الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(في القرآن المحكم والمتشابه)
(1)
قوله: (مسألة (2): في القرآن المحكم والمتشابه، وللعلماء فيهما أقوال كثيرة، والأظهر المحكم: المتضح المعنى، والمتشابه (3) مقابله لاشتراك أو إجمال أو ظهور تشبيه).
قال الله تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} (4) وقد كثر الخلاف في معناهما (5).
أما المحكم فأصح ما قيل فيه أنه الذي اتضح معناه وانكشف كشفا يزول معه الإشكال ويندفع به الاحتمال (6).
(1) العنوان من الهامش. وراجع هذا البحث في شرح الكوكب المنير (2/ 140 - 143)، والمستصفى (1/ 106) ومختصر ابن الحاجب بشرح العضد (2/ 21)، والإتقان للسيوطي (2/ 2) والمدخل لابن بدران ص (197 - 198).
(2)
في الهامش (مسألة مقابلة).
(3)
في الأصل: "والمتشابهة".
(4)
سورة آل عمران: (7).
(5)
راجع تفسير ابن كثير (1/ 384)، وفتح القدير للشوكاني (1/ 334).
(6)
بهذا عرف الآمدي المحكم في الأحكام (1/ 125) إلا أنه قال الذي ظهر معناه.
وأما المتشابه: فهو ما يقابله وهو: ما اشتبه معناه على السامع، أما الاشتراك لفظي كقوله تعالى:{ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (1) لاحتمال زمن الطهر والحيض، أو إجمال كقوله تعالى:{أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (2) لتردده بين الولي والزوج (3).
قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: وما ظاهره تشبيه (4) كقوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} (5) و {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (6) و {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (7) و {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} (8) وغيره من الاستعارات (9).
(1) سورة البقرة: (228).
(2)
سورة البقرة: (237).
(3)
راجع الأحكام للآمدي (1/ 125).
(4)
جعل الموفق والسيوطي وغيرهم آيات الصفات من المتشابه، ومرادهم أن آيات الصفات يجب الإقرار بها وإمرارها على وجهها من غير تعرض لكيفيتها، كما قال الإمام مالك لما سئل عن الاستواء الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. انظر: روضة الناظر ص (35 - 36) الإتقان للسيوطي (62).
(5)
سورة الحجر: (29).
(6)
سورة يس: (71).
(7)
سورة البقرة: (15).
(8)
سورة آل عمران: (54).
(9)
آيات الصفات اشتبه المراد منها على الناس فقوم شبهوا وجسموا وقوم حرفوا وعطلوا، وتوسط أهل السنة وأئمة السلف الصالح فسلموا وهم على أن آيات الصفات محكمة معلومة المعاني والذي لا يعلم إنما هو الكيفية.
انظر: شرح الكوكب المنير (2/ 141)، والمسودة (163)، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (17 - 273) وما بعدها.
وقال القاضي: المحكم: المفسر، والمتشابه: المجمل، لأن الله تعالى سمى المحكمات أم الكتاب، وأم الشيء الأصل الذي لم يتقدمه غيره، فيجب أن يكون المحكم غير محتاج إلى غيره، بل هو أصل بنفسه وليس إلا ما ذكرناه (1).
وقال ابن عقيل: المتشابه: هو الذي يغمض علمه على غير العلماء المحققين (2) كالآيات التي ظاهرها التعارض، كقوله تعالى:{هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35)} (3) وقال في أخرى {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (4) ونحو ذلك.
وقال آخرون: المتشابه: الحروف المقطعة في أوائل السور، والمحكم ما عداه.
وقال آخرون: المحكم الوعد والوعيد والحلال والحرام والمتشابه القصص والأمثال (5).
(1) راجع العدة لأبي يعلى (1/ 151 - 152 و 2/ 684 - 693) حيث ذكر الشارح كلامه بتصرف.
(2)
ذكر ابن عقيل في الواضح (1/ 37 ب) أنه من غير الممتنع أن يكون هذا هو معنى المتشابه وقال في (ق 37 أ): معنى وصف الخطاب بأن متشابه هو أنه محتمل لعدة معاني مختلفة يقع على جميعها ويتناولها على وجه الحقيقة أو يتناول بعضها حقيقة وبعضها مجازًا ولا ينبئ ظاهره عما قصد به وإنما أخذ له هذا الاسم من اشتباه معناه على السامع وفقد علمه بالمراد. أ. هـ.
(3)
سورة المرسلات: (35).
(4)
سورة يس: (52).
(5)
قال الآمدي عن هذا القول: وهو بعيد عما يعرفه أهل اللغة وعن مناسبة اللفظ له لغة. راجع الأحكام (1/ 125) والمسودة ص (162).
قال في الروضة بعد ذكر هذه الأقوال: والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله تعالى مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} (1){بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (2){لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (3){وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} (4) و {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} (5) ونحوه فهذا مما اتفق السلف على إقراره وإمراره على وجهه وترك تأويله (6).
(1) سورة طه: (5).
(2)
سورة المائدة: (64).
(3)
سورة ص: (75).
(4)
سورة الرحمن: (27).
(5)
سورة القمر: (14).
(6)
راجع روضة الناظر ص (35 - 36).