الروض الأنف" و"نتائج الفكر". توفي في شعبان سنة (581 هـ) شذرات الذهب (4/ 271)، ومعجم المؤلفين (5/ 147).
(5)
في الأصل "لان" والتصحيح من البدائع.
والعطف يكون محسوسًا ومعقولًا فيضاف إلى الله تعالى منه ما يليق بجلاله وينفي عنه ما يتقدس عنه" (1) وذكر كلامًا طويلًا حاصله يرجع إلى أن الصلاة الحنو والعطف لأنهما يتعديان بحرف "على" كما تعدت به، وهما مخصوصتان بالخير لا تخرجان (2) عنه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وأما آله فجمهور العلماء على جواز إضافته إلى مضمر، وأنكره النحاس (3) والكسائي (4) والزبيدي (5). وقالوا، لا يصح
(1) بدائع الفوائد لابن القيم (1/ 30) وما بعدها.
(2)
في الأصل "يخرجان".
(3)
هو أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري (أبو جعفر) والمعروف بـ"النحاس" كان من أئمة النحو. أديبًا لغويًا مفسرًا له مصنفات كثيرة منها "الناسخ والمنسوخ" و"شرح أبيات سيبويه" توفي سنة (388 هـ) غرقًا في النيل.
انظر: شذرات الذهب (2/ 346)، ومعجم المؤلفين (2/ 82) ومعجم الأدباء (4/ 224).
(4)
هو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي بالولاء الكوفي (أبو الحسن) والمعروف بـ"الكسائي" أحد القراء السبعة المشهورين وشيخ العربية قال عنه الشافعي من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال علي الكسائي له مصنفات منها "المختصر في النحو" و"كتاب القراءات" توفي بالري سنة (186 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (9/ 131)، وشذرات الذهب (1/ 321)، ومعجم المؤلفين (7/ 84).
(5)
هو محمد بن الحسن بن عبد الله بن مذجح الزبيدي الأشبيلي (أبو بكر) ولد سنة (316 هـ) أديب لغوي "نحوي" له مصنفات منها "لحن العوام" و"الواضح في العربية" توفي سنة (379 هـ).
انظر: معجم الأدباء لياقوت (18/ 179)، ومعجم المؤلفين (9/ 198).
إضافته إلى مضمر وإنما يضاف إلى مظهر، فيقال: وعلى آل محمد والصواب ما قاله الجمهور، لكن الأولى إضافته إلى مظهر (1).
وفي حقيقة الآل مذاهب ذكرها (2) ابن أبي (3) الفتح:
1 -
أحدها: أتباعه على دينه، وهو الذي قدمه.
2 -
وقيل: بنو هاشم وبنو عبد المطلب. وهو اختيار الشافعي (4).
3 -
وقيل آله: أهله (5).
(1) راجع شرح الأشموني على ألفية ابن مالك (1/ 13) ولحن العوام للزبيدي ص (14) وجلاء الإفهام لابن القيم ص (116).
(2)
المطلع على أبواب المقنع ص (3).
(3)
هو محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي (شمس الدين) والمكنى بـ (أبي عبد الله) الحنبلي ولد سنة (645 هـ) ببعلبك، كان ثقة صالحا حسن البشر محدثًا فقهيًا نحويًا لغويًا صنف كتبًا كثيرة منها "المطلع على أبواب المقنع" و"شرح الألفية لابن مالك" وتوفي بالقاهرة سنة (709 هـ).
انظر: الذيل على طبقات الحنابلة (2/ 356)، وشذرات الذهب (6/ 20)، ومعجم المؤلفين (11/ 116).
(4)
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان القرشي الطلبي (أبو عبد الله) الإمام المشهور ولد بغزة سنة (150 هـ) ورحل كثيرًا في طلب العلم وجمع الله له بين علم أهل الحديت وعلم أهل الرأي - وهو أول من صنف في هذا العلم ومناقبه رحمه الله كثيرة له مصنفات كثيرة منها "الرسالة" و"المسند في الحديث" وتوفي بالقاهرة سنة (204 هـ).
انظر: الفتح المبين للمراغي (1/ 127)، وشذرات الذهب (2/ 9)، ومعجم المؤلفين (9/ 32).
(5)
راجع المطلع على أبواب المقنع لابن أبي الفتح ص (3).
وقال شيخ الإسلام (1) في "الفتاوى المصرية" وفي آل محمد قولان مشهوران للعلماء.
أحدها: أنهم أهل بيته (2) وهو المنصوص عن الشافعي وأحمد (وهو اختيار الشريف (3) أبي جعفر وغيره وهو أصح القولين) (4).
(1) هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله الحراني ثم الدمشقي (تقي الدين بن تيمية، أبو العباس) شيخ الإسلام والعلم المشهور ولد بحران سنة (661 هـ) وكان إمامًا محدثًا حافظًا مفسرًا، فقيهًا أصوليًا مجتهدًا، زاهدًا قولًا بالحق، وله مصنفات كثيرة وعظيمة كالفتاوى وغيرها، وتوفي سنة (728 هـ).
انظر: ترجمته في الذيل على طبقات الحنابلة (2/ 387 - 408)، وشذرات الذهب (6/ 80 - 86)، والفتح المبين (2/ 130 - 133)، ومعجم المؤلفين (1/ 261 - 262).
(2)
في الفتاوى بزيادة "الذين حرموا الصدقة".
(3)
هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد ينتهي نسبه إلى العباس بن عبد المطلب بن هاشم (الشريف أبو جعفر) ولد سنة (411 هـ)، كان إمام الحنابلة في عصره وقال عنه ابن الجوزي:"كان عالمًا فقيهًا ورعًا عابدًا زاهدًا قوالًا بالحلق، لا يحابي ولا تأخذه في الله لومة لائم" وله عدة مصنفات منها "رؤوس المسائل" وله جزء في أدب القاضي وتوفي سنة (470 هـ).
انظر: الذيل على طبقات الحنابلة (1/ 15 - 16)، وشذرات الذهب (4/ 336 - 337)، ومعجم المؤلفين (3/ 318).
(4)
ما بين المعكوفتين لم أجده في مجموع الفتاوى والقول الذي صححه المصنف وهو أن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم أهل بيته الذين حرموا الصدقة هو الراجح، ويدخل في ذلك أزواجه عليه السلام على الأرجح للأدلة، ومنها سياق قوله تعالى:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] وقوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام: =
والثاني: أن آل محمد صلى الله عليه وسلم هم أمته أو المتقون من أمته.
وهذا يروي (1) عن مالك (2) وهو قول طائفة من أصحاب الشافعي والإمام أحمد كالقاضي أبي يعلى (3) وغيره.
= {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: 73]، وقد دخلت سارة ولأنه تعالى استثنى امرأة لوط من آله فدل على دخولها في الآل.
انظر: الأقوال في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (22/ 460 - 462)، وجلاء الإفهام لابن القيم ص (119) وما بعدها وشرح منح الجليل على مختصر خليل (1/ 7 و 328)، والمجموع للنووي (1/ 76)، والتقرير والتحبير (1/ 11).
(1)
في مجموع الفتاوى "وهذا يروى عن مالك إن صح".
(2)
هو مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني، (أبو عبد الله) إمام دار الهجرة المشهور، ولد بالمدينة سنة (93 هـ)، وأخذ العلم عن تسعمائة شيخ فأكثر وما أفتى حتى شهد له سبعون إمامًا إنه أهل لذلك، وجلس للدرس وهو ابن سبع عشرة سنة، وفضائله وثناء العلماء عليه لا تحيط بها هذه العجالة ومن تصانيفه "الموطأ" و"رسالته إلى الرشيد" وتوفي بالمدينة سنة (179 هـ).
انظر: الفتح المبين (1/ 112 - 118)، وشذرات الذهب (1/ 289 - 292)، ومعجم المؤلفين (8/ 168 - 169).
(3)
هو محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء البغدادي الحنبلي القاضي (أبو يعلى) ولد سنة (380 هـ)، وكان متقدمًا على فقهاء زمانه في كل فن، حافظًا للحديث، قارئًا للقرآن بالقراءات العشر، بارعًا في الفقه والأصول وغيرها وانتهت إليه رئاسة الحنابلة في عصره وله مصنفات كثيرة منها "العدة" و"الكفاية" في أصول الفقه وأحكام القرآن و"المعتمد" و"فضائل أحمد"، وتوفي سنة (458 هـ).
انظر: ترجمته في طبقات الحنابلة (2/ 193 - 230)، والفتح المبين (1/ 245 - 248)، وشذرات الذهب (3/ 306 - 307)، ومعجم للمؤلفين (9/ 254).
واحتجوا بحديث موضوع (آل محمد كل تقي)(1).
و"صحب" جمع صاحب، الصاحب يأتي تفسيره إن شاء الله تعالى عند ذكر الصحابة، و"الدائمة" هي التي لا تنقطع و"تبوئ قائلها" بمعنى يهيأ لقائلها اتباع الحق و"الإلتباس" الاختلاط.
قوله: (أما بعد) قال سيبويه (2) معناه: مهما يكن من شيء.
وقال أبو إسحاق (3): إذا كان الرجل في حديث فأراد أن يأتي بغيره قال: أما بعد.
(1) أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط والصغير من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفي سنده نوح بن أبي مريم لا يحتج به، وأخرجه عنه البيهقي وفي إسناده نافع بن هرمز السلمي وهو لا يحتج به.
انظر: السنن الكبرى للبيهقي (2/ 152)، والمعجم الصغير للطبراني (1/ 115)، والجامع الصغير مع شرحه التيسير للمناوي (1/ 10) وجلاء الإفهام لابن القيم ص (125)، وضعيف الجامع الصغير للألباني (1/ 60).
(2)
هو عمرو بن عثمان بن قنبر (أبو بشر) والمعروف بـ"سيبويه" إمام أهل البصرة وأعلم المتقدمين والمتأخرين في النحو. وكان الخليل بن أحمد إذا جاءه سيبويه قال "مرحبًا بزائر لا يمل" من آثاره "الكتاب" في النحو توفي سنة (180 هـ) وقيل (194 هـ).
انظر: معجم الأدباء (16/ 114)، وشذرات الذهب (1/ 252)، ومعجم المؤلفين (8/ 10).
(3)
هو الزجاج - كما ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 404) وهو إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج أبو إسحاق النحوي اللغوي المفسر قال عنه ابن خلكان "كان من أهل العلم والأدب والدين المتين" له مصنفات منها "معاني القرآن" و"مختصر النحو"، وتوفي سنة (311 هـ). انظر: ترجمته في شذرات الذهب (2/ 259) ومعجم الأدباء (1/ 130)، ومعجم المؤلفين (1/ 33).
وهو مبني على الضم لأنه من الظروف (1) المقطوعة عن الإضافة، هذا الذي ذكره الأكثر، وحكى فتح الدال ورفعها (2) منونة وكذا نصبها فتصير أربعة أوجه (3).
واختلف في أول من قالها، فقيل: دواد عليه السلام رواه الطبراني (4) مرفوعًا من حديث أبي موسى الأشعري (5)
(1) في الأصل: "الضروف".
(2)
ما بين الحاصرتين تكرر في الأصل.
(3)
وجه البناء على الضم لأنها قطعت عن الإضافة لفظًا، ونوى معنى المضاف إليه كما دل عليه كلام الشارح - أما الأوجه الثلاثة الأخرى فهي فيها معربة، وأما النصب بدون تنوين فعلى حذف المضاف إليه ونية لفظه، وأما التنوين فعلى حذف المضاف عليه وعدم نية لفظه ولا معناه.
انظر: شرح ابن عقيل على الألفية (2/ 71 - 74)، وشرح الكوكب المنير (1/ 27 - 28)، وأوضح المسالك لابن هشام (2/ 211 - 216).
(4)
هو سليمان بن أحمد بن أيوب اللخى الطبراني (أبو القاسم) المحدث الحافظ ولد سنة (260 هـ) رحل في طلب العلم كثيرًا وسمع الكثير، كان ثقة بصيرًا بالرجال والعلل وله مصنفات كثيرة منها المعاجم الثلاث "الكبير" والأوسط والصغير، وتوفي سنة (360 هـ).
انظر: سير أعلام النبلاء (10/ 173)، وشذرات الذهب (30/ 3)، ومعجم المؤلفين (4/ 253).
(5)
هو عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري (أبو موسى) أسلم قديمًا واختلف في هجرته إلى الحبشة، وكان حسن الصوت بالقرآن قال له عليه السلام في الحديث الصحيح: لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود. وكان عامله على زبيد وعدن وغيرهما من سواحل اليمن. وشهد فتوح الشام، وأمره الفاروق على البصرة، وهو الذي افتتح الأهواز وأصبهان، وسكن الكوفة وتفقه به أهلها حتى استعمله عثمان عليهم. مات سنة (42 هـ) وقيل سنة (44 هـ). =
وفي إسناده ضعف (1).
وروى عبد بن حميد (2) والطبري (3) عن الشعبي (4) موقوفًا: إنها فصل (5)
= انظر: الإصابة (6/ 194)، وأسد الغابة (3/ 367)، وطبقات ابن سعد (4/ 105) وما بعدها.
(1)
ورواه ابن أبي حاتم والديلمي موقوفًا عن أبي موسى.
انظر: الدر المنثور للسيوطي (5/ 300).
(2)
هو عبد بن حميد بن نصر الكِسِّيِّ أبو محمد الإمام الحافظ صاحب المسند والتفسير - اسمه عبد الحميد فخفف كان ثقة ثبتًا. توفي سنة (249 هـ).
انظر: شذرات الذهب (2/ 120)، الإعلام للزركلي (2/ 481)، وطبقات المفسرين للدوادي (1/ 368).
(3)
هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري الآملي الأصل ولد ببغداد سنة (224 هـ)، كان إمامًا مجتهدًا مفسرًا فذا كثير الرواية ذا بصيرة بالنقل والترجيح بين الروايات له باع طويل في التاريخ من مصنفاته (جامع البيان في تفسير القرآن) قال عنه النووي: لم يصنف أحد مثله، "وتاريخ الأمم والملوك" وتوفي سنة (310 هـ).
انظر: شذرات الذهب (2/ 26)، ومعجم المؤلفين (9/ 147)، ومباحث في علوم القرآن للقطان ص (385).
(4)
هو عامر بن شراحيل الشعبي الحميري، تابعي جليل من كبار الحفاظ الثقات، كان فقيهًا شاعرًا ولد سنة (19 هـ)، قال عنه مكحول: ما رأيت أفقه منه، توفي سنة (103 هـ) وقيل غير ذلك.
انظر: طبقات ابن سعد (6/ 246)، والإعلام للزركلي (2/ 463 - 464)، وتهذيب التهذيب (5/ 65).
(5)
المراد فصل الخطاب في قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)} [ص: 20] لكن المحققين من المفسرين على أن المراد بـ"فصل الخطاب" الفصل بين الحق والباطل. =
الخطاب الذي أعطيه داود عليه السلام (1).
وقيل أول من قالها: يعقوب رواه الدارقطني (2) بسند واه (3) في غرائب مالك.
وقيل: أول من قالها: يعرب بن قطان (4).
وقيل: كعب بن لؤي (5)، أخرجه القاضي أبو أحمد (6)
= انظر: تفسير ابن كثير (4/ 30)، وتفسير الشوكاني (4/ 425)، وشرح صحيح مسلم للنووي (6/ 156).
(1)
انظر: جامع البيان للطبري (23/ 89).
(2)
هو علي بن عمر بن أحمد البغدادي الشافعي (أبو الحسن) الدارقطني الإمام الحافظ الكبير ولد سنة (306 هـ). كان محدثًا حافظًا مقرئًا، قال أبو ذر الهروي قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا، له مصنفات كثيرة منها:"كتاب السنن" و"المختلف والمؤتلف"، توفي سنة (385 هـ).
انظر: معجم المؤلفين (7/ 157)، وشذرات الذهب (3/ 116) وما بعدها، ومقدمة تحفة الأحوذي (1/ 208).
(3)
في الأصل "واهي" والصواب ما أثبته لأن الياء تحذف لالتقاء الساكنين.
(4)
هو يعرب بن قطان بن عابر أحد ملوك العرب في الجاهلية الأولى كان خطيباً حكيمًا شجاعًا، يقال إنه هو وأبوه أول من دعا العرب إلى الاحتفاظ بلغتهم وتنسب إليه العربية.
انظر: الأعلام للزركلي (3/ 116)، وسبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ص (16).
(5)
هو كعب بن لؤي بن غالب (أبو هصيص) جد جاهلي من سلسلة النسب النبوي وفيه يلتقي نسب آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم بنسب أبيه "عبد الله" وكان كعب عظيم القدر عند العرب وهو أول من سن الاجتماع يوم الجمعة وكانت العرب تسميه "يوم العروبة"، وتوفي سنة (300 ق هـ) تقريبًا. انظر: الأعلام للزركلي (3/ 813)، وسبائك الذهب ص (64).
(6)
هو محمد بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني (أبو أحمد) والمعروف =
العسال من طريق أبي بكر عبد الرحمن (1) بسند ضعيف.
وزعم الكلبي (2) أن أول من قالها: قس بن ساعدة (3).
وقيل: سحبان وائل (4) وهو بفتح السين وإسكان الحاء المهملتين، وفتح الباء الموحدة، رجل من "وائل"(5)، كان لسنا
= بـ"العسال" المحدث الحافظ المؤرخ الفقيه المقرئ ولد سنة (269 هـ) ولي القضاء بأصبهان، له مصنفات منها "المسند" و"التاريخ" و"غريب القراءات"، توفي سنة (349 هـ).
انظر: شذرات الذهب (2/ 380)، والأعلام للزركلي (3/ 846)، ومعجم المؤلفين (8/ 226).
(1)
لم أقف على سند هذا الأثر حتى يتسنى لي ترجمة أبي بكر بن عبد الرحمن المذكور.
(2)
هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي أبو النضر المفسر النسابة الأخباري. ولد بالكوفة، وشهد وقعة دير الجماجم مع ابن الأشعت وهو ضعيف الحديث، من آثاره " تفسير القرآن" توفي سنة (146 هـ).
انظر: ميزان الاعتدال (3/ 577)، ومعجم المؤلفين (10/ 15)، والأعلام للزركلي (3/ 897).
(3)
هو قس بن ساعدة بن حذافة الإيادي - رجل من العرب معروف، من المعمرين، وهو مشهور بالحكمة والفصاحة، أدركه النبي عليه السلام قبل النبوة ورآه في عكاظ.
انظر: الإصابة (3/ 279)، والأعلام للزركلي (2/ 795).
(4)
هو سحبان بن زفر بن إياد الوائلي، نشأ في الجاهلية في قبيلة وائل. وأسلم لما ظهر الإسلام، وتقلبت به الأحوال حتى التحق بمعاوية رضي الله عنه فكان يعده للملمات. مات سنة (54 هـ).
انظر ترجمته في: الإصابة (2/ 109)، والأعلام للزركلي (1/ 358)، وتاريخ الأدب العربي لعمر قروخ (1/ 391).
(5)
أي من قبيلة وائل. ووائل هذا هو: وائل بن قاسط بن هنب من ربيعة، =
بليغًا، يضرب به المثل (1) في البيان.
قال شيخ الإسلام ابن حجر (2): والأول أشبه، ويجمع بينه وبين غيره بأنه بالنسبة إلى الأولية المحضة، والبقية بالنسبة إلى العرف خاصة، ثم يجمع بينها بالنسبة إلى القبائل (3).
قوله: (فهذا مختصر في أصول الفقه)"هذا" إسم إشارة يشاربه إلى الحاضر المذكر مع حرف التنبيه، فيحتمل أن يكون أشار إليه لكونه (4) متهيأً حاصلًا في ذهنه؛ لأن من عزم على تصنيف شيء فلا بد أن يتصوره في ذهنه أولا، ثم يشرع في تأليفه، ويحتمل أنه عمل الخطبة بعد فراغه من المختصر المذكور.
= ابن عدنان جد جاهلي وكان له من الولد "بكر" و"تغلب" وهما بطنان عظيمان.
عن معجم قبائل العرب للحكالة (3/ 1244)، وانظر: سبائك الذهب ص (54).
(1)
يقال "أخطب من سحبان وائل".
انظر: مجمع الأمثال للميداني ص (346).
(2)
هو أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني الشافعي. الشهير بـ (ابن حجر) شهاب الدين أبو الفصل العلم المحدث المؤرخ الأديب الشاعر صاحب المصنفات العظيمة كفتح الباري والإصابة في تمييز الصحابة، له مناقب جمة.
انظر ترجمته في: شذرات الذهب (7/ 270)، ومعجم المؤلفين للكحالة (2/ 20).
(3)
انظر: فتح الباري (2/ 404 - 405)، وقد ذكر الحافظ ابن حجر الأقوال التي ذكرها الشارح في قائل "أما بعد" وراجع شرح مسلم للنووي (6/ 156)، ولسان العرب (3/ 93)، وتاريخ العروس للزبيدي (2/ 304).
(4)
في الأصل: "كونه".
وقوله: (في أصول الفقه) بيان لاختصاص المختصر بأصول الفقه دون غيره من العلوم.
قوله: (على مذهب الإمام الرباني، أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه) المذهب: الطريق الواضح في أصل اللغة.
وأما "الرباني" فقال ابن عباس (1)، وابن مسعود (2): هو الحكيم الفقيه.
وقال الأصمعي (3)
(1) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم المصطفى صلى الله عليه وسلم وحبر هذه الأمة، وترجمان القرآن، والصحابي المشهور ولد قبل الهجرة بثلاث سنين وتوفي بالطائف سنة (68 هـ).
انظر: الإصابة (2/ 330)، وأسد الغابة (3/ 192 - 194)، وشذرات الذهب (1/ 75)، ومعجم المؤلفين (6/ 66).
(2)
هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي (أبو عبد الرحمن) صحابي جليل أسلم قديمًا وهو أول من جهر بالقرآن بمكة. ولما أسلم أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه يخدمه حتى عرف في الصحابة بـ" صاحب السواد والسواك" وهاجر الهجرتين وصلى إلى القبلتين وشهد بدرًا والمشاهد كلها. توفي سنة (32 هـ).
انظر: الإصابة (2/ 368 - 370)، وأسد الغابة (3/ 384)، وطبقات ابن سعد (3/ 150)، وشذرات الذهب (1/ 38) وما بعدها.
(3)
هو: عبد الملك بن قريب بن عبد الملك الباهلي البصري الأصمعي، أبو سعيد، المولود سنة (122 هـ) شيخ رواة الأدب، والإمام اللغوي المحدث الفقيه. قال عنه الشافعي: ما عبر أحد بأحسن من عبارة الأصمعي، وعمر حتى أدرك زمن المأمون له مؤلفات كثيرة منها "الأجناس" في أصول الفقه و"نوادر الإعراب" وتوفي سنة (216 هـ).=
والإسماعيلي (1): الرباني نسبة إلى الرب، أي الذي يقصد ما أمره الرب بقصده من العلم والعمل.
ويقال: الرباني: الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره والمراد بصغار العلم ما وضح من مسائله، وبكباره ما دق منها.
وقال ابن الأعرابي (2)، لا يقال للعالم رباني حتى يكون عالما معلمًا عاملًا (3).
وأما الإمام أبو عبد الله فهو الإمام الآخر المقدم، والحبر الفاضل المعظم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن
= انظر: طبقات المفسرين للداودي (1/ 354)، وشذرات الذهب (1/ 36)، ومعجم المؤلفين (6/ 187).
(1)
هو أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني الشافعي أبو بكر الحافظ الفقيه، صاحب التصانيف في الحديث والفقه. ولد سنة 277 هـ، من تصانيفه:"الصحيح على شرط البخاري""العوالي" توفي سنة (371 هـ). انظر: شذرات الذهب (3/ 75)، ومعجم المؤلفين (3/ 135).
(2)
هو محمد بن زياد والمعروف بـ"ابن الأعرابي" ابو عبد الله الكوفي كان من أئمة اللغة رواية لأشعار القبائل نحويا كما كان صالحا ورعًا زاهدًا من مصنفاته "النوادر" و"تفسير الأمثال". وتوفي سنة (230 هـ).
انظر ترجمته: في معجم الأدباء لياقوت (18/ 189)، وشذرات الذهب (2/ 70)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ج 2 من القسم الأول ص (295) ومعجم المؤلفين (10/ 11).
(3)
راجع معنى "الرباني" في لسان العرب (1/ 403 - 404)، وفتح الباري (1/ 160 - 162) وورد في التنزيل الكريم:{لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ} [المائدة: 63].
انظر: تفسير ابن كثير (2/ 74)، وتفسير الشوكاني (2/ 56 و 1/ 355)، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (1/ 61 - 63).
أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن شيبان (1) بن ذهل (2) بن ثعلبة بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي (3) بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان - يلتقي نسبه بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزار - لأن النبي صلى الله عليه وسلم من ولد مضر بن نزار، وأحمد من ولد ربيعة (4) ابن نزار، ولد سنة أربع وستين ومائة، ومات في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين.
حملت به أمه بـ"مرو" وولدته ببغداد، ونشأ بها وسافر في طلب العلم أسفارًا كثيرة، ثم رجع إلى بغداد، توفي بها بعد أن ساد أهل عصره. ونصر الله به دينه وقد أثنى عليه العلماء غاية الثناء.
(1) كذا بالأصل (عبد الله بن شيبان) وكذلك ذكره ابن قدامة في المغني وقد سقطت في الموضعين أربعة أسماء بين عبد الله وشيبان وهي: أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان، وذكر هذه الزيادة ابن الجوزي في المناقب وأبو يعلى في الطبقات إلا أن الأخير قدم ذهل علي شيبان.
انظر: المغني لابن قدامة (1/ 4)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص (38)، وطبقات الحنابلة (1/ 4).
(2)
في هامش الأصل الآتي: (الصحيح في نسب أبي عبد الله تقديم شيبان علي ذهل، وأما تقديم ذهل علي شيبان فغلط، نبه عليه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد رحمهما الله تعالى) وانظر المناقب لابن الجوزي ص (39).
(3)
في الأصل "دغمي" بالمعجمة وهو تصحيف.
انظر: المناقب لابن الجوزي ص (38).
(4)
قال: د/ التركي في أصول مذهب الإمام أحمد ص (30): ولد نزار أربعة مضر وربيعة وإياد وأنمار ومن هؤلاء الأربعة تشعبت بطون العرب فالإمام أحمد ربعي نزاري.
قال قتيبة بن سعيد (1): لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثورى (2) ومالك والأوزاعي (3)، والليث بن سعد (4)، لكان هو المقدم.
(1) هو قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي مولاهم البلخي ثم البغلاني، (أبو رجاء) الحافظ محدث خراسان ولد سنة (149 هـ) كان ثقة عالمًا صاحب حديث، اسمه "يحيى" وقيل علي ولقبه قتيبة، وتوفي سنة (240 هـ).
انظر: تقريب التهذيب ص (281)، وشذرات الذهب (2/ 94)، ومعجم المؤلفين (8/ 128).
(2)
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى الكوفي (أبو عبد الله) الفقيه المحدث سيد أهل زمانه علمًا وعملًا ولد سنة (97 هـ)، قال ابن المبارك: كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان من كتبه "الجامع الكبير" و"الفرائض" مات بالبصرة سنة (161 هـ).
انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ج 1 من القسم الأول ص (222)، وشذرات الذهب (1/ 250)، ومعجم المؤلفين (4/ 234).
(3)
هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي ولد سنة (88 هـ)، كان من فقهاء أهل الشام وقرائهم وزهادهم، رأسا في العلم والعمل جم المناقب وكانت الفتيا تدور بالأندلس على رأيه إلى زمن الحكم بن هشام الذي توفي سنة (256)، من مصنفاته الأوزاعي "كتاب السنن" و"المسائل" وكلاهما في الفقه، وتوفي سنة (157 هـ).
انظر: تقريب التهذيب ص (207)، وشذرات الذهب (1/ 241)، ومعجم المؤلفين (5/ 163).
(4)
هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم (أبو الحارث) شيخ الديار المصرية وعالمها ولد سنة (94 هـ) وكان أحد الأعلام ثقة، من آثاره "التاريخ" و"مسائل في الفقه" وتوفي سنة (175 هـ).
انظر: تهذيب التهذيب (8/ 459)، وشذرات الذهب (1/ 175)، ومعجم المؤلفين (8/ 162).
وقال أيضًا: لولا الثوري مات الورع، ولولا أحمد لأحدثوا في الدين.
فقيل له: فتضم أحمد إلى أحد من التابعين؟ قال: إلى كبار التابعين.
وقال أبو عبيد القاسم (1) بن سلام: انتهى العلم إلى أربعة إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني (2)، ويحيى بن معين (3)، وأبي بكر (4) بن أبي شيبة، وكان أحمد أفقهم.
(1) هو القاسم بن سلام البغدادي (أبو عبيد) الإمام المشهور ولد سنة (150 هـ) كان قاضيًا ثقة، فقيهًا مجتهدًا مقرئًا، عالمًا بعلوم القرآن رأسًا في اللغة، قال إسحاق بن راهويه: الحق يجب لله أبو عبيد أفقه مني وأعلم، صنف نيفا وعشرين كتابًا منها "كتاب الأموال" المشهور وتوفي سنة (224 هـ).
انظر: تهذيب التهذيب (8/ 315)، وشذرات الذهب (2/ 54)، ومعجم المؤلفين (8/ 101).
(2)
هو علي بن عبد الله بن جعفر السعدي مولاهم (أبو الحسن) البصري والمعروف بـ"ابن المديني" ولد سنة (161 هـ) كان إمام أهل عصره بالحديث وعلله، حتى قال عنه البخاري:"ما استصغرت نفسي إلا عنده" كما شارك في بعض العلوم، له مصنفات كثيرة منها "الأسامي" و"الكنى" و"تفسير غريب الحديث" وتوفي سنة (234 هـ).
انظر: تقريب التهذيب ص (247)، وشذرات الذهب (2/ 81)، ومعجم المؤلفين (7/ 132).
(3)
هو يحيى بن معين بن عون الغطفاني مولاهم البغدادي (أبو زكريا) الإمام الثقة الحافظ المشهور ولد سنة (158 هـ) قال الإمام أحمد: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس بحديث، من مصنفاته "التاريخ والعلل" و"معرفة الرجال" وتوفي سنة (232 هـ).
انظر: تقريب التهذيب ص (379)، وشذرات الذهب (2/ 79)، ومعجم المؤلفين (13/ 232).
(4)
هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل =
وقال أيضًا: ليس في شرق ولا غرب مثل أحمد بن حنبل، ما رأيت أحد أعلم بالسنة منه.
وقال الشافعي: أحمد بن حنبل إمام في ثمان خصال، إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمام في القرآن، إمام في اللغة، إمام في الفقر، إمام في الزهد، إمام في الورع، إمام في السنة.
وقال عبد الرحمن (1) بن مهدي فيه وهو صغير: لقد كاد هذا الغلام أن يكون إمامًا في بطن أمه (2).
وفضائله وما قاله الأئمة فيه كثير، فقد صنف في مناقبه كتب مفردة (3) وإنما الغرض هاهنا الإشارة إلى نكتة من فضائله، وذكر
= الكوفي (أبو بكر) ولد سنة (150) تقريبًا كان حافظًا ثقة متقنًا قال أبو زرعة: ما رأيت احفظ منه كما كان فقهيًا مؤرخًا مفسرًا. من كتبه "الكتاب المصنف" و"كتاب التفسير"، وتوفي سنة (235 هـ).
انظر ترجمته: في تقريب التهذيب ص (187)، وشذرات الذهب (2/ 85)، ومعجم المؤلفين (6/ 107).
(1)
هو عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري مولاهم البصري اللؤلؤي، ولد سنة (135 هـ) كان أحد أركان الحديث بالعراق، ثقة ثبتا حافظًا عارفًا بالرجال قال ابن المديني: ما رأيت أعلم منه، له تصانيف في الحديث وتوفي سنة (198 هـ).
انظر: تقريب التهذيب ص (210)، وشذرات الذهب (1/ 355) ومعجم المؤلفين (5/ 196).
(2)
انظر: هذه الآثار في المناقب لابن الجوزي ص (112) وص (151) وص (152 و 12)، وطبقات الحنابلة ص (4)، وما بعدها.
(3)
من المتقدمين ابن الجوزي والبيهقي والهروي ومن المتأخرين الجندي ومحمد أبو زهرة.=
نسبه ومولده ومبلغ عمره إذا لا يحسن بمن يمسك بمذهبه أن يجهل هذا القدر عن إمامه (1).
قوله. (اجتهدت في اختصاره وتحريره، وتبيين رموزه وتحبيره) الاجتهاد بذل الوسع، فالمصنف أخبر أنه بذل وسعه في اختصاره هذا الكتاب، والاختصار: هو تقليل الشيء، فقد يكون اختصاره بتقليل مسائله، وقد يكون بتقليل ألفاظه مع تأدية المعنى.
وفائدة الاختصار التقريب والتسهيل على من أراد تعلمه وحفظه فإن الكلام يختصر ليحفظ، ويطول ليفهم (2).
و"الرموز" جمع رمز الإشارة و"التحبير" التزيين.
قوله: (محذوف التعليل والدلائل مشيرًا إلى الخلاف والوفاق في غالب المسائل) إنما حذف التعليل والدليل لأجل
= انظر ترجمته: في شذرات الذهب (2/ 96 - 98)، ومعجم المؤلفين (2/ 96)، والفتح المبين (1/ 149 - 155)، وطبقات الحنابلة (1/ 4 - 20)، وأصول مذهب الإمام أحمد لعبد الله التركي (15 - 96) ومقدمة كتاب الرد على الجهمية والزنادقة لعبد الرحمن عميرة.
(1)
لم يشر الشارح إلى شيء من مؤلفات الإمام أحمد رحمه الله، وللإمام أحمد مؤلفات عظيمة تدل على علو كعبه ورفعة منزلته منها "المسند" و"الزهد" و"الإيمان" و"علل الحديث" و"طاعة الرسول" و"فضائل الصحابة" و"الصلاة" و"الأشربة" و"المقدم والمؤخر من القرآن" و"جوابات القرآن" و"الناسخ والمنسوخ" و"الرد على الجهمية".
انظر: المراجع السابقة.
(2)
راجع المغني للموفق (1/ 3 - 4).
الاختصار إذ لو أتى بذلك لطال، والمراد بـ"الخلاف" هنا خلاف العلماء لا أنه مقصور على الأئمة الربعة، بل ربما ذكر (1) خلاف اليهود والنصارى.
قوله: (مرتبًا ترتيب أبناء زماننا مجيبًا سؤال من تكرر سؤاله من إخواننا) تابع المصنف رحمه الله في ترتيبه الشيخ شمس الدين بن مفلح (2) رحمه الله غالبًا، و (مرتبا)(3) يحتمل أن يكون اسم فاعل ويحتمل أن يكون اسم مفعول، والأول أظهر.
قوله: (والله سبحانه المسئول أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم نافعًا صوابًا) العمل لا يقبل ألا أن يكون خالصًا لله تعالى من الرياء والسمعة، صوابًا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فسأل الله أن يجعل عمله على هذه الصفة ليكون مقبولًا.
قوله: (وأن يثبت أمورنا ويجعل التقوى شعارًا لنا وجلبابا
(1) في الأصل: "ذكروا".
(2)
هو محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدسي ثم الصالحي الراميني الحنبلي أقضى القضاة (شمس الدين أبو عبد الله)، ولد سنة (710 هـ) كان أحد الأئمة الأعلام فريد عصره آية في الذكار قال عنه ابن القيم:"ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح"، وكان يقول له شيخ الإسلام ابن تيمية ما أنت ابن مفلح بل أنت مفلح، من مصنفاته:"الآداب الشرعية" و"كتاب الفروع" وله كتاب جليل في أصول الفقه، توفي سنة 763 هـ.
انظر: الفتح المبين (2/ 176)، وشذرات الذهب (6/ 1999)، ومعجم المؤلفين (12/ 44).
(3)
ما بين الحاصرتين تكرر في الأصل.
بمنه وكرمه) "الشعار" ما يلي الجلد من الثياب، و "الجلباب" ما ظهر فكأنه سأل الله التقوى ظاهرا وباطنًا وتثبيت الأمور.
قوله: (فنقول وبالله التوفيق)"التوفيق " تسهيل سبيل الخير والطاعة.
* * *