الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مطلب: يجتمع في الشخص الواحد ثواب وعقاب)
(1)
قوله: (مسألة يجتمع في الشخص الواحد ثواب وعقاب خلافًا للمعتزلة، ويستحيل كون الشيء واجبًا حرامًا من جهة إلا عند بعض من يجوز تكليف الحال) في الشخص الواحد ثواب وعقاب كنوع الآدمي قال الله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} (2)، خلافًا للمعتزلة لأنهم خلدوا أهل الكبائر في النار لوجود العقاب، فلما وجد منعوا الثواب.
والفعل الواحد بالشخص له جهة واحدة يستحيل كونه واجبًا حرامًا لتنافيهما إلا عند من قال بتكليف المحال عقلًا وشرعًا.
وأما الواحد بالجنس أو (3) النوع كالسجود واجب الله تعالى
(1) العنوان من الهامش.
انظر: هذا المبحث في تحرير المنقول للمرداوي (1/ 163)، شرح الكوكب المنير (1/ 389 - 390).
(2)
سورة التوبة: (102).
(3)
عبارة الشارع رحمه الله تدل على أن الواحد بالجنس أو النوع يكون واجبًا أو حرامًا إذا تغاير بالشخصية. وعبر كثير من الأصوليين كالغزالي والآمدي =
محرم للصنم لتغايرهما بالشخصية فلا استلزام بينهما خلافًا لبعض المعتزلة؛ لأن السجود مأمور به لله تعالى. فلو حرم للصنم لاجتمع أمر ونهي في نوع واحد والمنهي قصدُ تعظيمه.
رد بأن المأمور به السجود المقيد بقصد تعظيم الله تعالى، والسجود المنهى عنه المقيد بقصد تعظيم الصنم، ولهذا قال الله عز وجل:{لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ} (1).
* * *
= بـ "الواحد بالنوع وعبر بعضهم كالموفق بـ "الواحد بالجنس" والجراعي جمع بين التعبيرين وإن كان التعبير بـ الواحد بالجنس أوجه لأن مطلق السجود جنس ينقسم إلى نوع السجود لله وهو واجب ونوع السجود للصنم وهو محرم.
لكن قد يرد أن السجود بالنوع ينقسم إلى واجب أو حرام على اختلاف الإضافات والصفات.
والكلام في هذه المسألة متفرع عن قول "الحرام ضد الواجب" لذلك قال الموفق: الحرام ضد الواجب فيستحيل أن يكون الشيء الواحد حرامًا طاعه معصية من وجه واحد إلا أن الواحد بالجنس ينقسم إلى واحد بالنوع وواحد بالعين أ. هـ.
انظر: الروضة ص (23 - 24)، والعدة (1/ 430 - 431)، والتمهيد لأبي الخطاب (1/ 339 - 335)، المسودة ص (84)، والمدخل لابن بدران ص (153 - 154) والمعتمد (2/ 409)، والمستصفى (1/ 76 - 77)، الأحكام للآمدي (1/ 87 - 88)، بيان المختصر للأصبهاني (377 - 378)، مختصر ابن الحاجب بشرح العضد (213)، وفواتح الرحموت (1/ 104 - 105).
(1)
سورة فصلت: (37).