الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(إحداث الموضوعات اللغوية)
(1)
قوله: (ومن لطف الله تعالى إحداث (2) الموضوعات (3) اللغوية، لتعبر عما في الضمير، وهي أفيد من الإشارة والمثال وأيسر) وجه كونها من اللطف: حاجة الخلق إلى إعلام بعضهم بعضًا ما في ضمائرهم، من أمر معاشهم للمعاملات وأمر معادهم لإفادة المعرفة والأحكام فوضع لهم الألفاظ لمعانيها ووقفهم عليها على قول التوقيف، أو جعلهم قادرين على وضع الألفاظ لمعانيها على قول الاصطلاح، وجعل ذلك بالمنطوق دون الإشارة والمثال لكونه أفيد وأسهل، أما كونه أفيد فلان اللفظ يعم كل موجود ومعدوم بخلاف الإشارة فإنها للموجود، وبخلاف المثال - وهو أن يجعل لما في الضمير شكلًا - فإنه أيضًا كذلك لأنه يعسر بل يتعذر أن يجعل لكل شيء مثال يطابقه، وأما كونه أيسر فلأنه بموافقته الأمر الطبيعي صارا أسهل من غيره فحطت المؤنة وعمت الفائدة (4).
(1) في الأصل "المصنوعات" والعنوان من الهامش.
(2)
ما بين المعكوفين تكرر في الأصل.
(3)
كذا في المختصر ص (37) وفي الأصل "المصنوعات".
(4)
انظر: شرح العضد على مختصر ابن الحاجب (1/ 115)، وشرح الكوكب المنير (1/ 99) وما بعدها وشرح المحلى على جمع الجوامع (1/ 261).
قوله: (فلنتكلم على حدها، وأقسامها، وابتداء وضعها، وطريق معرفتها) شرع يتكلم على حد اللغة، وأقسامها، ومن وضعها، وكيف طريق معرفتها، وقوله:(فلنتكلم) هذه صيغة أمر من المتكلم لنفسه وهو في التحقيق متعذر من جهة أن الأمر يستدعى آمرًا ومأمورًا متغايرين.
والجواب: أنه يصح من جهة التقدير، وهو أن المتكلم نزل نفسه منزلة أجنبي يأمره بما يريد) (وهذا مشهور)(1) شائع في السنة العرب (2)، ويأتي الكلام على كل واحد من هذه الأشياء على انفراده كما تراه عند كلام المصنف إن شاء الله تعالى.
قوله: (الحد كل لفظ وضع لمعنى) هذا حد اللغة (3) وكل هنا: هو الكلي المجموع، وهو بمنزلة الجنس لأنه متناول للمهمل والمستعمل، واللفظ: هو ما يتلفظ به من الأصوات المقطعة سواء قلت حروفه أو كثرت، وسواء تلفظ به حقيقة أو حكمًا، وذلك ليدخل فيه الضمائر المستكنة، فإنها وإن لم يكن ملفوظًا بها حقيقة فهي ملفوظ (4) بها حكمًا، بدليل الإسناد إليها وجواز تأكيدها والعطف عليها وغير ذلك وقوله: ) (وضع لمعنى) كالفصل يخرج المهمل.
(1) ما بين المعكوفين تكرر في الأصل.
(2)
انظر: شرح مختصر الطوفي (1/ ق 26 / أ).
(3)
انظر: حد اللغة في شرح الكوكب المنير (1/ 102)، والمدخل لابن بدران ص (170)، ومنتهى الوصول لابن الحاجب ص (16)، والمزهر للسيوطي (1/ 7 - 8).
(4)
في الأصل: "ملفوظًا".