الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(على)
(1)
قوله: (وعلى للاستعلاء، وهي للإيجاب، قاله أصحابنا وغيرهم) الاستعلاء، كقوله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)} (2) أو معنوي نحو "عليه دين" كأنه بلزومه له علا عليه، ولهذا يقال "ركبه الدين".
وهي للإيجاب فإذا قال "لفلان عليَّ كذا وكذا " حكم بوجوبه عليه، ولم يثبت لها أكثر البصريين غير هذا المعنى وأولوا ما أوهم خلافه فلهذا اقتصر عليه المصنف.
وأما نحو "توكلت على الله" و "اعتمدت عليه" وقوله تعالى {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ} (3) فهي بمعنى الإضافة والإسناد، أي أضفت
(1) العنوان من الهامش.
انظر: (على) في: العدة لأبي يعلى (1/ 203)، والتمهيد لأبي الخطاب (1/ 113)، وشرح الكوكب المنير (1/ 247 - 250)، وتشنيف المسامع (ق 45 أ) والقواعد المشوق ص (62 - 63)، شرح ابن عقيل على الألفية (2/ 22 - 25)، معاني الحروف للرماني ص (107 - 109)، تسهيل الفوائد لابن مالك ص (146)، وصف المباني ص (371 - 373).
(2)
سورة الرحمن: (26).
(3)
سورة الفرقان: (58).
توكلي وأسندته إلى الله، لا للاستعلاء لا تفيده هنا حقيقة ولا مجازا.
وذكر جماعة من أقسامها المصاحبة {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} (1) والمجاوزة بمعنى "عن" ومنه قوله الشاعر (2):
إذا رضيت عليَّ بنو قشير
…
لعمرو الله أعجبني رضاها
وخرج عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام الدهر ضيقت عليه جهنم"(3).
أي عنه (4) فلا يدخلها.
(1) سورة البقرة: (177).
(2)
هو القحيف بن خمير العقيلي، وهذا البيت من قصيدة يمدح فيها حكيم بن المسبب القشيري ونسبه إليه البغدادي والسيوطي وغيرهم.
انظر: خزانة الأدب للبغدادي (4/ 249)، وشرح شواهد المغني للسيوطي (1/ 416)، ومعجم الشواهد العربية ص (456).
(3)
رواه الإمام أحمد والنسائي وابن خزيمة وان حبان من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وفي آخر الحديث "ضيقت عليه جهنم هكذا وقبض كفه" ورواه الطبراني في الكبير وقال عنه الهيثمي: رجاله رجالط الصحيح.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (4/ 222) وظاهره أنها تضيق عليه حصرا له فيها لتشديده على نفسه وحمله عليها ورغبته عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم واعتقاده أن غير سنته أفضل منها وهذا يقتضي الوعيد الشديد فيكون حرامًا. أهـ.
انظر: الفتح الرباني (10/ 154)، التلخيص الحبير (2/ 217)، فتح الباري (4/ 222).
(4)
تخريج الحديث على أن علي فيه "بمعنى عن غير وجيه كما يدل عليه كلام الحافظ ابن حجر السابق.
والتعليل {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} (1).
والظرفية {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} (2).
والاستدراك "فلان لا يدخل الجنة لسوء صنيعه على أنه لا ييأس من رحمة الله تعالى.
والزيادة كقول النبي صلى الله عليه وسلم "من حلف علي يمين"(3) أي يمينا.
هذا كله إذا كانت حرفًا، وقد تأتي اسمًا وفعلًا.
* * *
(1) سورة البقرة: (185).
(2)
سورة البقرة: (102).
(3)
أخرجه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حلف علي يمين فرأى خيرًا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه" ووراه الطبراني في الكبير وفي مسنده مسلم بن خالد الزنجي وثقة ابن حبان وغيره وضعفه أحمد عن الفتح الرباني ترتب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (14/ 177)، مع شرحه بلوغ الأماني.
وأخرج البخاري ومسلم حديث عبد الرحمن بن سمرة مرفوعًا فيه: "إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير" وورد الحديث عن مجموعة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو موسى الأشعري وعدي بن حاتم وعبد الرحمن بن سمرة وعائشة وعبد الله بن عمر ومالك بن نضلة وأذينة بن سلمة العبدي رضي الله عنه.
انظر: اللؤللؤ المرجان فيما اتفق عليه الشيخان (2/ 172 - 173) إرواء الغليل.